كنت أتفرج على تقرير تلفزيوني على قناة ( الفيحاء ) الفضائية وأنا جالس في شقتي المريحة في كاليفورنيا شعرت ُ بأن ثمة عطب في كينونتي كإنسان عراقي يعيش مرفها ً في متناول يديه كل وسائل الرفاهية والحضارة في وقت الذي أرى فيه أطفال قرية ( العوجان ) التي تقع شمال البصرة حفاة ً وبثياب رثة ٍ ولا أدري هل أوجه اللوم لنفسي , لمجلس محافظة البصرة أم للحكومة المركزية التي تركت قرى العراق الأفريقية بهذه الحالة المزرية ؟ وجوه ينضح منها البؤس , شباب القرية عاطلون عن العمل , الأطفال يقتلون طفولتهم في شوارع ترابية تملؤها الأزبال والذباب في الصيف لتتحول في الشتاء إلى مستنقعات آسنة يسبح فيها البعوض . من يصدق أن البلد الذي يجري من تحته بحيرات الذهب يعيش فيه مواطنو قرية العوجان بلا مصدر رزق ؟ شيخ القرية يقول بأن الحكومة المحلية تصدقت على عائلة وحيدة من القرية فقدت أثنين من أبنائها شهداء بأن عينت الثالث شرطيا ً , مأثرة عظيمة تـُسجل للحكومة المحلية في توظيف أحد مواطني هذي القرية المنسية والمهملة والتي تقع على حافات العالم . هذي القرية أيها السيدات و السادة ومعذرة للأستاذ ( وجيه عباي ) لا يوجد فيها مستوصف صحي ولا ماء صالح للشرب . طبعا لا نتحدث عن ملاعب الأطفال ومنتدى ثقافي للشباب ومكتبة وحديقة عامة فهذا الترف يُصبح ُ أشبه بالنكتة . تتحدثون عن الديمقراطية والشفافية وكرامة المواطن , تعالوا وأنظروا بأم أعينكم ( قرية العوجان ) شمال البصرة , شخصيا ً أُمهل ٌ الحكومة المحلية في البصرة شهرا ً واحدا ً , بعدها سوف أجيء من كاليفورنيا مع كاميرا وصحفي أمريكي لأُظهر َّ هذا البؤس العراقي بوجه العالم . ستكون فضيحة ً مدوية لحكومة المالكي وللحكومة المحلية في البصرة ولمجلس النواب العراقي . بهذي المناسبة أطلب من الإعلامي الجريء والنبيل ( وجيه عباس ) أن يسلط الضوء على واقع هذي القرية المنكوبة من أجل إيجاد حلولا ً واقعية وليست سحرية , هو المشهود له صولاته من أجل فقراء العراق , ولو رأينا طلبات أهل القرية لوجدناها بائسة كحياتهم وواقعهم الذي تقشعر له الأبدان . هل صعبا ً أو مستحيلا ً على الحكومة المحلية في البصرة بناء مدرسة للإطفال وحديقة ألعاب وإنشاء مستوصف وتوصيل مياه صالحة للشرب وإيجاد فرص عمل للشباب العاطلين أو تبليط شارع ؟ أين تذهب المبالغ المخصصة لمحافظة البصرة أهم وأغنى محافظة في كل العراق ؟
كاتب من العراق
0 comments:
إرسال تعليق