المُنتَشِر/ فؤاد نعمان الخوري


I
هل تذكرُون المنتشِرْ؟
إنّي الغريبُ المنتشِرْ،
مثل النُعاسِ، أو الوباءِ،
أو الزُجاج المُنكسِرْ...
أو نقطة الزيت التي
وقعَت على ثوبٍ أنيقْ؛
أو ظلّ غيمٍ نام في كنف الطريقْ..
ولعلّنِي العنقودُ
في كَفّ المسافةِ يَنعصِرْ،
كي ينتشِرْ!

II

مَن شَقَّ صدرَ هويّتِي
فَتبعثرَتْ حُريَّتي
في الأمكنَهْ؟
هل لي زمانٌ بعدُ
بينَ الأزمنَهْ؟
قُلْ لي بربِّكَ:
 مَن أنا؟

III

في النقطةِ الوُسطى أضُمُّ يديَّ
خوفاً أو صلاةْ؛
والغُربتانِ تُلقِّنانِي الأُغنياتْ!
مَن علّقَ القمرَ الخجُولَ
على صليبِ الذكرياتْ؟
فَوقفتُ في حرَم الحياةْ
أرجُوحةً مشدُودةً
بين الإقامةِ والشتاتْ...

IV

وأنا انتشرْتُ لأنّني
ما كانَ لي
بين القبائلِ، فُسحةٌ لتأمُّلِ،
وبطاقتي كانت لغيرِ مُقاتِلِ...
"نَقِّلْ فُؤادَكَ"؟ لا،
ولكِن، منزلي؛
يبقى فُؤادي نجمةً
تغفُو على كتفِ الحبيبِ الأوّلِ!

V

والمُنتشِرْ:
لا تحسبُوه سلالةً قد تندثِرْ،
بل شاهِداً ومُشاهِداً
ملَّ الفضائيّاتِ والجدَلَ القذِرْ...
لم ينحسِرْ
عن عينهِ لونُ الكرُومْ،
ما زالَ يوجعُهُ صدى "وطن النجومْ"،
ويصيحُ في الليلِ الخَطرْ:
أين الضميرُ المستتِرْ؟

VI

ولقَد يطُولُ الانتظارْ،
في جلجُلاتِ الإنتشارْ،
والنارُ في تلك المجاهلِ تستعِرْ،
تمحُو الربيعَ وتنتشِرْ!
خُذني الى تلكَ البلادْ
حِبراً تطعّمَ بالرمادْ،
وعلى بساطِ الثلج دَعني أنتشِرْ،
يمتصُّني شوقُ الترابِ وأنصهِرْ...
سأُعانقُ الهمَّ القديمْ،
وسأرتدِي الحُزنَ المقيمْ؛
لكنّنِي لَن أعتذِرْ!
+++++

سدني 12 نيسان 2014

CONVERSATION

0 comments: