شعار لابد من رفعه في وجه كل مسئول في مصر لايؤمن بأن التغيير هو سنة الحياة وأنه لابد من إعطاء فرصة للأجيال الجديدة لتحمل الراية والمسئولية وأن نساندهم وندعمهم في القادم وبمنتهى الإخلاص والحب والود ولكن يبدو أن ثقافة التغيير لم تصل حتى الآن إلى مصر بداية من رئيس الجمهورية المخلوع وحتى عم صلاح الساعي ، فجميعهم يبدو انه شعر بحلاوة ومتعة مايحصل عليه من وظيفته حتى يتشبث بها وكأنه يتمنى لو مات وهو فيها حتى لو لم يكن قادرا على مواصلة العطاء فهم لايؤمنون بالتغيير الذي هو سنة الحياة ، فالأجيال تتوالى جيلا بعد جيل ، جيلا يؤدى رسالته فإذا ماستشعر بأنه قد أستنفذ كل مالديه فعليه أن يسلم الراية إلى الجيل الذي يليه وهناك القليل جدا الذي يتقدم باستقالته وهو في أبهى مكانة إيمانا منه بأنه ولكن الأمر يبدو غريبا ومريبا في مصر فلقد أصبح أمر طبيعيا ألا يرحل مسئول من مكانة إلا إذا فعل كارثة تطيح بطموح وأمال هذا الشعب فيتم الإطاحة به بصورة مهينة تصل إلى التظاهر أو التجمع من الجماهير مطالبين برحيل الشخص الذي بات وجوده أمرا غير مرغوب فيه ، فما أسوأ أن يقبل أي مسئول سبق له النجاح أن تكون هذه نهايته ولكنها نهاية من صنع أيديهم لإصرارهم على استكمال مسيرة أصبحت ليست لهم ، فما زالت جميع المؤسسات المصرية بلا استثناء تضم مسئولين عفا عليهم الدهر وانتهت مدة صلاحيتهم ، ولكنهم مازالوا مصريين على مواصلة التشبث بمناصبهم حتى لو كلفهم ذلك التضحية بتاريخهم الناصع الذي حققه بعضهم من قبل ، فكم كنت حزينا لخروج منتخب مصر مؤخرا من بطولة كأس الأمم الإفريقية هذا الخروج المهين لهم في سابقة لم تحدث من قبل ، والسبب إصرار الكابتن حسن شحاتة على إستمرارة في تحد سافر لإرادة الشعب في تدريب المنتخب بنفس المجموعة من اللاعبين الذين قد شبعوا وتشبعوا من الكرة ومن المال فلم يعد الأمر بالنسبة لهم سوى مجرد تسلية أو لعبة يحبون ممارستها دون الوضع في الاعتبار أن هذه اللعبة تعد متنفسا لهذا الشعب ليتناسوا بها همومهم الكثيرة ، والتي استخدمها النظام السابق كوسيلة وأداة لتغييب الشعب عن الفساد الذي انتشر حولهم وعم البلاد ، ولو كان المعلم معلم بحق لاكتفى بما قدم للكرة المصرية بعدما حقق لمصر ثلاث بطولات إفريقية متتالية لم تحدث من قبل فساعتها كان سيسجل اسمه في لوحة الشرف للرياضة المصرية لأنه قد أحترم تاريخه واحترم نفسه واحترم جمهوره العظيم الذي أحبه وهتف له لاعبا ومديرا فنيا بدلا من هذه النهاية المأساوية التي كنت لاأتمناها له فقد كان مشهد الجماهير الغاضبة في مدرجات الكلية الحربية وهى تهتف بصوت واحد بعد التعادل مع جنوب أفريقيا فى اللقاء السابق والخروج من تصفيات كأس الأمم الأفريقية.. «ارحل ارحل يا شحاتة».. والتفات شحاتة لهم وهو يومئ برأسه دلالة على تفهمه وموافقته واقتناعه.. كان مشهدا يوحى بأن القاهرة لن تنام تلك الليلة إلا وقد شهدت حسن شحاتة يستقيل ومعه كل أعضاء الجهاز الفنى للمنتخب. أناشد الحكومة المصرية بضرورة العمل على حل جميع المجالس المحلية بالدولة وبسرعة وأطالبهم بضرورة إجراء انتخابات جديدة في كافة ألاماكن التي أشارت إليها البنان وأولها حل إتحاد الكرة المصري فيكفينا ماقدموا وكفاهم ماحصلوا عليه من مغانم خلال السنوات القادمة ، وإن كنت أرى أنه لحفظ ماء الوجه أن يتقدم كل مسئول جلس على كرسيه سنوات وسنوات أن يتقى الله في نفسه وفى غيره من أبناء هذا الشعب وان يترك الساحة لغيره مكتفيا وراضيا بما قدم وساعتها سنقول له شكرا على ماقدمت طيلة هذه السنوات ، بل سنطالب بتكريمهم كرموز حققوا إنجازات بدلا من أن نقول للمسئول الذي يصر على البقاء " أرحل يعنى أمشى أنت مابتفهمشى "
raafat.1963@gmail.com
0 comments:
إرسال تعليق