أسماء الزوجات في جوالات الأزواج تعكس علاقة المد والجذر الزوجية/ يوسف صادق

تبدأ بحبي وحياتي وتنتهي بالطوارئ والله يستر

غزة –
تعكس أسماء الزوجات على هواتف أزواجهن المحمولة مدى العلاقة الزوجية التي تتشكل منذ بداية الخطوبة، إنتهاءاً بمرور عدد سنين على الزواج، والتي غالباً ما يصبح الفتور والعادة هو السائد بينهما.

يعترف خالد عايدي، متزوج منذ ثماني سنوات، أن علاقته بزوجته شهدت مراحل مختلفة. وقال للعربية نت "في فترة خطوبتي كنت سعيد جدا بها، ولم تمر ليلة، إلا ونتحدث بالساعات على الجوال. ويستذكر عايدي أن إسم خطيبته آنذاك كان حياتي. وأردف "تغير الإسم بعد سنة ونصف من الزواج عندما أنجبت زوجتي طفلي الأول، فكتبت أم باسل".

وعادة ما بكتب الشاب والفتاة في مرحلة الخطوبة على هاتفهم المحمولة أسماء الطرف الآخر بـ "My Love، بيبي، حبي، حياتي، عمري، روحي"، وفي مرحلة بداية الزواج يزيد حب الطرفين لبعضهما وتصبح الأسماء "عيوني، قلبي، ميمي كإسم الدلع". ثم تتغير الأمور بعد إنجاب الطفل الأول لتصبح إسم الزوجة على الهاتف المحمول بـ "أم فلان، البيت، المنزل"، إلى أن تنتهي بعد سنوات من الزواج بـ "الطوارئ، لا ترد، المباحث، الله يستر، النكد".

وترى الأخصائية الإجتماعية مها حسنين أن أسماء الزوجات على جوالات أزواجهن "تعكس علاقة المد والجذر في الحياة الإجتماعية بينهما". وقالت حسنين للعربية نت "من الطبيعي أن تكون علاقة الشاب بخطيبته في بداية الأمر غاية في الروعة.. ومع مرور السنين تصبح العلاقة طبيعية ومعتادين عليها، كما الأشياء تصبح عادية جداً عندما يشاهدها الإنسان عشرات المرات في اليوم الواحد".

وتعتقد الأخصائية الإجتماعية أن العلاقة الطردية بين كنية المرأة على جوال زوجها وبين العلاقة الزوجية الطبيعية، تنعكس في الحالتين بمدى الحب والفتور بين الإثنين على مر سنين من الزواج، معتبرةً أنه "من الطبيعي أن تتأثر العلاقة بحجم المسؤولية التي يتحملها الطرفين في تربية أطفالهم ومتطلبات الأسرة".

ويشير مؤنس حمودة، متزوج منذ ثلاث سنوات، إلى أن الخجل في بعض الأحيان يدفع الشاب لكتابة أسماء وهمية. وقال "صحيح أن الشاب في بداية حياته مع إنسانة يكتب بدلاً من إسمها كلمات مثل حبيبتي أو روحي أو عمري، لكنه عندما تنتهي فترة الخطوبة وشهر العسل يتغير الأمر، كأن يعود الشاب لعمله وتبقى الحياة بينهما عادية، بإستثناء بعض اللحظات الجميلة بينهما".

تغيير الأسماء غالباً ما يكون للرجال المتزوجين فقط، بينما تحتفظ الزوجة بإسم زوجها على هاتفها المحمول دون الإشارة لكنية له. وقالت سيدة متزوجة إسمها هناء "على هاتفي المحمول إسم زوجي عماد. كل صديقاتي يكتبون أسماء أزواجهن على هواتفهن المحمول، لكن الأمر يختلف فترة الخطوبة وبداية الزواج"، دون الإشارة لما كانت تكتب.

في المقابل، يرى العديد من الأزواج أن علاقتهم بنسائهم تزداد متانة مع مرور السنين. وقال ماجد محمد، مدرس ومتزوج منذ 15 سنة "علاقتي بزوجتي على أفضل ما يرام. لا أنكر أن هناك مشاكل بين الأزواج، لكننا سرعان ما ننهيها في وقتها، ولا تأثر على حياتنا الزوجية أبداً".

وأضاف "يوجد الكثيرين من الأزواج يعيشون حياة ليست جيدة مع نسائهم، وبالتالي ينعكس على الأسماء في جوالاتهم(..) لكن بالمقابل يوجد أزواج يحتفظون بأسماء زوجاتهم أو يكتبون بدلا منها كلمات الحب".

وتشن هناء هجوماً على الأزواج الذين يكنون زوجاتهم بأسماء شرطة أو الله يستر وغيرها، بأن هؤلاء "لا يستحقون الحياة". وتساءلت: هل يعتقدون أن الزواج خطوبة فقط، دون إلتزام الزوج بتوفير كل متطلبات الحياة الأسرية!!؟.

وتبقى علاقة الزوج بزوجته على الهاتف المحمول، إنما هو شعور يختص بالرجل أكثر منه للمرأة، وهو الشعور بثقل المسؤولية الملقاة على عاتقه مع زيادة عدد أطفاله ومتطلباتهم اليومية، فضلاً عن مدة الفتور الذي يعانيه الزوجين في علاقتهما الخاصة.

CONVERSATION

0 comments: