عن المرأة تجلد في السودان/ علوان حسين


منظر مريع ولا إنساني ومقرف وهو تشويه لإنسانية البشر الذين خلقهم الله أحرارا ً فأمعن السفلة فيه تعذيبا ً وجلدا ً في قسوة سادية حيث بدا في المشهد قائد الشرطة السودانية مبتهجا ً يضحك وكأنه في حفلة ماجنة .
عن أية قيم وأخلاق يتحدثون إولئك الذئاب البشرية وهم يجلدون امرأة وسط الشارع وأمام الناس ؟ مارأيته كان مشهدا ً وحشيا ً ظهر فيه الشرطة ببدلاتهم الرسمية وكأنهم يلهون ويعبثون بجسد الضحية التي لم تكن تملك سوى الصراخ . كانوا يلهون ويلعبون والمرأة تولول وتـُعذب ُ والناس تتفرج .. متى كان الجسد الآدمي معروضا ً للفرجة وهو يُنتهك ُ من قبل ذئاب الحكومة ؟
 ذكرني هذا المشهد المروع بتلك الساحة الرومانية التي كنا نشاهدها في أفلام السينما ونحن صغار السن , حيث يؤتى بالضحية في ساحة عامة تطل عليها مدرجات أطلق عليها لاحقا ً أسم ( المدرج الروماني ) . وأمام صخب الناس تنطلق الغرائز البدائية للإنسان الوحشي من عقالها وبمشهد هستيري يتم رمي الضحية حيا ً أمام السباع الجائعة حيث الصراع اللامتكافىء مابين الهشاشة والقوة المفرطة وحيث تـُداس ُ القيم وتنكسر الأخلاق ويموت الشعور , حينها تبدو البشرية وكأنها عادت إلى عصر الإنحطاط .
لا عجب إن حكومة السودان تعيش بقوانين عصر أهل الكهف وتعود لأيام العبودية حتى لو تجلببت بثوب الدين الفضفاض . إن الحديث عن الكرامة والحرية وحق المرأة ودورها في الحياة كصانعة وحاضنة للبشر وما أوصى به الرسول الكريم في الرفق بالقوراير , ثم الحديث عن مساواتها بالرجل مع مراعاة وضعها البايولجي والنفسي وتقدير أنوثتها حد التغني بحضورها الطيفي والكلام عن الرحمة المشتقة من الرحم وعن العدل , بدا كل هذا الكلام نافلا ً ومجرد شعارات نرفعها وقيم نتغنى بها لمجرد الإستهلاك والبلاغة والشطح الشعري ونحن في حقيقة الأمر لا نؤمن إلا بنقيضها الذي هو وبعيدا ً عن لغة المجازات والتورية الظلم الفادح والأذى الجسدي والنفسي الذي تسببه مثل هذه الفظاعات للمرأة الضحية .
كاتب من العراق

CONVERSATION

0 comments: