** هناك أشباه الرجال .. والمنافقين .. والمتحذلقين .. والكذابون .. والعديد والعديد من الصفات التى تفصل بين المواقف الصادمة للرجال والمواقف الهزلية المنبطحة التى تفقد الإنسان كرامته وكيانه ..
** ما دعانى لبدء المقال بهذه المقدمة هو تحقيق نشر بمجلة روزاليوسف ، العدد الصادر فى 25 يونيو 2011 .. وعلى غلاف العدد "ألاعيب جمال وعزمى والشريف فى الخارجية" .. وعنوان أخر على الغلاف يقول "خطة فلول الوطنى لإنقاذ مبارك .. الحصول على مليونى توقيع من المناطق الفقيرة لمنع محاكمته .. رجال أعمال يمولون الحملة وشخصيات شهيرة تدعمهم .. إصدار جريدة خلال أيام لغسيل سمعته .. المدبرون يزعمون أن المجلس العسكرى وافق على تحركاتنا" ... كل هذه العناوين كتبت على غلاف المجلة وهو ما يوحى للقارئ بفداحة وجرم كل من حاول الدفاع عن الرئيس السابق ؟!! .
** يقول كاتب التحقيق داخل العدد "بالتفاصيل : نكشف خطة فلول الوطنى لإنقاذ مبارك" .. ويواصل الكاتب "إياكم أن تقللوا من شأن الثورة المضادة أو تستخفوا بها ، فالأمر جد خطير وهناك من يتحرك بالفعل ويخطط وينفذ ، وإستغل هدوء الأوضاع ليظهروا من جديد على السطح بكل بجاحة !! .. فى هذا التحقيق نكشف خططهم لجمع التوقيعات وإستغلال البسطاء والتحرك فى الأماكن الفقيرة لمنع محاكمة مبارك ، تصاحبها صفحتان على (الفيس بوك) نجحت فى ضم 120 ألف عضو حتى الأن .. إضافة إلى إصدار صحيفة خلال أيام تدافع عن الرئيس المخلوع .. الأخطر أن هناك عددا من رجال الأعمال الذين يمولون الثورة المضادة ويتخفون وراء مجموعات من الشباب الذين حددوا عدة خطوات لنجاح خطتهم للقضاء على ما أسموه نكسة 25 خساير" .. نكتفى بهذه العناوين الصارخة التى أطلقتها مجلة روزاليوسف ونعود لأقوال مؤسس صفحة "أنا أسف ياريس" وصفحة "الرئيس حسنى مبارك" .. يقول الأدمن مجدى فودة مؤسس صفحة Presdent Mohamed Hosny Moubark "أنا مصرى أحب تراب هذا البلد وتألمت كثيرا لما يحدث للسيد الرئيس من إهانات وهجوم شرس عليه ولذلك نطلب الإفراج الفورى عن الرئيس مبارك نظرا لما قدمه من إنجازات ، وحيث أن التهمة المنسوبة إليه من جهاز الكسب غير المشروع لم يثبت أى دليل لها حتى الأن ، وبالتالى فلا يمكن محاكمته ، وأكد فودة أن هذا الفعل الذى يقوم به مع أتباعه مجرد وازع وطنى وأخلاقى .. كما أكد فودة أن 70% من الشهداء هم من البلطجية ولا يجوز إعتبارهم شهداء لأنهم "رد سجون" ..
** أما كريم حسن مؤسس صفحة "أنا أسف ياريس" ، والداعي لما يسمى بـ "الثورة المصرية الثالثة" ، هناك 4 مطالب رئيسية فى ثورة أبناء مبارك (إلغاء محاكمته .. رجوع إسم مبارك على جميع المنشأت والإنجازات التى تمت فى عهده .. تكريم رسمى وعسكرى للقائد الأعلى للقوات المسلحة .. أن تكون الشرعية للشعب وليس لميدان التحرير) .. وقال أن الشعار الذى نرفعه هو الأخلاق والإحترام ونؤيد أن يكون هناك نوع من المحاكمة لرموز الفساد فى مصر بإستثناء مبارك بإعتباره رمز مصر ..
** وبغض النظر عن تأييدنا لمطالب "أبناء مبارك" ، فلم أقرأ ما يستدعى أن تنتفض مؤسسة روزاليوسف وننطلق بالعناوين المثيرة والمهيجة على صدر غلاف العدد ، وقد توهمت عند قراءتها أن هناك حرب بين مصر وإسرائيل على وشك الحدوث ولم تكن إعتراضات شرعية لبعض أبناء الوطن الذين لهم حقوق يجب أن تحترم فلم يرفعوا لافتة تطالب بالإفراج عن زكريا عزمى أو أحمد عز أو صفوت الشريف أو المغربى أو العفو عن وزير المالية الأفاق يوسف بطرس غالى أوالإفراج عن مخرب الداخلية والأمن المصرى حبيب العادلى ، ولكنهم طلبوا التعبير عن رأيهم فى محاكمة مبارك وسوزان مبارك .. لقد هالنى العناوين والإنزعاج الذى أصاب المؤسسة من وقفة إحتجاجية فى ميدان مصطفى محمود وبدت وكأنها إكتشفت وقفة للخيانة العظمى للوطن .. وهنا لدينا بعض الملاحظات ..
• لقد تناست مجلة وجريدة روزاليوسف أنها المؤسسة الوحيدة فى مصر التى ظلت حتى ثورة 25 يناير تمجد فى مبارك وحكومته بل أنها كانت تهيل التراب وتنهمر الطلقات على أى جريدة تتحدث عن الوريث المدلل "جمال مبارك" .. لا تقولوا ما كان يفعل ذلك إلا رئيس التحرير "عبد الله كمال" أو رئيس مجلس الإدارة "كرم جبر" ، ولكن فى مقال سابق كشفت فيه سقوط الأقنعة لجميع كتاب هذه المؤسسة دون إستثناء ، وإذا كان الأستاذ كرم جبر والأستاذ عبد الله كمال قد أقيلوا من منصبهم أو فضلوا الإنسحاب ، فهذا يحسب لهم ولا يحسب عليهم ..
• كنت أتمنى أن تتناول هذا التحقيق أى مجلة أخرى أو جريدة خاصة ولكن أن تتناوله مجلة روزاليوسف فهذا عار عليكم يا من جعلتم خدكم مداس "للحزب الوطنى" وحكومة الحزب الحاكم .. هل تناسيتم صفحة "وسام الإحترام" التى أهديتموها للسيد زكريا عزمى ومدى كلمات الغزل التى ملئتم بها الصفحة .. وغير زكريا عزمى الكثير .. ألا تخجلون من أنفسكم وأنتم تحاولون أن تتمسحوا فى تنظيم الإخوان المسلمين .. بل لقد تحولتم فعلا لتأييد الإخوان المسلمين وتناسيتم جرائمهم وأنتم أكثر المؤسسات الصحفية لعرض هذه الجرائم والمطالبين بملاحقتهم أمنيا ..
• من عجائب الدنيا السبع أن تعطون مساحات لمنسق حركة شباب 6 إ بريل السيد جورج إسحق وهو يكتب مقال بعنوان "إحرموا المزورين من العمل السياسى" وتناسيتم بعض الأحداث التى ذكرت بالمجلة لشباب الحركة وإتهامكم لمنسقها جورج إسحق بتخريب الوطن .
• عندما دافع الأستاذ موريس صادق عن إضطهاد الأقباط وتعرض للحزب الحاكم .. خرج العدد وعلى صدره صورة للأستاذ موريس صادق وعنوان بالبنط العريض "شيطان الفتنة الطائفية يتكلم" .. لقد كان هذا المقال هو السبب فى هروب الرجل من مصر هو وعائلته بعد أن تعرض للإهانات ضده وضد أفراد أسرته الذين إمتنعوا عن الذهاب للجامعة بسبب عنف المقال الذى كتبه محرر المجلة الأستاذ "عاطف حلمى" .. لم يكن موريس صادق هو الأول أو الأخير الذى تعرض للهجوم من قبل بعض المحررين لمجرد محاولاته الدفاع عن الأقباط ، بل تعرض العديد من الشخصيات العامة للهجوم ..
• لقد تشرفت بكتابة مقالات عديدة بالمجلة والجريدة .. أخص بالذكر مقال بعنوان "الفساد من المسلسلات للمحاكم" ، "هؤلاء يسيئون للوطن" ، "الأزهر منارة الإسلام جامعا وجامعة" ، "فحيح الأفاعى والحيات" ، "الدستور المصرى وأبواق التهييج" ، "عفوا أيها الحاقدون" ، "إزدراء الأديان وفيلم عزيزية" ، "نعتز بكنائسنا ورهباننا وقساوستنا" ، "حسن نصرالله وأبواق التهييج" ، "الإرهاب الكامن يغير جلده" ، .. والعديد من المقالات التى لا أتذكرها جميعها ولكن لم يكن قلمى موجه إلا إلى الإرهاب والفساد .. لم أكتب مقال واحد مدح فى الحكومة أو الوزراء السابقين مثلما فعلتم فى المجلة أو الجريدة .
• لم يكن ما فعله متظاهرى "ميدان مصطفى محمود" إلا من منطلق حرية الرأى فى التعبير عن إيمانهم بأفكارهم .. هؤلاء الناس أحبوا مبارك ولم يغيروا جلدهم ولم يتلونوا كالحرباء ولم يركبوا الموجه فهذا حقهم ونتساءل أين مكاسب الثورة .. إذا كنتم تجهلون الأحداث فالتصنيف الحقيقى للأحداث هو إنقلاب سلمى ضد السلطة والفساد .. نعم إنقلاب سلمى قادها الجيش المصرى وهذا حقهم ولا يجرؤ أحد أن يزايد على ذلك ، ولكن صدرهم الرحب إتسع لسماع طلبات جميع فئات الشعب بما فيهم الجماعات المحظورة التى لم تعد محظورة رغم أنها لم تتبرأ من جرائمها وأفعالها السابقة .. نعم لقد إتسع صدر المجلس العسكرى حتى للذين أساءوا للحرية والديمقراطية فإعتلى جماعة الإخوان المسلمين المنصة وقادوا الإعتصامات فى ميدان التحرير وأعلنوا إنهم أصحاب هذه الثورة ونتساءل هل لو وقف الجيش مع السلطة والنظام ، كنا سنجد شخصا واحدا من جماعة الإخوان المسلمين بساحة ميدان التحرير .. أعتقد أنهم سيكونوا أول المهرولين إلى جحورهم بل أنهم سيصدرون البيانات لإستنكار هذه الأحداث !! .. دعونا نتساءل حينما كتب الأستاذ يسرى فودة بجريدة المصرى اليوم عن كارثة حقيقية تهدد شهداء 25 يناير وهو التقرير الذى خرج من مصلحة الطب الشرعى بالسيدة زينب تفيد أن الـ 19 شهيدا الذي تم الإحتفال بهم فى جنازة جماعية مهيبة منذ عدة أيام لم يكونوا سوى مجموعة من الهاربين من السجون والذين حكم على بعضهم بالمؤبد وأخرين بالإعدام ، أى أنهم مجموعة من المجرمين ، لماذا لم تستحى المجلة والجريدة لكشف هذا الملف والحديث عنه أم أنهم يكتفون برصد والهجوم على ميدان مصطفى محمود .. لماذا لم نقرأ بالمجلة والجريدة الأحداث الإجرامية والبلطجة التى سادت المجتمع بعد 25 يناير .. هل يخجلون من ذكر هذه الأحداث ويكتفون ببعض الأحداث الضئيلة التى لا ترقى لمستوى الجريمة العادية .. لماذا لم تحصر المجلة والجريدة جرائم الهاربين من السجون ومن سربهم ومن كان لهم يد فى إخراج هؤلاء من السجون وبالأخص المعتقلين السياسيين من منظمة حماس ومن حزب الله وإيران وهم أكثر القادرين على فتح هذا الملف .. إنها لتذكرة هذه المؤسسة وهناك المزيد والمزيد والمزيد .
• نعم نطالب جميعنا بمحاكمة الفساد ولكن بالمستندات وليس بالفوضى .. نعم مصر فوق الجميع ولكن ما يحدث بها الأن جعلنا أضحكومة أمام العالم .. أمريكا تضحك على شباب مصر وتقرر منحه جائزة نوبل للسلام مع بعض الصور التى إلتقطت لشباب الثورة وهم ينظفون ميدان التحرير وإنطلقت المقالات والعناوين والمانشيتات لتشيد بكل هؤلاء الذين أعادوا بناء ما تهدم من الأرصفة وإعادة طلاء ميدان التحرير وتفننت وسائل الإعلام المرئية بهذه المشاهد وظلت تبثها على الشاشة الصغيرة مع أغنية شادية "ياحبيبتى يامصر" .. وتناسى كل هؤلاء المزورين والأفاقين كم حجم النفايات والزبالة التى أغلقت ميادين بالكامل وشوارعها ولا تجد من يرفعها وكم الطوب ومخلفات المبانى التى ألقيت فى عرض نهر الطريق ولا يجرؤ أحد أن يسأل من يلقى هذه المخلفات ، وهو يعلم أنه سيناله علقة ساخنة .
• لقد تناسى كل هؤلاء المنافقين والمزورين أن أطنان القمامة كانت تلقى فى جميع الميادين ولا فرق بين ميدان المطرية وميدان روكسى وميدان السبتية وميدان طلعت حرب فالكل فى الهوا سوا ..ومازالت هذه الظاهرة منتشرة فى شوارع المحروسة .. المهم ميدان التحرير وما يدور فيه فقد تركز الإعلام فى تلك المساحة الصغيرة ، حتى الشمطاء هيلارى كلينتون ذهبت لميدان التحرير لتأييد الثوار وإلتقاط الصور التذكارية معهم ، كما أن المتعوسة السفيرة الأمريكية "سكوبى" صرحت فى الصحف المصرية عن تأييدها الكامل وتأييد الإدارة الأمريكية لجماعة الإخوان قبل رحيلها من مصر وإنتهاء فترة تواجدها .
** تناست المؤسسة التى دافع كتابها جميعا عن الوزراء السابقين وأعضاء الحزب الوطنى ، كما لم يدافع عنهم أحدا مثلهم ورغم تغير القيادات بالمؤسسة الصحفية إلا أن هناك إسم الجريدة والمجلة التى يجب أن تحاكم قبل ان يحاكم حسنى مبارك .. المجلة التى يجب أن يتغير إسمها من مجلة روزاليوسف إلى "تحرير اليوسف" ، فقد تحولت للوقوف بجانب كل من يقف بالتحرير وضد كل من يعترض على التحرير .. إرحمونا وإكفوا على الخبر ماجور ولا داعى للفضائح فهناك الكثير لا نريد أن نتعرض له أيها المؤسسة العريقة ..
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
0 comments:
إرسال تعليق