لبنان.. لوحة تختلف فيها الألوان/ لينا معلوف

لبنانكم ينفصل آناً عن سورية ويتصل بها آونة, ثم يحتال على طرفيه ليكون بين معقود ومحلول, أما لبناني فلا يتصل ولا ينفصل ولا يتفوق ولا يتصاغر
جبران خليل جبران)‏)
ولو رجعنا إلى الجغرافية الطبيعية، فإننا سنجد «موسوعة السياسة الجزء الخامس ـ ص 419 تقول أن «شكل لبنان الجغرافي أشبه بشكل امرأة مستلقية على شاطىء البحر، رأسها متجه شمالاً بشرق، وقدماها متجهتان جنوباً بغرب، يبلغ أقصى طوله 200 كلم، وأقصى عرضه 90كلم، وتتكون تضاريسه من سلسلتين من الجبال تتجهان متوازيتين شمالاً بشرق وجنوباً بغرب، وبينهما سهل واسع وخصب هو سهل البقاع..».. ولو رجعنا إلى التاريخ القديم، فإننا سنتذكر على الفور أن لبنان كان موطن الحضارة الفينيقية العظيمة، أما لو رجعنا إلى التاريخ الحديث والمعاصر، فإننا سنجد أن لبنان دولة حديثة العهد في المشرق العربي، أنشئت وفقا لاتفاقية سايكس ـ بيكو بين الحكومتين البريطانية والفرنسية عام 1916، وأعلن انشاؤها باسم «دولة لبنان الكبير» في الأول من ايلول عام 1920، ثم باسم «الجمهورية اللبنانية في 23 مايو 1926».. ومن المهم ـ سياسياً ـ أن نتذكر أن النظام السياسي في لبنان هو نظام ديمقراطي جمهوري برلماني، يقوم على أساس طائفي، وتشير «موسوعة السياسة ـ الجزء الخامس ـ ص 420» إلى المادة 95 من الدستور اللبناني، حيث تقول هذه المادة: التماسا للعدل والوفاق، تمثل الوظائف العامة وبتشكيل الوزارة دون أن يؤول ذلك إلى الإضرار بالمصلحة العامة» ولمزيد من التعرف المتعمق على تاريخ لبنان ـ سياسياً واجتماعياً، يمكننا الرجوع إلى كتاب لبنان ـ من الفتح العربي إلى الفتح العثماني» للدكتور محمد علي مكي، والذي يؤكد أن كتابه «لم يوضع لمصلحة طائفة من الطوائف أو منطقة من المناطق اللبنانية» بل توخى مؤلفه الجانب الوطني والجانب العلمي، أنه كتاب يجمع الحقائق دون انتقاص منها ولا تحيز ولا تلوين لرأي أو مذهب»..
اما ما نشهده اليوم من اصطفافات مذهبية و طائفية تجعلنا نتساءل عما اذا كانت ذاكرتنا قصيرة لدرجة اننا نسينا ما تكبدنا نحن اللبنانيون من خسائر مادية فادحة ناهيك عن الدماء التي اهدرت من جراء حروب عبثية لم ينتج عنها سوى الويلات
هل نصرخ على طريق جبران “لكم لبنانكم ولي لبناني”. وما ينفع ذلك؟ كيف يمكن أن نوقف كل هذا الهدر والنزف الإنساني والأخلاقي والثقافي والوطني في مجتمعنا اللبناني؟ ما العمل؟ ما السبيل إلى ضوء ما؟
أن نعمل كي نكون مواطنين في وطن للجميع و وأن نبتعد عن التبعية المذهبي و ان نقبل شريكنا في المواطنية
مهما كان نوعه، و الاجتهاد في بناء الدولة و الجيش القادر لكي تكون خط الدفاع الوحيد عن كل انسان ,
علنا نسير في خطى ثابتة لبناء و ليس لهدم هذا الوطن
قبل أن يرحل جبران خليل جبران عن عالمنا في ربيع عام 1931، كان قد كتب مقالاً أدبياً بديعاً بعنوان «لكم لبنانكم ولي لبناني..» وفي هذا المقال الأدبي البديع يقول جبران:
«.. لكم لبنانكم ولي لبناني.. لكم لبنانكم ومعضلاته، ولي لبناني الجميل بكل مافيه من الأغراض والمنازع، ولي لبناني بما فيه من الأحلام والأماني.. لبنانكم عقدة سياسية تحاول حلها الأيام، أما لبناني فتلول تتعالى بهيبة وجلال نحو ازرقاق السماء.. لبنانكم مشكلة دولية

CONVERSATION

0 comments: