** لست أدرى من أين أبدأ.. هل أبدأ بالطبيب أم بالكاتب السيناريست علاء الأسوانى ، كاتب قصة فيلم "عمارة يعقوبيان" .. لم أعرف الأسوانى إلا من خلال بعض مقالاته بجريدة المصرى اليوم ، وفى جميع مقالاته أجد أن أسلوبه يتعمد فيه الهجوم على جهاز الشرطة والتجريح فى كل من كان يرتبط بالنظام السابق حتى لو لم يكن لهم علاقة من قريب أو بعيد بقضايا الفساد .. كما لفت الأنظار لهجومه المستفز والأسلوب الغير لائق فى حواره مع رئيس الوزراء السابق الفريق أحمد شفيق ، والذى أثار حفيظة كل شباب مصر .. ففى صيف عام 2010 دعانى صديقى الدكتور خالد منتصر لحضور حفل تكريم بمناسبة حصوله على جائزة أفضل عمود صحفى فى الوطن العربى وجائزة حرية الصحافة من مملكة البحرين .. وأقيم هذا الحفل الرائع بمكتبة "حنين" بحى جاردن سيتى وأشار لى أحد أصدقاء الحفل بعمارة أمام المكتبة ذاكرا أنه يوجد بها عيادة أسنان للدكتور علاء الأسوانى ، كما أنه ربما لسوء الحظ لم أنال شرف حضور أى ندوة ثقافية تحدث فيها د. علاء الأسوانى ..
** منذ يومين شاهدت فيلم "عمارة يعقوبيان" وهى رواية د. علاء الأسوانى .. ولم يتصادف أن تكون هذه هى المرة الأولى بل كان عرض الفيلم ربما للمرة الألف على القنوات التليفزيونية أحيانا على شاشة عرض "ميلودى دراما" أو أحد القنوات الخاصة التى تبث على النايل سات المصرى ، ولا أعرف ما مغزى كثرة عرض هذا الفيلم ، هل هو تكريم للكاتب أم لروعة القصة أم أن الشاشة الصغيرة قد أفلست فلم يعد أمامها إلا عرض فيلم "عمارة يعقوبيان" الذى لا يثير إلا الغرائز الجنسية .. وهنا سنعرض بعض لقطات الفيلم ونترك للقارئ الحكم عليه وأرجو ألا تؤاخذونى .. فكل كلمة أحاول أن أجملها ولكنها فى الواقع أسوأ من ذلك بكثير .
** تبدأ قصة الفيلم بتسليط الضوء على عمارات شارع سليمان باشا لتعود بنا الكاميرا إلى القاهرة فى ليالى الستينات حتى أوائل السبعينات ، حيث بدأ الفيلم بإجتماع للسيد رئيس تحرير أحد الصحف بالمحررين للحديث عن موضوع العدد وقد مثل هذه الشخصية الفنان "خالد الصاوى" والمصاب بالشذوذ الجنسي ، ويبدو أن أحد الزملاء يعرف حقيقة مغامرات رئيس التحرير الشاذ فنظر إليه نظرة ذات مغزى وسأله ، هل يمكن أن نكتب موضوع عن الشواذ جنسيا .. فنظر إليه رئيس التحرير ولم يعلق وغادر الإجتماع .. وتعود بنا الكاميرا إلى لقطة أخرى وهى تسلط الضوء على رئيس التحرير وهو يقوم بالتسكع فى شوارع سليمان باشا وشارع فؤاد حتى تقع عينيه على ضالته فى صورة مجند شرطة يقوم بحراسة بعض المنشأت والذى قدم هذا الدور الفنان "باسم سمرة" وإقترب منه وزعم أنه يسأله عن عنوان أحد الشوارع ولأن الأخير يجهل المكان فأبدى أسفه لعدم المعرفة وهو ما شجع رئيس التحرير على التواصل والحديث وإنتهى الحديث بدعوته إلى إحدى الكباريهات لشرب الخمور وتطرق الحديث عن علاقة المجند الجنسية بزوجته وببساطة أفصح المجند أنه فى الأجازات ربما ينام مع زوجته من ثلاثة إلى أربعة مرات يوميا .. وهو ما جعل الشاذ يقترب منه أكثر ، ثم وضع يده على فخذه وقام بالتحسيس عليه محاولا الإقتراب من منطقة حساسة وقد فوجئ المجند بهذا التصرف فقام مذعورا وقلب المائدة وخرج فورا من المكان ثائرا .. وفى حركة غريبة وإصرار عجيب خرج وراءه الشاذ محاولا تهدئته وتهديده ثم طلب منه المبيت معه بالمنزل حتى الصباح ووافق المجند على الفكرة فقد إنتصف الليل وليس أمامه إلا المبيت فى الشارع .. وكما تستقبل الداعرة عشيقها إستقبل رئيس التحرير "الشاذ جنسيا" المجند ، وبدل ملابسه فورا مرتديا جلبابا به رسومات ومفتوح الصدر حتى منتصف البطن (!!!!) ، ثم قدم للمجند جلبابا طالبا منه إرتدائه حتى الصباح .. وبدأت المحاولات مرة أخرى فأحضر زجاجة شامبانيا وقدم للمجند كأس وهو أخذ كأس ثم أطلعه على بعض الأفلام الداعرة والتى يحتفظ بها الشاذ فى منزله وظل يقدم له الخمور حتى أفقده وعيه ولعبت به الخمر .. فأخذه الشاذ حتى سريره الذى يزينه بالستائر الحريرية الشفافة وإستلقى على بطنه ونام المجند فوقه بعد أن تجرد هو الأخر من ملابسه .. هذه اللقطة ربما تكون أسوأ مما كانت عليه أثناء عرضها .. وأعتقد أن جميع الأسر فى مصر حرمت أولادها من مشاهدة هذا الفيلم الردئ لما يحتويه من مواقف أقل ما توصف به "الجنس الشاذ والحقير" وأتساءل هنا وأوجه السؤال إلى كل أب وأم ما هو شعوركم إذا تصادف عرض هذا الفيلم فى حضوركم أو أثناء غيابكم وبناتكم وأولادكم بالمنزل ؟!! .. وخاصة أن الفيلم به أسماء فنانين كبار تشد المشاهد لرؤيتها مثل الفنان الكبير عادل إمام والفنان نور الشريف والفنانة يسرا والفنانة هند صبرى ونتساءل ما هى الرسالة التى قصد بها مؤلف الفيلم إرسالها لجمهور المشاهدين ..
** ما هذا القرف الذى وصل إلى منازلنا وكيف سمحت الرقابه بعرضه .. ألم تكن هذه الرقابة هى رقابة الحكومة الفاسدة .. فما رأى الحكومة الحالية فى هذا الفيلم الداعر.. وهل يتم تقديم بلاغ ضد كاتب هذا السيناريو بتهمة التحريض على الشذوذ والدعارة ؟!! ..
** وتواصل الكاميرا العرض ويتكرر اللقاء بين المجند ورئيس التحرير "الشاذ جنسيا" ، حتى أن زوجته أهملها ولم يعد قادر على ممارسة الجنس والواجب الزوجى معها !! .. وتنتفل الكاميرا إلى الثمن الذى يدفعه الأطفال ، فقد مات إبن هذا المجند عقب إصابته بسخونة أودت بحياته وكأن هذا هو عقاب السماء له ولكن ما ذنب الأسر التى تشاهد هذه القذارة .. قد يقول البعض يا أخى بلاش نفتح القناة اللى بتذيع الفيلم .. كلام جميل .. طيب لو إنت مش موجود وهذه القنوات يتابعها الكثير من الأولاد .. ما هو شعورك حينما تعود لتجد إبنتك تشاهد هذا الفيلم هل ستضربها أم ستنصحها أم ستكسر التليفزيون ؟!!!.. وتنتقل الكاميرا إلى فصل أخر فقد قرر المجند الهروب بزوجته والعودة إلى بلدته بالصعيد مما أصاب الشاذ بالجنون وبدأ يسترجع شريط ذكرياته وكيف كانت أمه تخون والده على فراش الزوجية وكيف كان يمارس الجنس مع البواب "إدريس" فى غرفته فى مدخل الفيلا وضبطته أمه وقامت بطرد إدريس وبكى الطفل ويعود الشاذ من ذكرياته فيقرر البحث عن صيد أخر حتى يلتقى بأحد البلطجية الذى يصطحبه إلى منزله فيقوم الأخير بقتله والتخلص منه وسرقته ..
** ننتقل إلى شخصية أخرى وهامة فى الفيلم وهى شخصية "ذكى باشا" الذى أدى دوره الفنان الرائع عادل إمام ليحكى لنا عن أحد أفراد سلالة البشوات والذى يقيم مع أخته التى قامت بدورها الفنانة إسعاد يونس ويتلخص دوره فى الحياة فى السهر فى الكباريهات والبحث عن المومسات لقضاء ليالى حمراء معهن وفى إحدى نزواته تعرف على بائعة هوى فى الكباريه وكان الإتفاق صريحا والحوار أيضا صريحا وهى تسأله "هو الحمام فين ياباشا" وبعد خروجها من الحمام ظهرت أكثر إثارة وهى ترتدى قميص نوم مثير ثم سألته عن غرفة النوم فى إشارة واضحة لقضاء المهمة .. ويبدو أن ذكى باشا أحس بالتعب بعد ليلة صاخبة فظل نائما حتى الظهيرة ، وعند تأهبه لمغادرة الفراش بحث عن ساعته فلم يجدها وإكتشف أن الداعرة التى كانت بمنزله بالأمس سرقت كل شئ يمتلكه حتى طقم القلم الذهب وخاتم أخته الماس .. وحينما حضرت أخته ولم تجد الخاتم ثارت فى وجهه وسألته وهى تسبه وتصرخ "إنت ضيعت الخاتم يافاشل .. أعطيته لمومس من معارفك" ويرد ذكى باشا "إخرسى يادولت" – ولم تسكت دولت – وظلت تصرخ ، فلم يكن من ذكى باشا إلا أن قال لأخته "إنتى يادولت اللى ناموا معاكى أكثر من حزب الوفد" فصرخت فى وجهه وقذفته بالحذاء لتطرده من المنزل ..
** وتنتقل الكاميرا لمشهد أخر "الحاج عزام" الذى قدم هذه الشخصية الفنان نور الشريف .. بدأ حياته ماسح أحذية على رصيف سليمان باشا ثم كون ثروة وصار أكبر تاجر سيارات .. لا تفارق السبحة يد الحاج عزام الذى قام بزيارة لأحد الشيوخ الذى تربطه به علاقة صداقة وحكى له أحلامه التى يراها فى المنام وشكى له أنه مازال يستحلم وهو فى هذه السن .. وعندما سأله شيخ الجامع عن زوجته أجابه الحاج عزام بأن زوجته خلاص لم تعد تصلح فقد كبرت حينئذ إنفجرت أسارير الشيخ وإعتبر أن ما يحدث مع الشيخ عزام هو فضل ونعمة من المولى عز وجل وطلب منه الزواج فكان خوف الشيخ عزام من زوجته وأولاده فقال له الشيخ هذا حقك وهذا شرع الله ونصحه بالبحث عن زوجه .. حتى تعرف على الزوجة وقدمت هذا الدور الفنانة "سمية الخشاب" فقد توفى زوجها فى العراق وله طفل وحيد وتزوجت الشيخ عزام .. وتدور الكاميرا على أحد اللقطات الجنسية التى تجمع الشيخ عزام مع زوجته وهو يخرج من اللحاف ويتصبب عرقا ، ثم تظهر الزوجة وهى تغسل جسدها تحت المياه وتبدو فى حالة قرف غير عادية ولم نعرف سبب هذا الشعور بالقرف والإشمئزاز ..
** تدور الكاميرا على اللقطة الرابعة للفتاة "بثينة" الذى قدمته الفنانة "هند صبرى" وهى فتاة فقيرة حصلت على الدبلوم ولا تجد أى وظيفة ، ونصحتها إحدى صديقاتها بالعمل فى محل ملابس وصاحبه يدعى طلال .. وذهبت بثينة وأثناء عملها بالمحل لاحظت تغيب بعض الزميلات بالمخزن ومعهم "طلال" وحينما سألت بثينة أجابتها زميلتها "عادى هو الشغل كدة وهو بياخد مزاجه وإحنا بناخد عمولة وأجر ولا مانع طالما ليس هناك ضرر" .. وعندما أتى دور بثينة للذهاب إلى المخزن لم تمانع بل ذهبت وذهب ورائها طلال وقام بفتح سوستة البنطلون حتى نفذ شهوته وطلب منها إعادة ضبط ملايسها ، وقبل أن يغادر المخزن طلبت منه مبلغ عشرون جنيها سلفة فنظر إليا وقال لها كفاية عشرة جنيه .. وتذهب الكاميرا إلى بثينة وهى تغسل فستانها من أثار شهوات "طلال" ...
** وهكذا يتواصل الفيلم من الشواذ إلى الإنحلال إلى الإستحلام إلى المتاجرة بالفتيات .. بالقطع هذا الفيلم قد أصابكم بالقرف ومازالت الشاشة الصغيرة تقدمه ... فهل حرية الرأى هى تقديم أفلام الشواذ .. هل حرية الإبداع هى الإسفاف فى الحوار وكأنها سمة المجتمع .. هل الفن هو ما يفعله طلال من بائعات المحل .. إنه فيلم ساقط وفاشل وفاضح وأطالب بمحاكمة الجهة التى صرحت بعرضه ومحاسبة المؤلف بسبب تقديم مادة تدمر سلوكيات شبابنا وتحرض بناتنا على الفسق والرذيلة .. إنه الفيلم الذى صوره المؤلف عن المجتمع المصرى فى فترة من أزهى عصور وأجمل زمن عاشته مصر فى تاريخها ولكنه قصد الإساءة لهذا الشعب العريق من خلال تقديم نماذج سيئة من المجتمع وصورها إنها كل المجتمع .. فى إنتظار أرائكم .
1 comments:
هذا العاهر المستفز رشحه البعض فى التحرير ليكون وزيرا للثقافة..تخيلوا وكاْن مصر نضبت فلم تجد الاهذا المدعى..ناهيك عن استخدامه للقناة العميلة الملقبه بالجزيرة لتقديم برنامج تحريضى ضد المجلس الاعلى للقوات المسلحة اسمه على مسؤليتى ..اما سبب كرهى لهذا التافه فهو اسلوبه الفج والقذرعندما كان يتحدث لرئيس الوزراء المحترم احمد شفيق
إرسال تعليق