سر قهوة قنصل مصر بالنمسا/ ناصر الحايك

محمود أمين نمر
فيينا النمسا-
هل كان مذاق القهوة مميزا إلى هذه الدرجة ؟

أم أنها احتوت على خلطة سحرية تشعر من يحتسيها بنشوة الترحاب !!

أم أنها شبه غبطة هبطت عليك من حيث لا تدرى ، غالبا ما تفتقدها بمجرد أن تطأ قدماك إحدى ممثليات الدول العربية في الخارج لإجراء معاملة ما!!

أم أنه إحساس بالطمأنينة تولد لديك ، لم تعتد عليه منذ نعومة أظافرك ، ورثته عن أجدادك وذويك !!

أم أنها مشاعر ممتزجة بشيء من الرضى ، لم تراودك من قبل عند وقوفك أمام شخص يمتلك الصلاحيات والسلطات !!

لم يكن هذا ولا ذاك ، فما حدث مؤخرا في مكتب قنصل مصر بالنمسا المستشار "محمود أمين نمر" يبعث نفحة من السرورو فى نفسك ، لأن مجرد استقباله لك بتلقائية في مكتبه بفيينا في مقر القنصلية المصرية وإصراره شخصيا أن يعد لك فنجانا من القهوة ، التي على ما يبدو أنه بارع في اقتناء نوعيتها بعناية فائقة .

مجرد أن يحدث ذلك كله قبل أن تنبس ببنت شفه وقبل أن يعرف غرض هذه الزيارة "السعيدة" لهو أمر غريب لم تعتد عليه ومستبعد كليا عندما تذهب إلى أماكن مشابهة لإنجاز مصلحة تخصك !!

لكن عقب الرشفة الأولى تزول تلك الهواجس "اللئيمة" سالفة الذكر من تلقاء نفسها ، أو تقدم على تجاهلها ، بل وطردها إن أقتضى الأمر حتى قبل أن تجرؤ على مداهمتك .

وقبل أن تجهز على ما تبقى في الفنجان يزداد عندك اليقين بأن ليس هناك ما يرغم المستشار المصرى على الابتسام في وجهك وتمثيل الحفاوة وتصنعها ، إذ هو غير مضطر لتقمص هذا الدور .

إذا ربما هو هكذا، أو على الأرجح أنها طبيعته وانه لا يتصرف إلا على سجيته.

وسواء كان يعلم أو لا يعلم فإن المستشار "نمر" قد تمرد على صورة نمطية مقيتة علقت في أذهان الكثيرين منذ الأزل عن الدبلوماسي أو رجل الدولة العربي ، الذي يعشق التظاهر بأنه "هام جدا" و يحرص غالبا على عدم ردم الهوة العميقة التي تفصله عن الشخص العادي .

ويمكن القول أيضا أنه يقود نهجا جديدا لا يحترفه معظم نظرائه عندما يتعاملون مع المراجعين الذين يطرقون أبواب السفارات لسبب أو لأخر، نهجا يمكن التنبؤ بأنه سيثرى من رصيده على أصعدة كثيرة .





CONVERSATION

0 comments: