عيد الاضحى المبارك/ رفيق البعيني

سيدي العيد
كنا صغارا ننتظرك والفرحة تغمرنا فتمتلىء جيوب ملابسنا (الجديدة ) بالنقود وغرفنا بالهدايا.
 نسرع في ركوب المراجيح المنصوبة لنا خصيصا. ونتدافع لشراء ما لذ وطاب وتوفر من الالعاب. ونرقص ونغني على اصوات ونور المفرقعات.
وكنا كبارا نزور ونستقبل الأهل والاصدقاء ونمد الولائم وكعك العيد ونتبادل عبارات التأهيل والمعايدة بقلوب ملؤها السعادة  ووجوه تعلوها البسمات، وتطلعات ينعشها الأمل.
أما اليوم! فشتان بين الثريا والثرى 
فما عاد أولادنا يلعبون، ولا عادت المراجيح تنصب، ولا عاد للالعاب وهجها ورونقها.
ولا عاد كبارنا يتبادلون أحاديث المحبة والسلام التي اعتادوا عليها بل استرسلوا بترداد اخبار القتل والدمار والتشرد والمصائب والرزايا التي لحقت بهم او بجيرانهم او بعروبتهم التي أضحى ربيعها مرعبا وحالكا وداميا.
يستمعون للمذياع ويشاهدون التلفاز، يتناقشون ويحللون آفاق المستقبل والقادم من الايام علهم يجدون للاستقرار أملا ولليلهم الحالك نهاية.
عاش سيدنا ابراهيم المحنة عندما أمر بالتضحية بابنه اسماعيل فافتداه الله بان يذبح شاة عوضا عنه ففعل وانتهت محنته.
أما نحن فمتى تنتهي محنتنا ومتى يعود أطفالنا من بيوت الحرمان والمخيمات وأزقة التشرد الى مراجيحهم؟
ومتى يتوقف هذا الكابوس والدمار في بلادنا العربية ويعود أملها بالربيع العربي للانتعاش؟.
ومتى يشعر ساستنا في لبنان بمسؤولياتهم وتتحرك ضمائرهم فينتخبون رئيسا لجمعوريتهم ويضعون حدا لفسادهم وجشعهم ؟ 
متى يرفعون النفايات التي أضحت وصمة عار على كل لبناني؟
متى يصلحون نظامهم السياسي ويطبقون قوانينهم ودستورهم ويريحون هؤلاء الشباب والقوى الأمنية من عناء الحراك المستمر والحؤول دون اختراقه واستغلاله او تحويله الى شغب وخراب؟  
أملنا بالله سبحانه وتعالى كبير ونرجوه ان يأمر بشاة نذبحها ليعود الاطفال الى مراجيحهم والكبار الى ولائم استقرارهم وسلامهم.
وكل عام وانتم بألف خير

CONVERSATION

0 comments: