حسنى مبارك الكبير وصحافته والتزوير/ محمد كمال

كنت قد قرأت مقوله للكاتب الكبير/ محمد حسنين هيكل يقول فيها.
أن ألأنسان يظل أنسان بكل ماتحمله الكلمه من معنى بقلبه وشعوره وأحساسه وتسامحه وحبه مع من حوله حتى يصل الى كرسى الحكم.
وعندما يصل الى هذا الكرسى
يبدأ سحر الكرسى معه فينسف كل هذه المعانى من رأسه وعقله وقلبه فتنسف مشاعره وأحساسه ويتجمد قلبه بقوة كرسى الحكم لما له من سحر وقوه وهو محاطا بحاشيه من المنافقون والكذابون والفاسدون وأصحاب المصالح
فيجعلوه يشعر بأن الشعب يتغنى بحكمته والعالم مذهول بقوته والعلماء عاجزون عن فهم ذكاءه وعبقريته وأن الزمن لم ولن ينجب مثيل له.
أتذكرأثناء قضاء أجازتى السنويه فى مصر كنت أطالع الصحف المصريه فأجد بها بعض الأخبار من النمسا وتصريحات تقول أن رئيس النمسا أو حكومة النمسا تشيد بسياسة مبارك الحكيمه وكنت أبحث أين ومتى وفى أى مناسبه صرح المسؤول النمساوى بمثل هذه التصريحات فلا أجد لها أى أساس من الصحه وهذا لم يكن ينطبق على النمسا فقط بل أنه كان ينطبق على جميع دول العالم ففى الصحف المصريه تجد رؤساء العالم أجمع يشيدون بمبارك وحكمة مبارك مما يشعرك أن العالم أجمع ليس لديه شئ يتحدث عنه سوى مبارك وحكمته الفذه ومعجزاته وكراماته.
رؤساء أمريكا وأوروبا يقومون من النوم على تقارير أمامهم توضح معجزات مبارك فى اليوم السابق فيصرحون مثل هذه التصريحات.
حتى وصل الأمر بجريدة ألأهرام وأسامه سرايا فى تزوير وفبركة صوره للرئيس مبارك داخل البيت الأبيض وهو يتصدر عدد من رؤساء العالم وهو يقودهم. ومن خلفه الرئيس أوباما وعدد اخر من الرؤساء وذالك لكى يثبت أسامه سرايا لسيده وللشعب المصرى أن مبارك اصبح قائدا للعالم أجمع.
والعالم كله يعترف بقيادته وذكاءه وبعد نظره ولذالك فهو عندما يتواجد فى أى مكان يكون هو فى المقدمه وأعترافا من الرئيس الأمريكى وغيره من رؤساء العالم بهذه الموهبه الفذه فهم يقفون خلفه ويلهثون ورائه.
تم فبركة الصوره ووضعت فيها صورة مبارك فى المقدمه بدلا من الصوره الحقيقيه والتى كان الرئيس أوباما فيها فى المقدمه وخلفه بقية الرؤساء بصفته رئيس أقوى دوله فى العالم وايضا بصفته صاحب مكان وهو البيت ألأبيض.
ونشرة هذه الصوره المفبركه فى صحيفة الأهرام فى مصر وكان أسامه سرايا يعتقد أنه لايوجد من يتابع اويفحص ماتنشره الصحف المصريه ولذالك كان يعتقد أنه لم ينكشف أمر الصوره المفبركه.
ووصل امر الصوره المفبركه الى الصحف الأمريكيه ونشرتها على صفحاتها ألأولى وبجوارها الصوره الحقيقيه التى تم فبركتها.
وأذاعتها بالطبع محطات التليفزيون فى أمريكا وأوروبا.
وكانت فضيحه أخلاقيه لمهنة الصحافه والأمانه والمصداقيه فى نقل الخبر والصور وفضيحه لصحافة مصر وللمنافقون من رؤساء تحرير الصحف المصريه الذين تم تعيينهم من قبل مبارك وأجهزته ولذالك كان يوجد سباق على رد الجميل له ولأجهزته التى عينتهم كبديل للأنتخابات حتى يضمنو الولاء الكامل للصحافه ومن يعملون فيها وهذا ماحدث.
ولكن ماذا كان تعليق أسامه سرايا وصحيفة ألأهرام بعد أن أنتشرت فضيحة الصوره المفبركه على مستوى العالم وليس امريكا فقط وقد رأيت الصورتيين فى جريدة الكورونا النمساويه.
كان رد أسامه سرايا أنه كان يقصد أن مبارك هو الذى يقود العمليه السلميه فى الشرق ألأوسط بحكمته وخبرته.
هكذا كان الرد. ولم يستقيل سرايا بعد الفضيحه. فنحن تعودنا فى عصر الديكتاتوريه أن كل شئ له تبريره وظروفه وحجته فى مصر ولايوجد أحد من المسؤليين فى مصر يخطئ لأنهم النخبه والقدوه والمنافقيين والكذابيين والأذكياء.
والشعب يجب أن يعذرهم فيما يفعلون وليس من حق أحد محاسبتهم. وكانت نهاية النفاق والكذب والغش والفبركه.
هكذا كانت الحاشيه من حوله وخلفه وأمامه من صحافه وأذاعه وتليفزيون تعمل لصالح مبارك كانت بطانه له ولأعوانه تتسر على فسادهم وتحلل أعمالهم وتصفق لكلامهم كانت شبكة تضليل ذات نفوذ ومصالح وأعمال وكانو نسايب وحبايب وأخوات كمان.
فى الفساد والسرقه والرشوه والبلطجه والظلم والفتنه وأكل الفته
وكانت النتيجه لكل مافعلوه ولادة عملاق أسمه خمسه وعشرون يناير ولد بالقوه.
قوة ألأراده وألأيمان والشجاعه. انها ثورة الشباب.

الضباب يحيط بكل شئ فى مصر
لايعرف أحد من بيلعب على من؟ ومن بيلعب لصالح من؟
نار الفتنه الطائفيه تطل بكل شرورها وأيادى ليست خفيه هذه المره من خلفها
ولن يستطيع أحد هذه المره أن يدعى أن من يشعلها مختل عقليا كما كان يحدث عقب كل حادثه قبل خمسه وعشرون يناير.
بل أن من يشعل هذه النار هو بكامل عقله ويعرف أين ومتى يضرب ضربته ويعرف كل أركان اللعبه التى يمارسها.
أنهم فلول النظام الفاسد والذين يريدون أن يفعلو أى شئ لكى يعودو الى مواقعهم وكراسيهم وحكمهم وظلمهم.
أن رؤوس الفساد الموجوده ألأن خلف القضبان لها أذيال وعيال وصبيان وبنات ومعهم من المال ما يفك ألأحبال ويولع القضبان فأذا كانت سلطتهم قد ذهبت فأن المال الذى يملكوه يستطيع أن يقوم بكل شئ من نار وفتنه وحرائق.
أما البلطجه التى أصبحت منهاج وعمل منظم ألأن فى مصر من سرقات وأغتصاب وضرب وقطع للطرق. فهم أيضا معروفون للجميع أنهم بلطجية الحزب الوطنى ورجال ألأعمال فى المناسبات المختلفه فى المواسم والأعياد
وألأنتخابات ولهم تسعيره معروفه للكل وحسب حجم العمليه المطلوبه منهم.
هؤلاء البلطجيه الذين كانو يملكون حصانة من كبار الحزب الوطنى ويحميهم بعض الفاسدين من رجال الشرطه وكانو يرتكبون كل جرائمهم تحت أعينهم وبضمان منهم.
ألأن يشعرون أنهم خسرو الكثيير بقيام الثوره ولذالك فهم يرون أن تطبيق القانون على الجميع ومحاكمة المفسدين ليس فى صالحهم لأنهم تعودو أن عملهم ومكاسبهم تأتى من عصارة الفساد والمفسدين.
ولايجدون لهم دور فى مستقبل سوف تستطع فيه شمس العداله والحريه التى كانت مكبله فى عهد تعدى فيه الفساد كل الخطوط.
ولم يستطع عقل أى أنسان منا أن يستوعب حتى هذه اللحظه حجم الفساد الذى نراه ونسمعه كل يوم.

CONVERSATION

0 comments: