في ظـلام الحيـاة/ مهندس عزمي إبراهيم


على الناصية واقفــة بقالــك زمـان      وعـينــك بتحضـن جميــع العيـــون
عـيـون إشتهـاء.. وعيون إسـتيـاء      وعيون دب فيها الشكوك والظنـون
وعيـون هـب فيها هــوى واشتياق      تشـوف في عيـونك تعاطـف حنـون
تقيــدى المشاعـر بهمسـة ونــــداء      وتـشــبى الخــلايـا بنـــــار الأتــون
وجـوع المشاعـر في قلـب الرجـال      يفــوق ألـْـف مـــرة جــوع البطـون
***
كلامــك مباشــر.. ولفظـــك صريـح      كسَلـَطـَة مزيجها شَــطـَّة وصابـون
تهــــزى المفاتــن.. بكــل إبتـــــذال      بلمسـة جريئـــة وحـركــة مجــون
ولبسِــك محـزق وشَـعــْـرك عنيـــد      ووجهــك ملـــوّن بقنطــار دهـــون
أثــَـرتى الرجــال بمـُـنى واشــتـهاء      وحـَرَّكــتى فيـهم مشـاعـر جُـنــون
مشــاعــر بدايتـــها لـــون الــورود      وعنـــد النهـــاية كلـــون الزتـــون
***
جـذبـتى البـراعم.. صغـار الشــباب      وبرضـه جـذبـتى صحـاب الدقـــون
جـذبـتى اللى عـايـش لِخِـلــُّه أميــن      فأهمــل عهــوده ولا عـــاد يصـون
في شـهـوة لـُقـــاكى نسَـى أســرتـه      ولا عــاد يـراعي بنــات أو بنـــون
وافـْسدتى عـابـــد عـــاش للصــلاة      وولـَّعــْـتى شَـمْعــُـه، بكـل الفنـــون
إذا القـلــب جالــه هــوى وإشتـهاء      إيمـــان يتنـسى ومبــادىء تهـــون
***
تسيرى في درب الزمــن والحـيــاة      كطير وحــده تايـه ما بين الغصـون
لا بـيــلاقى عـشـــه.. ولا غـنـــوتـه      وتـــاه من صحابـه فعايــش بـدون
وفيـه اللى قَـــرَّب إليـكى.. إتحــرق      وفيــه إللى بـِعِّــِـد.. كأنــك طاعــون
وفيــه اللى نفـســه يــدوق العســل      فــداق لإندهــاشـه مـرارة اللـَّمــون
وفيــه اللى عجَبــه طعـــم الحــلاوة      فصـارت هوايتــه لحـس الصحـون
***
عَـرَضْـتى البضـاعة في كل ســوق      لكـل اللى ياكـــل ويـرمى الماعــون
ما بيـن المعلـِّم وصـاحب المناصب      وصـاحـب العمــارة إلى المَرْمَطـون
وبين اللى قاضى وصاحـب أراضى      وبين اللى صـايع، وعاطــل، ودون
وبيـن اللى حيلتـــه يادوب التمـَـــن      وبين اللى عايش على مـال قـارون
عـرفـتى النـواصى وأرقى الصالات      وأرقى المحافــل.. وأسـوأ سـجـون
***
سـجـا اللـَّيـْـل والفجــر قــَرَّب يطـُـل      فغفـلت نجـومـه... وســاد السكـون
ورُحـــتى.. وحـيـــدة.. إلى مسكنـك      وهاجـت في نفسـك نـوازع شجـون
عـيـــونك مَلتـــها دمــوع وانكسـار      ليــالى طويــلة ف طـوايــا الجفـون
سَبـُّوكى بملامـَة، رمـوكى بحجـارة      زبايــن الخطيئـــة.. ألا يخجلـــــون
نســوا إنــهم شـركـاء في التجــارة      كنـتى البضاعــة.. وكانـوا الزبــون
***
تقولي ظروف واضطـرار واحتيـاج      تقـولي شـقـاوة وهـوايــة وجنــون
أقـول مِهنـَـة.. منـذ بدايــة الزمــان      وســوء اختيـــار... ولا يحزنــــون
جـزائــك... في الدنيــــا والآخــــرة      خالفـتى الديــانة وكسـرتى القانـون
******
مهندس عزمي إبراهيـم

CONVERSATION

0 comments: