** صرح مرشد جماعة الإخوان المسلمين "محمد بديع" أنه بعد التنكيل بهم فى إعتقالات الإخوان عام 1954 حدث الإنتقام الإلهى بما وصفه بـ "هزيمة 56" ، وعقب إعتقالات عام 1965 كانت الهزيمة الساحقة فى 1967 .. وفى "عصر مبارك" تعرض الإخوان للإعتقالات والسجن والمحاكمات العسكرية ، فكان سقوط النظام بأكمله .. وبغض النظر عما صرح به المرشد ، فهناك ألاف الأحداث الدموية لفكر الإخوان الذى يبدو أن المرشد قد تناساها حتى يصدقه الذين فقدوا الذاكرة أو البلهاء الساذجين أصحاب العقول المهمشة ..
** لقد تناست جماعة الإخوان قضاياهم وصوروا أنفسهم ضحايا الظلم والأنظمة والهزائم التى تعرض لها الوطن هى الإنتقام الإلهى .. تناسى الإخوان ما فعله الهضيبى مع الوفد وتحالفه مع الملك حتى أن الملك أنعم عليهم بمقاعد فى البرلمان .. ثم إنقلبوا على الملك وإنضموا للإنجليز ثم تلاعبوا مع عبد الناصر وجرت عدة محاولات لإغتياله ولجأ عبد الناصر لتهديدهم وأوقف نشاطهم فلجأوا للملك عبد العزيز السعودى للتوسط لرجال الثورة ، فأمر عبد الناصر بعودتهم على ألا يمارسوا العمل السياسى .. ولكنهم تأمروا ضده ولم يجد مناص إلا فتح جميع المعتقلات لهم فى عام 1954 ، وبعد تولى السادات الحكم أخرجهم من السجون بزعم مواجهة التيار الشيوعى "الناصرى" فكان جزاؤه هو إغتياله فى حادث المنصة الشهير .. أما مبارك فكان يستخدمهم كارت للتلويح به ضد أقباط مصر .. نفذوا جرائم عديدة وطعنوا فى ثوابت العقيدة وإغتالوا العديد من المفكرين والشيوخ أمثال فرج فودة والشيخ الذهبى وحاولوا إغتيال نجيب محفوظ بجانب إغتيالهم للعديد من الأقباط والتحريض على هدم الكنائس ووقف الرئيس متفرجا ومشاهدا فلم يقبض على إرهابى واحد فى أحداث الكشح (1) والكشح (2) وأحداث أبو المطامير وأحداث العياط وأحداث أبو فانا وأبو قرقاص والأسكندرية والمحلة والمنيا وأسيوط وبنى سويف .. مسلسل بغيض مارسه الإخوان المسلمين والجماعات الإسلامية فى الجامعات والمدارس والمستشفيات والإدارات الحكومية والشارع المصرى ولم يدن النظام أى عمل إجرامى ... وكانت النتيجة إنقلاب السحر على الساحر وهم الذين يحكمونه علما بأن أزهى عصور الإخوان والإرهاب هو عصر محمد حسنى مبارك ورغم ذلك لا تجد قبطى واحد يدينه .. لقد تعودنا على الحب والتسامح .. لقد حصلوا على 88 مقعد فى برلمان 2005 ، ثم تلاعب معهم النظام فى برلمان 2010 ورفض منحهم مقعد واحد فى البرلمان .. بل أن النظام أساء إلى الشعب المصرى بأكمله فلا أمل ولا مستقبل أمام الشباب وهو ما دعى الشباب للخروج للتظاهر فى 25 يناير .. وتهاوى النظام كالبسكويتة ليس بفضل أى جهد أو جماعة أو حزب معارض ولكن بفضل الجيش المصرى الذى ساند المطالب المشروعة للشعب المصرى ..
** إستغل الإخوان المسلمين الموقف ودفعوا بميليشياتهم المتدربة على أعمال العنف والكراتيه وواجهوا الشرطة ، يساندهم فى ذلك بعض العناصر الخارجية من تنظيم حماس وحزب الله .. يتصرفون كأنهم أصبحوا حكام مصر الفعليين وكأنهم "وريث شرعى" للنظام السابق ونتساءل لماذا يتعامل المجلس العسكرى مع الإخوان المسلمين بكل هذا التساهل ، ويستجيب لضغوطهم وأطماعهم بتلك السرعة ، بل أن عديدون تساءلوا هل هناك صفقة بين المجلس العسكرى والإخوان ، وكانت الإجابة من المجلس العسكرى بأنه ليس هناك صفقات بل تعهد المجلس العسكرى بعدم تسليم الإخوان الحكم .. ومع ذلك نتساءل هل المجلس العسكرى لم يقرأ حرفا واحدا من تاريخهم الحافل بالصفقات المريبة وأعمال الإغتيال السياسى والسعى المحموم للوصول إلى الحكم حتى لو على جثث وأشلاء الشعب بأكمله .. فى كل لحظة نقرأ تصريحات تناقض وتنسخ ما قبله يقولوا نحكم بالشريعة .. ثم يعودوا ويقولوا نسعى لحكم مدنى .. يقولوا ليس لولاية قبطى على مسلم وهو النموذج الذى قدمه الإخوان والسلفيين فى محافظة قنا ، ثم يعودوا ويصرخوا لا مانع من ولاية قبطى .. يقولوا أن المرأة مكانها المنزل ثم يعودوا ويقولوا لا نمانع فى تولى إمرأة رئاسة الحزب .. يقولوا نبشركم بـ "حكم إسلامى" تقام فيه الحدود بعد أن تصبح الأرض ومن عليها ملكا لهم ، ثم يعودوا وينفوا هذا الكلام .. الأسئلة كثيرة والإجابة تبدو بالنظر إلى تاريخ الإخوان سهلة وواضحة ، ولكن هناك من يتعمد الكذب والتضليل والتهليل ، لذا سوف نعيد فتح بعض الملفات .. يقولون لا نسعى للبرلمان وسنحصل على 30% من عدد الناخبين ثم يعودوا ليعلنوا أنهم لن يتنازلوا عن 50% من مقاعد البرلمان .. يعلنوا أنهم لن يترشح أحد من الإخوان لمنصب رئيس الدولة .. ثم يعودوا بتمثيلية ساذجة وهى إدعاء الإخوانى عبد المنعم أبو الفتوح بإنفصاله عن الإخوان ليقوم بترشيح نفسه ، ثم إعلان سليم العوا بعد ذلك بترشيح نفسه ، ثم تتوالى أسماء كوادر الإخوان حتى يعلن محمد البلتاجى أن البرلمان من حقنا والرئاسة من حقنا أيضا ..
** أما عن علاقة الإخوان بتنظيم حماس فسوف نفتح بعض هذه الملفات لعل العمى يبصرون والطرش يسمعون :
• فى منتصف يناير 2008 بدأت فى الأفق سيناريوهات ومخططات معلنة تتحدث فى فجاجة عن توطين الفلسطينيين فى سيناء أو توسيع غزة جغرافيا على حساب الأراضى المصرية – راجعوا مقالنا السابق سيناريو المؤامرة بين الإخوان المسلمين وإسرائيل لهدم مصر - .
• فى أحداث 2008 برر خالد مشعل الجحافل الغزاوية على حدود رفح المصرية إلى المبررات الإنسانية رغم أن الإقتحام تم بتحريض حماس وأدى إلى إنتهاك حدودنا وأراضينا ، وذلك فى تحدى سافر للسيادة المصرية وتبعا لذلك تم ضبط عناصر عديدة مدججة بالأسلحة وأحيانا أحزمة ناسفة ..
• تطرف يتستر بعباءة الدين ، تتمثل فى خطاب حماس بجانب موقف الإخوان المسلمين الذين ساندوا هذا السيناريو الممتهن لحدودنا .
• تدخل أمريكا والدول الأوربية فى شئوننا تحت ذرائع مساعدات إنسانية تساندها جمعيات حقوقية وجدتها مناسبة للطم على الخدود والضغط والإبتزاز على القرار المصرى وإلغاء السيادة المصرية على المعابر .
• الهجوم والتشكيك فى الدور المصرى التاريخى والمستمر فى مساندة شعب فلسطين ، حين همت فى أن تأخذ الإجراءات الواجبة لحماية السيادة على الأراضى المصرية ..
** أما العلاقة بين الإخوان وحماس والأهداف الإسرائيلية ضد سيناء خصوصا الحدود المصرية .. بدأ الأمر بقيام حركة حماس بمزيد من عمليات القصف الإسرائيلى مستخدمة صواريخ القسام التى لا تسبب دمارا فى إسرائيل بقدر ما تسبب قلقا وتوترا بين السكان .. ومن ثم قامت إسرائيل بعملية عسكرية على القطاع – نفس السيناريو الذى مارسته حماس الأسبوع الماضى عقب غلق مصر معبر رفح 4 ساعات - ، هذا وقد أدى نقص الوقود إلى إنقطاع جزئى للكهرباء فى غزة وقد إستغلت حماس هذا الموقف للتسويق الإعلامى أن أهالى غزة يعيشون فى الظلام ، فى الوقت الذى أمدت مصر القطاع بـ 17 ميجاوات تصله منذ سنوات .. قامت حركة حماس بمنع وحجب كميات من الوقود كان يمكن أن تساهم فى إنارة بعض من مناطق القطاع وظلت كميات البنزين محجوزة فى معبر "نحال عوز" بسبب إضراب نظمه أصحاب محطات الطاقة إعتراضا على تقليص الكميات التى توفرها إسرائيل .. وقد تم الإضراب بإيعاز من حركة حماس التى ترغب فى تمرير الصورة المخادعة بشأن الحصار وتأثيراته على سياق أخر أغلقت حماس من جهتها الحدود لمنع عبور الحجاج .. فى الوقت الذى كانت جماعة الإخوان تصعد فى مصر من الحملة العاطفية التى تقصد تأجيج المشاعر .. فعقد الإخوان الإجتماعات وأدلى محمد حبيب بتصريحات متهم الأنظمة العربية بالتخاذل عن إنقاذ غزة .. وصرح محمد مرسى عضو مكتب الإرشاد بدعوة الشعب المصرى إلى التبرع وتقديم الغوث الإنسانى ومطالبا السلطات المصرية بفتح معبر رفح ! ، كما صرح مهدى عاكف بأن مهمة إنقاذ غزة "حياة أو موت" .. فى الوقت نفسه توجه عدد من نواب الإخوان وأخذوا معهم عددا من النواب المستقلين إلى مقر جامعة الدول العربية فى مسيرة من مجلس الشعب إلى حيث الأمين العام عمرو موسى ليطالبوه بإتخاذ الإجراءات وفتح المعابر "أبرزهم مصطفى بكرى ورجب حميدة وإبراهيم بدراوى" .. يتم هذا السيناريو مع إنطلاق ميليشيات الإخوان "طلاب جامعة الأزهر وكلية العلوم" لتنظيم مظاهرات لنفس السبب وطالبوا بفك الحصار وركزوا جميعهم على معبر رفح المصرى !! .
** كما دعى خالد مشعل إلى مواصلة الغضب العربى ودعوة الحكام العرب للضغط على مصر بفك الحصار وأقيم مؤتمر فى دمياط تحت شعار "أغيثوا غزة" الذى نظمه جماعة الإخوان المسلمين ، كما وجه الإخوان تلفيق الإتهام إلى قوات الأمن بإحتجاز المساعدات الإنسانية التى تتجه إلى غزة .. هكذا تصاعدت تلك الحملة فى أيام 20 ، 21 ، 22 يناير 2008 وحدث التهييج المطلوب ، ومن ثم كان الإقتحام البشرى من غزة على الحدود المصرية ليلة 23 ، 24 يناير وحين حاول بعض الجنود المصريين أن يفرضوا نوعا من التنظيم ، كان أن تم قذفهم بالطوب ليلة 25 ، 26 يناير .. هذه بعض وقليل من الوقائع التى لا تخفى على أحد ولن تمحوها حرق بعض الملفات بأمن الدولة .. لم يكن الهدف من كل هذا التحريض إلا الدفع بمشكلة القطاع إلى مصر وتوطين بعض الفلسطينيين فى سيناء .. ثم إحتلالها شبر شبر بعد عمليات التهجير الجماعى تحقيقا لخطة إسرائيل "جنة 2010" وتوسعه غزة على حساب أرضنا .. فهل ما قام به الإخوان من ممارسات .. ألا يعتبر تحريضا غير مسبوق وإتهام حرس الحدود المصرية بقيامهم بعمل إجرامى حين منعوا مسيرة نسائية .. لقد تسبب هذا الإنفلات على المعابر ضغطا على الميزانية المصرية .. وأدى إلى تهريب السلع الغذائية ومواد البناء والوقود بسعر مصرى مدعم ، فهل يقبل شعب مصر إرتفاعا فى الأسعار لصالح مليونيرات غزة الذين يملكون أن ينفقوا حسب الأرقام الفلسطينية نحو 85 دولارا فى اليوم .. فى الوقت الذى تنفق فيه أسرة مصرية كاملة من خمسة أفراد ما يقارب من 15 "خمسة عشر جنيها" .. بما يقارب "دولاريين ونصف الدولار" وتكاد تجد اللقمة بالعافية !! ..
** فى عام 1951 تجرأت الحكومة المصرية وأصابها لوثة من الجنون ، وقبلت فكرة أن يتم توطين نحو 50 ألفا من غزة فى العريش غير أن غضبا شعبيا عارما ومتيقظا قد أدى إلى تعطيل هذا المشروع الكارثى وفيما بعد ظلت تلك الفكرة تراود الكثيرين بطريقة أو أخرى وبما في ذلك تبادل الأراضى بمعنى أن تؤخذ غزة من شمال سيناء مقابل حصولنا على أرض فى النقب .. ورغم مرور أكثر من نصف قرن من الزمن إلا أن هذه الخدع والأساليب الملتوية مازالت مستمرة وتمارس على شعب مصر .. فهل تحتاج مصر لصدمة كهربائية حتى تفيق من غفوتها وحالة التوهان التى أصابتنا منذ سنين عديدة وهل ننتظر تدفق 2 مليون فلسطينى داخل سيناء حتى نفيق وندرك أهمية هذا الإقليم .. وأن نعيد مشروعات التنمية ومشروعات التوطين للشباب .. هذه المشاريع التى ظلت حبر على ورق حتى الأن .. هل نفيق وننتبه إلى المؤامرات والمخططات الأمريكية الإسرائيلية التى يديرها أوباما ضد مصر وشعبها ..
** لم يكن ما فعله قادة حماس فى غضون الأيام الماضية من غلق الحدود على الغزاوية ومنعهم من العبور من معبر رفح إلى نفس السياسة ونفس السيناريو الوقح للضغط على مصر وإتباع سياسة "لوى الذراع" حتى تسير الأمور على هواهم ومن وجهة نظرهم فقط متوهمين أن مصر فى حالة توهان بين الفوضى والإخوان .. فرغم التسامح المصرى إلا أنهم مازالوا يمارسون لعبة الثعالب الماكرة بدفع سكان غزة لإقتحام المعابر ... فهل ينتبه المجلس العسكرى للمؤامرات التى يحيكها بعض الإعلاميين على القنوات الفضائية وما يقدموه من برامج للتحريض ضد مصر وما يكتبه بعض الكتاب فى صحفهم التى تحولت إلى قراطيس لب وتبرير البلطجية والفوضى لتنهار مصر لصالح الأخرين .. هذه رسالة تحذير أرجو قراءتها والإهتمام بكل محتواها .. حماك الله يامصر ..
0 comments:
إرسال تعليق