كم كنت جميلة وأنت تتحدثين عن التغير في سوريا التي نحبها جميعا ونتمنى لها السلامة ولشعبها الحرية والاستقلال والكرامة وكم كنت حريصا علي متابعة خطوات التغير التي كانت شرارتها انتفاضة درعه البطلة والتي امتدت علي طول المدن السورية التاريخية فكيف لا ومازالت تدمر شامخة عبر التاريخ وما زالت الملكة زنوبيا تدوي كلماتها ( بئس من تاجٍ علي رأس خانعٍ ذليل ونعم من قيدٍ في ساعدٍ حرٍ أبي ) في عنان السماء كاسرة ومخترقة جدار الصمت الرهيب الذي تفرضه الحكومة السورية علي اختفاء المناضل الفلسطيني مهيب النواتي والذي ذهب ولم يعد وكان مجرد رقم في سجلات أروقة مخابراتكم التي تجاوزت كل الحدود والقيم ..
إنني عندما قررت أن أكتب إليك أنت رسالتي هذه ما زلت أمل أن تصلك وأن يتم الكشف عن مصير مهيب النواتي وخاصة وأنت تتحدثي عن واقع التغير في سوريا وتلك الإصلاحات التي تنوي حكومتك اتخاذها بروح من المبادرة ومن أجل إحداث حالة من التغيير علي الساحة العربية ضمن ثورة الشباب الأحرار علي الساحة العربية ..
ممكن عندما تقرئي رسالتي وبالتأكيد ستقرأيها سينتابك شعور بأنني أحرض ضدك وضد سوريا وستهزئين بي وتقولي هذا مجرد رقم عابر كما كانت الأرقام العابرة في تاريخيكم وسرعان ما سترتفع التقارير لتداوي غروركم وتشبع رغبات أجهزتكم وأخيرا هذا شان داخلي لديكم انتم تقدرون موقفة والشيء الذي يهمنا هنا ما هو مصير مهيب النواتي أكيد سمعتي في هذا الاسم لان كل إعلاميين فلسطين كتبوا عن مهيب وعن فقدانه في سوريا ورفعوا المناشدات للرئيس بشار والحكومة وكل الشرفاء في سوريا ولكن بدون جدوى فهل ستصلك رسالتي وان وصلتك الرسالة ننتظر منك الخروج بمؤتمر صحافي للإعلان عن مصير مهيب النواتي وتقديم الحقيقة للجمهور الذي يتطلع إلي معرفة ما يدور والكشف عن مصير المناضل الفلسطيني مهيب النواتي ..
إني قلق للغاية بشأن زميلينا مهيب النواتي الذي فُقد في سوريا، لقد باءت الاتصالات بالسلطات المعنية في سوريا بالفشل وما زال زميلنا مصيره مجهولا ولم يتمكن احد من المساعدة في تأمين عودة زميلنا سالما او معرفة مصيره .
ويذكر ان مهيب توجه إلى سوريا في الثامن والعشرين من ديسمبر من العام الماضي وهو يعمل باحث سياسي كان قد اصدر كتاب بعنوان حماس من الداخل ولديه مقالات سياسيه و أدبيه وشعرية ومواد صحفيه منشوره وقد تم اعتقاله في الانتفاضة الأولى بالسجون الإسرائيلية عدة مرات وهو عضو باتحاد الصحفيين على شبكة الانترنت وكان ممثلهم في فلسطين .
وأن مهيب النواتي قد لجأ إلى النرويج بعد أحداث حزيران/يونيو 2007، التي سيطرت حركة حماس خلالها على قطاع غزة، ومن هناك واصل عمله الصحفي، وبدأ باستكمال الجزء الثاني من كتابه 'حماس من الداخل'، والذي لاقي الجزء الأول منه الصادر عام 2003 أصداء كبيرة وترجم إلى اللغة الإنجليزية.
و توجه إلى سوريا من أجل إجراء لقاءات مع قيادة حماس هناك لإكمال الفصل الأخير من كتابه .
رئيس تحرير جريدة الصباح – فلسطين
0 comments:
إرسال تعليق