يعلم أفيغدور ليبرمان وزير خارجية الكيان الصهيوني علم اليقين ان حكومته تعدّ لمذبحة صاخبة لأعضاء قافلة "الحرية 2" التي تسعى لدخول قطاع غزة المحاصر.. لذا هو يطلق تصريحات مسبقة بأن أعضاء القافلة هم من يسعون الى إراقة الدماء.
هل كان الامر يحتاج الى شيئ من غباء هذا الرجل الذي يجلس على أعلى هرم من التطرف في دولة عنصرية مهووسة بالقتل وفناء الآخر، عندما ينشر دخان من التمويه على حقيقة المذبحة التي تدبرها حكومة اسرائيل، وقد أعلنت ذلك على الملأ عندما كشفت بأنها ستمنع اسطول الحرية بالقوة من الوصول الى شواطئ غزة، وأنها تعد للصحفيين المرافقين لائحة طويلة من إجراءات التنكيل.
وإذ تعلن "اسرائيل" برنامجها الدموي ضد نشطاء سلام عزّل جاءوا من كل جهات الارض نصرة لقضية فلسطين العادلة. فأنها تكون بذلك منسجمة تماما مع حاضرها وماضيها ومع جوهرها الذي لم تحيد عنه يوما، وهو الجوهر الفاشي كنقيض للديمقراطية والحرية.
الرجال والنساء القادمون ضمن قافلة الحرية الى غزة..هم شرفاء وأحرار وهبتهم ضمائرهم الحيّة لأن يكونوا بمواجهة المشروع الصهيوني الذي هو في الواقع عنوان كبير للكراهية والعنصرية والارهاب بأعلى المستويات في كوكبنا..لذلك نشهد من قبل المؤسسات الصهيونية السياسية والعسكرية والاعلامية حملة من الاضاليل والاكاذيب ضد اسطول الحرية على انه يحوي على ارهابيين ومواد كيماوية.
هذه هي دولة "اسرائيل" بما تملك من خيال مريض تتهم الاخرين بما تحوي وبما فيها...حيث تنوي القتل المسبق وتدعي بأن الآخرين يبيتون النية لقتل جنودها.
والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا يفعل جنود مدججون على ظهر سفينة سلام؟
وأي مفارقة عجيبة تجلب العار لحكام الولايات المتحدة الامريكية ودول اوروبا التي تدور في فلك سياستها، عندما هؤلاء مجتمعين ينتصرون لسياسة القتل الصهيونية ضد مواطنين امريكيين واوروبيين وآخرين من جنسيات اخرى متواجدون على متن اسطول الحرية؟.
هو عار الديمقراطية الامريكية في تجلياته القصوى..وهو عار الحضارة التي تريد قيادة العالم بمزيد من سلب وقتل الانسانية عبر تجويفها لحساب مصالح ضيقة تقودها الصهيونية العالمية التي باتت كميكروب ينخر في جسم البشرية جمعاء.
اسطول الحرية الذي سيتحرك خلال أيام نحو قطاع غزة المحاصر، بقدر ما يحمل في معانيه نبل وشرف التضامن بين الشعوب، يحمل ايضا فضيحة الديمقراطيات الغربية المتسترة بالغطرسة والقوة المهيمنة التي تجعل من الابيض اسودا، ومن دولة الابارتيد الصهيونية دوله ديمقراطية.
أما وإن لم يستطع هذا الاسطول من الاقلاع الى هدفه فأن ذلك معناه ان حكومة "اسرائيل"وحلفاءها استطاعوا عبر الضغط والارهاب والتهديد وأد فكرة الحرية.
فعن أي حرية وديمقراطية وحقوق إنسان في عالمنا المعاصر يتحدثون؟
0 comments:
إرسال تعليق