هل أحببت أن تكون رئيسا لبلدك ذات يوم، هل تخيلت نفسك في هذا المقعد وأنت الرجل الأول فيها، أينما حللت أحاطت بك مواكب الأضواء، ماذا ستكسب وماذا سوف تخسر إذا تحقق هذا الحلم الكبير، هل سيكون من مكاسبك حب الناس واحترامهم أم نفاقهم واستهانتهم بك، هل ستضيف إلى حريتك آفاقا جديدة فتكون أكثر انطلاقا.. أم إنك حينها تكون قد اشتريت لنفسك سجنا كبيرا لا تستطيع الفكاك منه، هل ستشعر بأمان أرحب وأنت محاط بحرسك وجنودك لا تطأ قدمك مكانا إلا وهم حولك واقفون.. أم شعورك بالأمان الحقيقي كان وقت أن كنت تسعى في الطرقات والأزقة لا تخشى متربصا يسعى للنيل منك..
هل من أجل المال وأبهة السلطان أردت مقعدك الكبير وقبلت أمانة تخر لها الجبال.. أم كان الأنفع لك محبة الناس وأنت راضٍ بما قسم الله لك، وهل الأيسر لك أن تحاسب بين يدي الله عن نفسك وحسب، أم تحاسب عنها وعن تراب وطنك وما علاه من كل دابة تسعى..
وأخيرا- هل تريدها وأنت أهل لها كعملٍ عام تنفع الناس به، أم هي لدنيا تصيبها فتجلب في نهايتها لك المصائب الجلل، ولعياذ بالله - نسأل الله تعالى العافية.
أقول في نهاية قصيدة تحمل عنوان ( الأمانة ):
يا مَنْ وَهَبْتَ الْقَلْبَ سِرَّ حَيَاتِه
كَمْ كُنْتُ حِينَ الْعَرْضِ ضَالَّ الْحِكْمَةِ
عَرْضُ الْأمانَةِ لَمْ يَكُنْ شَيْئاً لَهُ
إلَّا أنا أدْرَكْتُهَا بجَهَالَتِي
0 comments:
إرسال تعليق