هؤلاء هم الثورة المضادة .. لنهضة مصر/ مجدى نجيب وهبة


** دعا عدد من القوى السياسية المصريين إلى المشاركة فى المظاهرة السلمية المقرر تنظيمها يوم الجمعة الموافق 1 إبريل ، تحت شعار "إنقاذ ثورة 25 يناير" .. ووجهت الجمعية الوطنية للتغيبر الدعوة لأعضائها للمشاركة فى المظاهرة ، وقالت فى بيان أصدرته إن هذه المظاهرة ضد "التباطؤ" فى القصاص من قتلة الثوار والمطالبة باسترداد أموال الشعب التى تم نهبها فى عهد النظام السابق .. وأعلنت الجبهة الحرة للتغير السلمى عن عقد محاكمة شعبية للرئيس حسنى مبارك فى ميدان التحرير غدا ومحاكمة بعض الرموز السابقين للحزب الوطنى ، وقال عصام الشريف المتحدث الرسمى للجبهة أنه تم إختيار المستشار محمود الخضيرى لرئاسة المحكمة ، وإيهاب الخولى المحامى الرئيس السابق لحزب الغد للإدعاء ..
** بداية من حيث عنوان الدعوة وهو إنقاذ ثورة 25 يناير ، وهى دعوة غريبة ومثيرة ومضحكة ، كنت أتصور أن تكون الدعوة هى إقامة عرس فى ميدان التحرير ، لإنقاذ مصر وإعادة بنائها ، ولكن يبدو أن الأمور والدعاوى تطالب بالعودة للفوضى والهدم تحت شعارات حنجورية إسوة بشعارات بن لادن وأعوانه ، كنت أتصور أن تكون الدعوة للمطالبة بالإستقرار لتعويض الخسائر الباهظة بالمليارات وإعادة الأمن فى الوطن بعد أن توحشت جرائم البلطجة والإرهاب لترويع المواطنين ... ودعونا نتساءل من هم أصحاب ثورة 25 يناير وممن يطالبون بإنقاذهم ، هل ستظل النغمة القديمة التى سئمنا منها والتى أصبح يرددها بعض المراهقين السياسيين أو أشباه الصحفيين وهم يلوحون عن فلول النظام .. وكل من يتكلم فى صالح الوطن لمحاولة إنقاذه والنهوض به إلى الأمام فهو من فلول الثورة المضادة .. حتى يخرس الجميع ولا يسمع إلا صوتهم الذى يشبه صوت فحيح الأفاعى والحيات ...
** ونعود لنؤكد أن أصحاب هذه الثورة الحقيقية هم شباب راقى فكريا وسلوكه حضارى ولم يفكر فى تخريب أو حرق أو نهب الوطن بل كانت كل مطالبهم "حرية – عدالة – مساواة" .. ثم إلتحم معهم طبقات الشعب البسطاء والفقراء والمعدمين .. إنهم شباب الفيس بوك الذين أعلنوا عن إلتحامهم وتضامنهم للإلتقاء فى شعار واحد وهو "العدالة والحرية" ، وحينما إندس وسطهم الإخوان وبعض الأحزاب أعلنوا فى الصحف والفضائيات والإعلام وقالوا أننا شباب الثورة ولا ننتمى لأية أحزاب سياسية أو دينية ، وحينما حاول أحد دعاة الإخوان المسلمين إعتلاء منصة التحرير للتكلم بإسم الجماعة أنزلوه من أعلى المنصة ورفضوا سماعه .. خرج شباب واعى ومثقف وتطورت الأحداث سريعا حتى وصلنا إلى هذا اليوم ... لقد حفظ الله مصرنا الحبيبة من كل سوء وفتنة كان البعض يسعى إليها ، بل أن الجيش هو من أسباب نجاح هذه الثورة فقد حرص الجميع على حمايتها وعدم سرقتها حتى تحققت مكاسب عديدة وأهمها إحالة جميع رؤوس الفساد إلى المحاكمة .. تمنى البعض من الغوغاء أن تنهار مصر وتسقط فى مستنقع الطائفية مثل العراق وأن يعم على الوطن بأكمله الخراب ولكن إرادة الله أن لا تمس مصر بسوء فهى دائما مصونة ومحروسة بأقباطها ومسلميها الطيبين .. محروسة بكنائسها وأديرتها ومساجدها .. محروسة بدعاء أهلها الطيبين ، وهو ما جعل سيناريو الخراب يتساقط كما تساقط المفسدون .. وينادى المتظاهرين بإقامة محكمة فورية لكل من الرئيس السابق حسنى مبارك وصفوت الشريف وزكريا عزمى وجمال مبارك ، وقد تم إختيار المستشار محمود الخضيرى لرئاسة المحكمة ، وإيهاب الخولى رئيس حزب الغد السابق للإدعاء وتناسوا الداعين للتظاهر أننا فى دولة يحكمها القضاء المصرى ولا يحق لأى مواطن أيا كان أن يحاسب مسئول أو مواطن بعد إحالته للقضاء المصرى .. ويبدو أن هناك حملات لتصفية الحسابات بين بعض السياسيين والنظام السابق ، وهناك ثورة للتشفى وليس ثورة للإصلاح فالمستشار محمود الخضيرى رئيس نادى القضاة السابق قد أحيل للتقاعد لعدم الصلاحية وهو الحكم الذى أصدرته محكمة الشعب بسبب ميوله الطائفية وحتى نذكر الذين لا يتذكرون ولا يريدون أن يفهموا أن هناك أحكام عديدة طالت شقيق المستشار محمود الخضيرى فشقيقه مصطفى عبد العزيز الخضيرى من جماعة الإخوان المسلمين وسبق إتهامه فى القضية رقم 12 لعام 1965 وأحيل إلى محكمة الجنايات أمن دولة عليا المعروفة بإسم قضية التنظيم السرى لجماعة الإخوان المسلمين وحكم عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة ، وكان هذا فى زمن عبد الناصر وليس مبارك .. ثم إنفصل عن الجماعة وأسس ما يسمى بتنظيم القطبين الذى يعتنق أفكار سيد قطب ، وإتهم فى القضية رقم 191 لعام 1981 والقضية رقم 23 لعام 1987 حصر أمن دولة عليا !!.
** نعم هناك الكثير ولا نريد أن نفتح الملفات ولكن ما يهمنا هى مصر ، فالخسائر بالمليارات وحوادث البلطجة والإجرام والسرقة والإرهاب والإنفلات الأمنى فى الشوارع أصبحت مرعبة .. فالمواطن إفتقد كثيرا إلى الأمن والأمان ، فهل مازال البعض يسعى لمزيد من الخراب والتدمير ، ويعتقد البعض أن الوطن بلا صاحب وأن الدنيا سداح مداح فهم واهمون .. نقول لهؤلاء كم هو عددكم ، هل يتعدى 20 ألف .. لقد تناسيتم أن هناك أكثر من 80 مليون يطالبون بالإستقرار ويرفضون هذا الأسلوب الذى يقود إلى الفوضى .. وأنتم تجهزون الإتهامات لمحاولة نهوض الوطن أو الإصلاح وكل من يتكلم فهو من الثورة المضادة أو من فلول الحزب السابق .. ويواصل بعض المخربين حملاتهم كلما جلسوا أمام شاشات الإعلام .. إن أصابع النظام مازالت تلعب .. تلعب فى إيه بالضبط ؟ ياريت تقولولنا !!! .
** لقد أحيل هؤلاء الفاسدين من النظام السابق والذين روعوا الشعب إلى القضاء ليقتص منهم .. دعونا ننتظر ، ونتكاتف يدا واحدة لإعادة بناء مصر الأمل والمستقبل والحياة وليست مصر الفوضى والتخريب والدمار ، ورغم ما يعانيه الوطن من مشاكل إلا أن هناك مازالت الأفاعى والحيات والعقارب التى تعمل بخبث فى الإعلام والصحف للدعوة إلى مزيد من التخريب والتحريض .. الجميع يغلفون مقالاتهم بالتحريض والسخرية والحث على الفوضى ، وقد تخصصت إحدى الصحف فى مسك الصاجات والدفوف وكأنها صحيفة تضم الغوازى والقوادين .. إنها إحدى الصحف التى تشبه الأفعى وتساندها أفعى أخرى فى البرامج الفضائية تستعين بفرقة عوالم للكيد فى الوطن وهز الوسط ...
** أما أحد الكوارث فهو أحد مقدمى البرامج فى قناة "أون تى فى" يلطم الكفوف بسبب موقف مصر بعدم مشاركتها فى أحد المؤتمرات الغربية لإسقاط نظام العقيد القذافى .. ونتوجه له بالسؤال ماذا يعنيك نظام العقيد القذافى سواء كان مجنون أو عاقل فالشعب الليبى يريد العقيد القذافى وهم يهتفون بالملايين "إله ومعمر .. وليبيا وبس" ... مجنون وشعبه بيحبه إحنا مالنا ، وهل تريدون أن تعيشوا فى الكذبة الكبيرة أن معمر القذافى يضرب شعبه بالصواريخ وياحرام إلحقوا الشعب الليبى .. للأسف الشديد لم يظهر من الشعب الليبى سوى مجموعة مسلحين وهى تحمل الأسلحة والرشاشات ولغتهم ووجوههم ليست ليبية ويتعاملوا مع قوات العقيد بين الكر والفر .. وقد صرح العديد من المحللين بأنهم ليسوا مجموعة ثوار ولكنهم مرتزقة وبعضهم ينتمى لتنظيم القاعدة وهم ينفذون مخطط "الحانوتى أوباما" الذى يمدهم بالسلاح لإسقاط القذافى بأى ثمن ، فى الوقت الذى يزعم هو وعصابته وقطر الإرهابية بأنهم يحمون الشرعية فى ليبيا .. أى شرعية تتحدثون عنها وأنتم تسعون لإحتلال ليبيا للسطو على بترول ليبيا ومن ثم إستباحة كل ثروات الخليج ، ويتمادى المذيع فى حواراته فى برنامجه ، ليستقبل السيد محمود الزهار على الهواء مباشرة ، بينما الأخير فى زيارة للقاهرة ويوجه له عدة أسئلة والزهار ينفى عن منظمة حماس أى أعمال إرهابية ... إنهم وطنيون ومتحدثون بإسم الشعب الفلسطينى ويسعون لتغيير السياسة مع القيادات الجديدة فى مصر ... وتناسى الزهار أن حركة حماس أثارت قدراً بالغاً من الدموية مع خصومها ، فضلاً عن تبنى خطاب دينى تكفيرى إقصائى ، فقامت بإرتكاب أعمال وفظائع من قتل وإعدام فى الشوارع وإلقاء المناضلين من أسطح الأبراج ثم عملت على ممارسة النهب بأوسع أشكاله للمؤسسات والمقار الأمنية . ولدور العبادة المسيحية حتى الكنائس لم تفلت من إيديهم فنهبت وحرقت أقدم وأكبر الكنائس فى غزة بل وفى فلسطين وهو ما يقال عنه أنه عار على الشعب الفلسطينى ، جرى ذلك كله بإسم الدين لا لشئ سوى لتحقيق حلم رخيص وأهوج فى إقامة إمارة الظلام والتخلف والسيطرة بقوة الحديد والنارعلى حياة وفكر ومستقبل مليون ونصف مليون من أبناء غزة ... مارسوا الإجرام السياسى وقاموا بإعدام " بهاء أبو حراد "أحد مسئولى حركة فتح فى سيارتة ، كما قاموا بخطف وإعدام القائد "سميح المدهون " المسئول عن الشباب فى فتح وقاموا بقطع رأسه وربطوه فى سيارة وطافوا به فى المخيمات ، أعدموا أى فلسطينى يعمل مع فتح هو وأسرته بوحشية حتى إنهم لم يتمكنوا من أحد ضباط فتح و عندما علموا أنه نقل للمستشفى للعلاج ذهبوا وقتلوه فى سريره وأمام أهله . فهم يعتبرون أن أعضاء فتح كفار يجب قتلهم ، لقد فاقت وحشية حماس الإرهابية ما كانت تقوم به كثير من سلطات الإحتلال الإسرائيلى .
** لقد تناسى بعض الكتاب والإعلاميين أن عملية تهريب الأسلحة التى تتم عبر الأنفاق من الأراضى المصرية دون أى علم لمصر إنما يعنى تعضيد الإرهاب ضدها وإنتهاك أمنها .. لقد دعا المرشد أية الله خامئنى إلى الجهاد فى غزة معتبرا ذلك طريقا إلى الجنة .. لقد تناسى البعض مما يسيرون وهم مغيبون فى ركب الإخوان أن إيران سخرت أموالها لكل من يحمل فى يده طوبة ويقذف بها مصر ، وجمعت الذئاب من كل جحر .. الذئاب الضالة الذين يبيعون إنتماءاتهم وأوطانهم لمن يدفع الثمن ، إن البعض منا مازال فى وهم الخومينى وحلم تصدير الثورة رغم أنها ماتت ولم يعد لها وجود سوى فى العقول المريضة ... حماك الله يا مصرنا الحبيبة .

CONVERSATION

0 comments: