تحيه فلسطينيه وبعد...
الموضوع: دعوا قضيتنا تمر عبر الامم المتحده
بدايةً أنقل لسيادتكم تحياتي وأنا مواطن فلسطيني ومن شعب فلسطيني مصر ومتفائل بتحرير ارضه وبلاده من نير الاحتلال والاستعمار، والذي يعد الأطول المتبقي من الحقبه الإستعماريه ، وهو احتلال جاثم على صدورنا منذ عشرات العقود ، وهي عقود معمده بعذابات هذا الشعب من قتلٍ وتدميرٍ وترحيلٍ وابعاد وهدم بيوتٍ وممتلكات، ومئات الالاف من الجرحى واكثر من مليون لاجئٍ ومشرد واكثر من سبعة الاف اسيرٍ ما زالوا في اقبية وزنازين المحتلين الى يومنا هذا، فمنذ النكبه التي ألمت بالشعب الفلسطيني عام 1948 حيث شرّد شعب باكمله عبر تنفيذ عشرات المذابح بدءأ ب كفر قاسم ودير ياسين ، وانتهاء بمجازر غزه التي نفذتها العصابات الصهيونيه (الهجناه وشتيرن ) ، ليحل محله شعب اخر وما زالت مخيمات الشعب الفلسطيني شاهده على هذه المظلمه التاريخيه في شتى بقاع الارض وامتدت هذه العذابات عبر التاريخ الطويل من الاحتلال لتطال البقيه الباقيه من فلسطين بالاحتلال الذي وقع عام 1967 ، ليستمر مسلسل التشريد من جديد يضاف الى التشريد الكبير عام 48 ، وبذلك تكون اسرائيل قد اغتصبت كل الاراضي الفلسطينيه من بحرها الى نهرها ولم تكتفي بالاحتلال التاريخي للاراضي التي احتلت عام 48 بل استكملت الحلقات باحتلال جديد في الضفه والقدس عبر مشروع استيطاني هدفه طرد بقية الشعب الفلسطيني من ارضه ودياره ومنعه من اقامة دولته المستقله وعاصمتها القدس الشرقيه ، وفق قرارات الشرعيه الدوليه ذات الصله، واستمرت الدوله المحتله في محو أثار هذا الشعب بلا انقطاع بجلب المزيد من المستوطنين وهؤلاء يا سيادة الرئيس ينفذون مشروع تشريد جديد للشعب الفلسطيني عبرالاستيلاء على الارض ومنع الحياه عليها وقطع الشجر وتحديداً شجرة الزيتون رمز هويتنا ورمزٌ من رموز السلام في العالم ، ويدهسون الاطفال في شوارع الخليل ويقتلون المزارعين الفلسطينين وكذالك يقتلون ويحرقون البهائم والحيوانات والمزارع ، على طريقة القرون الوسطى كما حصل موخرا في مناطق شرقي مدينة نابلس وهي مجموعات خارجه عن القانون والقيم الانسانيه والاخلاقيه تدعمهم بكل افعالهم حكومة نتنياهو اليمينيه والمتطرفه وصاحبة المشروع الاستيطاني.
هذا جزء بسيط مما عانيناه ونعانيه واعتقد انكم تعرفونه ، لأن هذا كله وقع وما زال تحت انظار العالم كله بمن فيها الولايات المتحده الامريكيه التي نقلت تمثال الحريه من فرنسا الى عاصمتها ليصبح رمز من رموزها (الحريه والعالم الحر). واستبشرنا خيرا بوصولكم لرئاسة هذه الدوله وقلنا جاء الفرج فالسيد الجديد من اصول عانت ما عانت من العنصريه والاستبداد والعبوديه عبر مئات السنين، وقلنا المضطهدين و المقهورين بالعاده يشعرون بألم الاخرين ومعاناتهم وانا يا سيادة الرئيس ومثلي كثيرين تفاءلوا بقدومكم سيداً على البيت الابيض ... وصبرنا ونحن أهل الصبر بحكم العاده والتجربه المريره مع العالم وتحديداً الادارات الامريكيه لقربها من اسرائيل اولاً، وتربعها على قيادة العالم ثانياً، واحتكارها ملف القضية الفلسطينية ثالثاً.
وبعد انتظار سنتين من (حكمكم الرشيد) وبعد مفاوضاتٍ عبثيةٍ لا تعني شيء غير قتل الوقت لصالح الاحتلال والمستوطنين أقول بموضوعية كنا نأمل الكثير لدرجة اننا صدقنا أنكم من أصول عربية ، والنتيجة كانت ربما تعادل احدى نكباتنا أو نكساتنا أو الام جروحنا المفتوحة، عندما خرجت علينا وزيرة خارجيتكم السيدة هيلاري كلنتون لتقول أن موضوع الاستيطان ليس هو الاساس ويمكن تجاوزه بعد أن رفضت اسرائيل كل عروضكم السخية مقابل وقف الاستيطان لمدة ثلاثة شهور فقط وبدون القدس الشرقية، وهي كما تعلمون يا سيادة الرئيس جزءاً من الاحتلال الذي وقع عام 1967، ومع هذا رفضت اسرائيل كل عروضكم السخية والكريمة وأثبتت لنا ولكم أنها فوق القانون وفوق الامم المتحدة وحتى فوق البيت الابيض بصرف النظر عن لون بشرة ساكنه أسوداً كان ام ابيض.
وهنا يا سيادة الرئيس لا بد من بعض الملاحظات وليتسع صدركم المفترض أنه مفعمٌ ومليءٌ بمفاهيم الحرية وحرية الرأي وكذلك حرية الشعوب وحق تقرير مصائرها كما نادى بها اسلافكم، وأولها كيف نصدق أنكم تستطيعون انجاز السلام العادل وأنتم غير قادرين على ايقاف الاستيطان غير الشرعي لمدة شهور؟؟؟
كيف لكم ان تحققوا رؤية اقامة دولة فلسطين الى جانب اسرائيل وأنتم عاجزون عن الاعتراف أو عن اقناع اسرائيل بمرجعيات عملية السلام؟؟؟
كيف لكم وقف الاستيطان الذي يهدد مبدأ الدولتين وأنتم تجمعون الاموال أو تُجمع الاموال من كل الولايات الامريكية، لصالح شراء بيوت الفلسطينين في القدس الشرقية؟!..كيف لنا أن نقتنع بحيادكم ووساطتكم وانتم تمدون هذه الدولة المارقة والمتمردة على القانون الدولي بكل سبل الدعم المادي والمعنوي؟..كيف لنا أن نقتنع بكم دولةً حرة تسوق قيم الحرية والعدالة وانتم ترفضون وتصوتون لمنع نقل ملف القضية الفلسطينية للامم المتحدة للبت فيه على اعتبار أن هذا شأنٌ داخلي امريكي؟!!.بعد كل عجزكم هذا كيف لنا الثقة بكم وبقيمكم وليس على جدول اعمالكم او على ألسنتكم سوى الحفاظ على امن اسرائيل وتفوقها؟...ورغم كل سخائكم ومواقفكم المنحازة لاتقوون على ترويضها بل ربما تكون هي من روضكم وهي الدولة التي جلبت وما زالت تجلب لكم كل أشكال الكره والبغضاء والتعصب...نعم.لكل هذا نحن نكرهكم يا سيادة الرئيس نحن نكرهكم ، لا كرهاً جينياً أو تعصباً قومياً ودينياً، بل كرهاً لمواقفكم وانحيازكم المطلق الى جانب دولة الظلم والظالمين والتي تخرق القانون الدولي وتحتل شعباً وارضاً وترفض الاعتراف بحقوقنا المشروعة والعادلة وفق القرارات الشرعية الدولية ، كما ترفض الاعتراف بمسؤوليتها التاريخية عن تشريد الشعب الفلسطيني من ارضه ودياره الى مخيمات البؤس والشتات ، وانتم سيادة الرئيس شركاء في هذا الظلم والاجحاف الذي لحق بشعبنا الفلسطيني بوقوفكم بكل قواكم لصالح دولةٍ عنصرية بكل معنى الكلمة تمارسه ضد الفلسطينين داخل 1948 بقوانين عنصرية، وايضاً على الاراضي المحتلة عام 1967بالاستيطان على أراضي الغير ووضع الفلسطينين بين المعازل والجدران . وانتم تسمعون وترون وكنتم وما زلتم ذراع ويد اسرائيل التي تبطش بكل من يُدين اسرائيل وارهابها وجرائم الحرب والمجازر التي ترتكبها يومياً بحق الشعب الفلسطيني...كيف لكم أن تحاربوا الارهاب وانتم ترعون دولة الارهاب؟ تمارسه منذ عشرات السنين وفي السر والعلانية،وهي المصدر الرئيسي للارهاب الذي طالكم في سبتمبر 2002 ...
سيادة الرئيس لا نخفي على سيادتكم أننا نادمون كل الندم على تفاؤلنا بقدومكم رئيساً للولايات المتحدة الامريكية، وعلى ثقتنا ورهاننا عليكم عندما سمعناك من جامعة القاهرة وانت تخاطب العالم العربي والاسلامي بخطابٍ ادعيت أنه تصالحي لكنه لم يكن كذلك، فالخطاب التصالحي يعني إعادة الحقوق والاعتراف بالمسؤولية ودفع الثمن...فقد كنتُ وأنت تلقي بخطابك الشهير قد تخيلت مارتن لوثر كينج وهو يخاطب السود أثناء مرحلة التمييز العنصري والاضطهاد الذي لحق بهم من جور وظلم وعبودية البيض في الولايات المتحدة... ولكن للأسف يا سيادة الرئيس أنت لست مارتن لوثر كينج ، الذي ربما يكون وصولك للبيت الابيض احدى أهم انجازاته فرحم الله مارتن لوثر كينج !! بكل أسف نقول لا نثق بكم ولا بقيمكم يا سيادة الرئيس فأنتم لا تستطيعون انجاز ملفنا وقضيتنا بعد كل ما ذكرت وبعد كل هذا الانحياز..
وليس ملفنا فقط بل كل الملفات فشلتم بإدارتها أو حلها وحتى ملفكم الداخلي متعثراً أيضاً، ولكنه نداءٌ أخير باسم قيم العدالة والحرية إن بقي منها شيء... دعو قضيتنا تمر عبر الامم المتحدة وذلك أضعف الايمان....
0 comments:
إرسال تعليق