جوزيف ابو فاضل: الأسد رئيس حضاري ومعلولا بمثابة قبر الرسول

أكد الكاتب والمحلل السياسي المحامي جوزيف أبو فاضل أنّ الجيش السوري يدافع عن بلده وهو يسترد المناطق التي سيطرت عليها مجموعات "داعش" والجبهة الاسلامية التي ترتكب مجازر، معتبرا أنّ "المجازر الطائفية في عدرا عار على الثوار".
وفي حديث إلى قناة "الجزيرة" من قطر ضمن برنامج "الإتجاه المعاكس" أداره الإعلامي فيصل القاسم، لفت أبو فاضل إلى أنّ النظام السوري وقف الى جانب شعبه 40 سنة وأمّن كل ما يحتاجه هذا الشعب، محذّراً من وجود مؤامرة على سوريا للاطاحة بالدولة السورية ككلّ وليس بالنظام فحسب.
وأشار أبو فاضل إلى انه "لو كانت هناك معارضة حقيقية في سوريا لكانت انتصرت"، معتبرا أنّ "الجيش السوري يستعيد المباني التي يسيطر عليها المسلحون وعندما يحتمي هؤلاء المسلحين بالمدنيين فالجيش يعالج الوضع بشكل لا يؤذي المدنيين".

أيّ سلمية هذه؟
أبو فاضل أشار إلى أنّ كلّ دولة لها نظامها وبطبيعة الحال النظام في سوريا هو نظام يعيش مع الواقع وبالنتيجة هذا نظام ممانع، نظام قاتل إسرائيل وعمل المستحيل من أجل هذه الأمّة العربية والإسلامية.
ولفت أبو فاضل إلى وجود مقاتلين في سوريا أتوا من القوقاز والشيشان وأوروبا وبلجيكا وكلّ هذه المناطق، مستغربًا الممارسات التي يقوم بها هؤلاء المقاتلون الذين دخلوا إلى مناطق مثل عدرا اليوم، هذه المنطقة المسالمة العمالية الصناعية والتي لا يوجد فيها جيش سوري ولا يمكن أن يكون هناك للجيش السوري إمكانية أن يكون فيها.
وفيما لاحظ أنّ هؤلاء المقاتلين دخلوا إلى عدرا وارتكبوا مجازر طائفية ومذهبية فيها، اعتبر ذلك "عاراً على الثوار"، وسأل: "أيّ سلمية هذه؟" وأردف: "نحن نكون نضحك على بعضنا إذا صدّقنا أنّ هناك ثورة سلمية، إذ إنّهم وضعوا الناس في الأفران وهم أحياء، وبالتالي هم عملوا كما فعل هيتلر وارتكبوا الفظائع".

معلولا بالنسبة للمسيحيين بمثابة قبر رسول الإسلام
وذكّر أبو فاضل بأنّ النظام السوري وقف إلى جانب شعبه 40 سنة وأمّن له كلّ احتياجاته بحيث أنّهم لم يحتاجوا لا الغذاء ولا الدواء ولا الأمن، وأشار إلى أنّ الشعب السوري كان مثالاً وكان يوزّع على كل الناس.
ولاحظ أبو فاضل أنّ المجموعات المسلحة، وفي مقدّمها جبهة النصرة، هي التي ترتكب الفظائع خصوصًا في بعض المناطق ذات طابع معيّن على غرار صدد ونبّل والزهراء وصولاً إلى معلولا والقصير وهي مناطق معروفة لا تشكّل خطراً عليهم.  
ووضع أبو فاضل علامات استفهام حول خطف راهبات معلولا، متسائلاً عن هدف ما يُسمّى بالثوار من عملية من هذا النوع، لافتاً إلى أنّ النبي العربي الكريم محمد قال إذا شاهدتم كاهنا ناسكا اتركوه وحده بسبيله، وأشار أبو فاضل إلى أنّ معلولا بالنسبة للمسيحيين هي ربّما بمقام قبر الرسول الكريم.

الشيشاني أتى إلى سوريا لينتحر فيها
ورداً على سؤال، أكد أبو فاضل أنّ أيّ منطقة في سوريا لم تُدمَّر إلا بعد أن أتى إليها المسلحون وارتكبوا فيها الفظائع واحتموا بالمدنيين، وأوضح أنّ الجندي السوري يختلف عن الشيشاني ويختلف عمّن يأتي من خلف الحدود لأنه يقاتل في أرضه ويدافع عن كرامته وعن بلده وعن دولته فلذلك لا يمكن أن يقصف بناية.
وأشار في المقابل إلى أنّ الشيشاني لا يكترث لسوريا وبناء سوريا وهو يأتي لينتحر ولا مشكلة لديه، ولفت إلى أنّ الجيش السوري يتعامل مع المسلحين والإرهابيين بطريقة أخرى وهو وصل إلى صفقات مع الجيش السوري الحر في بعض المناطق كي لا يؤذي شعبه.
ورداً على سؤال، جزم أبو فاضل أنّ الرئيس السوري بشار الأسد رئيس حضاري وهو فعل المستحيل، معتبرًا أنّ أكبر مثال على ذلك ما يحصل السويداء ودمشق، متسائلاً: "لماذا لم تُدمَّر المباني في دمشق؟"

الجيش السوري يستردّ المناطق المحتلة
وفيما أكد أبو فاضل أنّ هناك حرباً في سوريا اليوم، أوضح أنّ الجيش السوري يستردّ المناطق التي احتُلت من قبل جبهة النصرة وداعش والجبهة الإسلامية اليوم وما تبقى من الجيش السوري الحر، وسأل: "ماذا فعلت المعارضة المسلحة في ريف اللاذقية؟"
ورفض أبو فاضل مقارنة الجيش السوري بالجيش الفرنسي أو الإسرائيلي، وشدّد على أنه لا يوجد تدمير ممنهج يقوم به الجيش السوري في الداخل السوري.
ورداً على سؤال، لفت أبو فاضل إلى أنّ الضاحية الجنوبية لبيروت هي البيئة الحاضنة لمقاومة إسرائيل وأنها منبع الرجال ومنبع الشهداء والأبطال.

لو كانت هناك معارضة حقيقية لانتصرت
وأشار أبو فاضل إلى أنّ الحدود في سوريا باتت فالتة مع تركيا والعراق والأردن ولبنان، منبّها إلى أنّ الكلّ يريد إسقاط الدولة في سوريا وليس النظام، ولفت إلى أنّه لا يدافع عن الرئيس السوري بشار الأسد لكونه مغرَماً بشخصه مثلاً ولكنه وصفه بأنه ضمانة للدولة في سوريا.
ولاحظ أبو فاضل أنّ أصدقاء سوريا يبحثون إعادة الإعمار بعد سقوط الأسد، مشيراً إلى أنّ كلّ همّ ما يُسمّى بالمعارضات إسقاط النظام لإعادة إعمار سوريا  وكلّ همّهم الدولار والدينار، وشدّد على أنّه لو كانت هناك معارضة حقيقية لانتصرت.
وسخر أبو فاضل من الحديث عن موقع الثكنات العسكرية في العاصمة دمشق، مشيراً إلى أنّ كل بلد يبني ثكناته حسبما تقتضي مصلحته، لافتاً إلى أنه لو اقتضت المصلحة أن تكون في الشمال لبناها هناك.

لماذا يريدون الإطاحة بالدولة ومن أجل من؟
ورداً على سؤال، شدّد أبو فاضل على أنّ تحصين الشام يحصّن العاصمة وهي لم تُدمَّر لأنّ الإرهابيين لم يدخلوها.
وأشار أبو فاضل إلى أنّ سوريا دولة فيها نشيد وعلم وجيش، متسائلاً عن السبب الذي يدفع البعض إلى السعي للاطاحة بالدولة السورية ومن أجل من، وسأل: "أين مسؤولية النظام بصدد؟ أين مسؤولية النظام بعدرا؟" وقال: "إذا لم يدخل المسلحون، النظام لا يدخل".
واعتبر أنّ المؤامرة اكتملت لخراب سوريا، مستغرباً تحميل النظام مسؤولية ذلك، معتبراً أنّ هناك مساعٍ لإضعاف الجيش السوري بهدف تقسيمه، وهو ما لم يحصل.

CONVERSATION

0 comments: