اليوم أنا مبسوط من الحكومة والوزراء، يا جماعة إحنا بحاجة لوزير " حمش" ما بيضحك للرغيف السخن، وزيرنا قال بشكل واضح من يضرب عن العمل لا يلوم إلا نفسه فالخصم بالمرصاد، بصراحة أنا مع الوزير ومع الحكومة وضد الموظفين خاصة ان الموظفين زادوها على الحكومة ورئيس الحكومة اللة يطول عمرو.
أنا مع وزير العمل، الإضراب ممنوع، ومش بس هيك، الذي يفكر مجرد التفكير في الإضراب يجب ان يسجن لأنة يقف حجر عثرة في وجهة بناء دولة المؤسسات التي طال مخاضها، ولأنة ضد القانون الفلسطيني مثل ما قال وزير العمل، وإذا دققنا قليلاً فوزير العمل فاهم وعارف والحكومة متمكنة من القوانين، والإضراب صحيح حق مشروع لكن هذا كان زمان، ومثل ما بقول المثل"زمن أول حول" والله يخلف على الحكومة التي تربط الليل بالنهار لتوفر للموظفين رغيف الخبز.
وزير العمل سيدي وتاج راسي، لاتة كان واضحاً ومباشراً، ووزير العمل ليس أي وزير، ضليع في العمل فوزيرنا له أصول يسارية وضليع في العمل النقابي، وبالعربي الفصيح له قاعدة نقابية منتشرة من نهرها إلى بحرها، وبالتالي علينا أن نسمع الكلام ليس من وزير العمل فقط بل من كل مسئول في هذا البلد على اعتبار أن المسئول شايف وعارف.
الوزير والوكيل والمدير العام ورجل الأمن والاقتصاديون الجدد أسيادنا وتاج على رؤوسنا، فهم أولي الأمر، لهم نظرة بعيدة المدى وبالتالي علينا أن نسمع ونطيع ولن لا نفكر وان نضع الشوافات وان نتكون متفهمين متسامحين فنحن لنا الجنة في الحياة الأخرى، أيمكن أن نقايض بالجنة على بعض الحياة الزائلة.
علينا أن نصلي للحكومة ليل نهار، وان نشكر اللة الذي حبانا بها وبكل مكوناتها، ولنكن متشائلين وننظر إلى المحيط، فيكفي أن الحكومة لا تصفنا بالجراذان كما وصف القذافي شعبة، ولا تعتبرنا جراثيم كما خاطب الأسد شعبة، الحمدللة ما عندنا شبيحة ولا بلطجية ولا مرتزقة حتى اللحظة وان وجدوا فهناك بعض الخجل، الحمد للة فحكومتنا تتقن في السياسة ولا تخرج علينا كما في سوريا بالرشاشات ولا تعذبنا حتى الموت في زنازين تحت الارض، وبالمناسبة كل الشكر للاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية على السجون خمس نجوم.
ما العمل حتى نفهم نحن الشعب؟؟؟؟ علينا أن نفكر بعمق وشمولية!!! فالوطن والدولة أهم من القضايا المطليبة واهم من الشعب؟؟؟؟ علينا أن لا نحتج عندما لا نجد حبة دواء في مستشفيات غزة، وعلينا أن نتحمل العمل في الأنفاق حتى تتضخم جرذان الانقسام، وعلينا أن نتناول المواد الفاسدة لأننا شعب الجبارين، ومن المهم عدم العمل في المستعمرات الإسرائيلية حتى لو انضممنا إلى جيش العاطلين عن العمل فالمصلحة الوطنية تتطلب ذلك، باختصار علينا أن نفقد الذاكرة وننسى ولنشكر اللة على نعمة النسيان.
علينا ان ننسى ونتأقلم مع الواقع الجديد، علينا ان نسامح ونبقي خدنا الأيسر على جاهزية للصفع ولا بأس من الخد الأيمن أيضا، علينا ان نصفح عن ونتحمل القذارة ونتحول لحناظلة صغار متسامحين فناجي العلي اعدم بكاتم الصوت ولم نحرك ساكنا، وياسر عرفات ذبح على في عز النهار واتهمنا الذهب بدمه، وصوتك يا أبو عرب صدح عليا على مقربة من مخيم قلنديا في ذكرى نكبتك ولم تقرع جدران الحواجز مع أبناء جلدتك، لذلك يجب ان نتأقلم ونتسامح ونقول يا سيدي أنت تاج راسي.
لكن.......... حتى لو تسامحنا وطأطأنا الرؤوس وقبلنا بالهم كما حصل مع أصحاب الانقسام، هل ستستوي أحوالنا؟؟؟؟ يا سيدي الوزير لن تستوي أحوالنا إذا عودنا أنفسنا على طأطأة الرأس، يا سيدي الوزير جيش العاطلين عن العمل في اتساع، والفقر ينهش العائلات الفلسطينية وهذا بالاستناد إلى إحصائيات المؤسسات الرسمية، وبصراحة يا سيدي كلنا تحت الفلقة فالفرق بينك وبين المواطن العادي المغلوب على أمرة لا شي سوى انك من الطبقة التي"انعم اللة عليها" تلك الطبقة التي خرجت علينا لتقول هذا من فضل ربي.
بالأمس التقيت احد الشبان وهو متزوج، وكالعادة يطر السؤال المعتاد شو الأخبار؟؟؟ وكيف الحال؟؟؟ قال لي اعمل في الباطون، تذكرت أنة كان يعمل في واحدة من مؤسسات الانجزة أو كما يحلو للبعض أن يسميها مؤسسات المجتمع المدني، قال لي طلبوا مني بكتاب رسمي أن اعمل 18 ساعة بواقع 1500 شيكل في الشهر، وبحسبة بسيطة يتلقي في الساعة ما يقارب 4 شواقل وفي أحسن الأحوال خمسة شواقل، لا تعليق!!!!!!!!!
قال الشاعر العراقي مظفر النواب أن لي أمنية أن يعود اللحن عراقياً ولو كان حزين، هذا القول ينطبق علينا وعلى غيرنا من أبناء جلدتنا العرب الذين فقدوا حتى حقهم في الكلام ما اوجد القاعدة لظهور جيل الغضب الذي أطلق صرخته واسقط الطبقات التي ربضت على صدره ومن ضمنها الأحزاب التي لا زالت تعتقد أنها منحازة لحقوق الشعب في الوقت الذي اتخذت موقعاً واضحاً لها الى جانب العصا والجزرة.
إيماني مطلق يا سيدي الوزير بحقوق العمال الذي تطالب بخصم أيام الإضراب من رواتبهم، وإيماني راسخ ان قضيتنا ارض وإنسان، تلك العلاقة الجدلية التي لا يمكن ان تنتهي، وهنا أتذكر الحج أبو محمد رحمة اللة الذي كان يعتقد بان الشعب هو الأساس، وان كل الإشكال السلطوية بتعبيراتها القومية والإسلامية والماركسية زائلة إذا لم تحافظ على العقد المبرم مع الشعب، كان الحاج أبو محمد يقول كثيرون مروا وبقينا نحن، وهذا ينطبق على الحالة التي نحن يصددها فقد مر علينا العشرات من الوزراء والعديد من الحكومات لكننا هنا باقون ندافع عن حقوقنا الوطنية والمطلبيه ولم نقول لأحد منهم يا سيدي ويا تاج راسي، بل قلنا لهم كونوا على قدر المسئولية الملقاة على عاتقكم.
0 comments:
إرسال تعليق