العلامة الحسيني يوجه رسالة لشيعة البحرين

مبدأ التغيير والإصلاح يبدأ حصرا عبر صندوق الانتخابات، والمشاركة فيها واجب وطني وشرعي

طلب منا بعض اخواننا في مملكة البحرين لحسن ظنهم بنا، ان نكتب رسالة حول واجبهم وتكليفهم في الانتخابات النيابية المقبلة في مملكة البحرين, والضوابط والموازين التي يجب الاعتماد عليها في اختيار المرشح, فاستجبنا لهم مع شغل البال وضيق المجال.

نقول:لا شك ولا ريب ان النظام الذي يعتمد على الديمقراطية في السلطة التشريعة  كمملكة البحرين نجد ان المؤسسة البرلمانية المكان الوحيد والطبيعي الذي يمکن من خلاله حصرا الحصول على المطالب المشروعة وحسم و حل و معالجة مختلف الامور المعلقة او المختلف عليها، ومن هنا إن المسؤولية تعني أن يتحمل الإنسان عملاً أو كلاماً أو تصرفاً ما، ويصبح مسؤولاً عنه أمامَ الا´خرين،والمسؤولية لها مصاديق متعدّدة ومتنوعة، لكن بالحقيقة مقصود كلامنا هو المسؤولية الوطنية والشرعية في الانتخابات النيابية. 
أ. المسؤولية الوطنية:
وهي تقع على عاتق كلِّ من يحقُّ له التصويت،وتتوفر فيه شروط الانتخاب، فعلى المواطن الغيور على مصلحة وطنه البحرين، أن يعبر عن رأيه في عملية الانتخاب وهي ليست لازمة، بل ضرورية  له وواجب ملقى على عاتقه و مطلوب من، أما لماذا ؟
لان الإنتخابات والمشاركة فيها تعني أنَّ لك وجوداً وصوتاً واسماً ومرشحاً، ومن يمثل ويكون مندوباً عنك.
والامر الاهمُّ هو من تنتخب؟ ما هي المسؤولية الوطنية الملقاة على عاتقه ؟
لذا نقول لك:
انَّ مبدأ التغيير والإصلاح يبدأ حصرا عن طريق صندوق الانتخابات، والمرشح الّذي سوف تختاره هو من سوف يكون له حق التشريع والتغيير والإصلاح والافساد. 
لهذا فالورقة المكتوب عليها اسم مرشحك هي مسؤوليتك. فعليك أن تختار الشخص المناسب للمكان المناسب و لنجعل مملكة البحرين وأمنها واستقرارها وازدهارها وتقدمها ورفعتها هو الإصل و الميزان. 
لننتخب الشخص الوطني وليس الطائفي و لنصوت لمن ولائه للبحرين وعزّةِ وكرامة شعبها. 
لِنوُصِلَ إلى المجلس النيابي، من تاريخه وقوله وفعله يشهد له بمواطنيته وبإخلاصه وإيمانه بوحدة مملكة البحرين، وسيادتها وحريتها واستقلالها، والعيش المشترك فيها على اساس تقديم المواطنة على الطائفية, وحرية الفكر والتعبير والاديان. 
ليكون مرشحك من يدافع عن أرض وامن البحرين وشعبها وحدودها ويحافظ على كلِّ ذرَّةٍ من ترابها. 
صوتك لمن أعطاك المواطنة والعزَّة والكرامة والحرية والسيادة والاريحية والامن والامان،وقدَّم الغالي والنفيس من أجل سيادة البحرين أن تعيش في البحرين امنا مرتاحا . 
ليكون نائبك من يسعي لحفظ امننا و لتعليمنا، وتخفيف ديوننا،وتسهيل ضرائبنا، وتنوير بلدنا، وتوصيل المياه إلى بيوتنا وتحسين معيشتنا، وتأمين مستقبل أولادنا.
أخي الناخب: اذا كنت تحب مملكة البحرين حقّاً، لا تنتخب من كان له تاريخ عمالة وولاء وحب لغير البحرين وأن لايكون من صاحب .
وانتبه من أصحاب الوجاهات والنفوذ الذين لايهتمون سوى بمصالحهم الشخصية. وتستفيد منك كفرع وتمر عليك كجسر للوصول إلى غاياتها.
واعلم انَّ مملكة البحرين ومستقبلها أمانة بيدك، وصوتك الانتخابي هو المسؤولية الوطنية، يتحتم عليك، بل يرجى منك ان لا تفكر ولا تنجرَّ ولا تغتَّر بأيِّ شيء يُبعدك عن المصلحة العامة للبحرين وشعبها. فصوتُك مسؤوليتك،ومستقبلك بيدك، فأيُّ مستقبلٍ تريد ؟.
المسؤولية الشرعية:
فعندما نقول مسؤولية شرعية، يعني أنّ الشرع سوف يسألك عن المرشح الّذي يسوف تصوِّت له في الانتخابات،وسوف تكون مسؤولا أمام الله عن فعلك، وتتحمل مسؤوليته وتبعاته.
فالإسلام يقول في القرآن والسنَّة:  
قال تعالى: (وَ قِفُوهُمْ انَّهُمْ مَسْئُولُونَ).
وعن رسول الله (ص): 
.«كُلّكم راعٍ، وكلكم مسؤول عن رعيته »
فمن خلال الا´ية الكريمة والحديث الشريف يتبيّن لنا أنَّ هناك أُموراً واعمالاً ومواقف سوف نقف عندها، ونُسأل عنها، ونحاسب على فعلها أمام الله الّتي سوف يكون السؤال عنها: مَن انتخبتَ؟ ما هي صفاته؟ هل هو أهلٌ لذلك ؟ فعليك الإجابة، فإنَّك موقوف ومسؤول عن تصويتك ومشاركتك. 
فالامر ليس عائلياً فردياً مناطقياً حزبيا، بل الامر مستقبلي تشريعي ومصيري، وسُنّة سوف تُسنّ وانت مسؤول عنها وتبعاتها لذا ورد في الحديث رسول الله (ص):
(مَنْ سنَّ سُنَّةً حسنةً عُمِلَ بها من بعده، كان له اجره ومثل اُجورهم، من غير أن ينقص من اُجورهم شيئاً. ومَنْ سنَّ سُنَّةً سيئةً فعُمِلَ بها بعده، كان عليه وزره ومثلأ و زارهم، من غير أن ينقص من اوزارهم شيئاً 
لذا علينا أن نفهم ونعي ونتحمل المسؤولية جيداً )
فإنّنا قد نكون طرفاً ومساعداً بتشريع بعض التشريعات، وسنِّ بعض القوانين الّتي فيها الضرر والخطر والفساد و الافسادُ عليك وعلينا وعلى مجتمعنا ومستقبل اولادنا،وذلك من خلال انتخابنا لشخصٍ، فاسد وغير وطني وببركة صوتنا نجح وفاز ودخل المجالس، وبعدها صوَّت لمصلحة قانون أو تشريع فيه الضرر والإفساد والخطر على البحرين، فينطبق علينا الحديث النبوي( من سنَّ سُنَّةً سيئةً) فنكون نحن من شارك وساهم في هذا القانون والتشريع. فنتحمّل المسؤولية، والتبعات تُلقي'على عاتقنا، وهذا بسبب سوء اختيارنا.
وأمّا مع حُسن الاختيار، فنكون قد أوصلنا الشخص المناسب لمكانه المناسب، وأي تشريع أو قانون أو سنَّةتكون حسنة فلنا اجرُ من عَمِلَ بها

لذا نقول: انَّ مسؤوليتنا الشرعية  يجب أن نتحمَّلها، ونشارك بالانتخابات على أساس معيار براءة الذمة ،

 وعدم مساعدة الباطل والفاسد والظالم, وانتخاب الشخص الّذي تتوفر فيه هذه الشروط:

,وغير طائفي بل يكون قولا وفعلا البحرين أولا وأخرا. أن يكون معروفاً بوطنيته وبنزاهته وحسن سيرته

.. أن يكون من الداعين، بل العاملين على الحشمة وبث ونشر الاخلاق الحميدة

 .والإنسانية أن يكون صاحب تاريخ وطني ومنصف، يهتم للشؤون التربوية والاجتماعية

أن يكون من العاملين لمصلحة البحرين العامة،ويحافظ على وحدته ويدافع عن أمنه .

هذه الشروط يمكن لنا أن نقول: إنَّها بالعنوان الاولي العام ينبغي ان تتوفر لكي ننتخب على ضوئها المرشّح المفروض.
فيا ايُّها المؤمن: انتبه ولا تغفل، ولا تكن من خلال تصويتك مصداقاً للتعاون على الاثم والعدوان المنهي عنه في قوله تعالى: ( وَ لاَ تَعَاوَنُوا على الإثْمِ وَ الْعُدْوَانِ).

بل كُن من خلال مشاركتك وتصويتك مصداقاً للتعاون على البر والتقوى، كما قال تعالى: ( وَ تَعَاوَنُوا على الْبِرِّ وَ التَّقْوَى).  
وبذلك نكون قد اشرنا لك، ووضحنا الضابطة والميزان الّذي ينبغي لك العمل به,نسأل الله عز وجل أن يحفظ  مملكة البحرين ومليكها وشعبها ورد كيد عدوهم إلى نحورهم . 
والحمد لله رب العالمين

العلامة السيد محمد علي الحسيني
الامين العام للمجلس الإسلامي العربي

CONVERSATION

0 comments: