لا دين فى العلم ولا علم فى الدين/ الدكتور ماهر حبيب

تماما كما أنه لا يجب خلط الدين بالسياسة كذلك لا يجب أن نربط العلم بالدين فربط الثابت بالمتحرك يتسبب فى كوارث لأننا لو إفترضنا أنه تم ربط إنسان بقطار سريع وبدأوا فى التحرك سويا فهذا الإنسان الذى خلق ذلك القطار وسخره لخدمته ولأن وظيفة الإثنان مختلفة فعندما سيسرع القطار ستختل المعادلة وتتضارب الوظائف حتى تتحول الأمور إلى كارثة.
فالله الخالق بعد أن خلق الإنسان على أحسن تكوين خلق له العقل وأعطاه الحرية فى أن يتسلط على الأرض وأن يسمى آدم مخلوقات الله من حيوانات وكافة المخلوقات وأعطاه سلطانا أن يسود على الأرض وأعطاه العقل الذى يفكر به ثم أعطى الله الدين للبشرية ليتحكم الإنسان فى نفسه وأن يخشى خالقه ويطيعه وأن يقّوم سلوكه فلا يتحول لوحش كاسر بلا أخلاق ولا ضمير وأيضا ترك الله له كامل الحرية ليختار بين الخير والشر لكى يستحق ان يحاسبه بعد مماته.
فنخلص من ذلك أن العقل والعلم أعطاهما الله للإنسان ثم منحه نعمة الدين منفصلة ليقوم الإنسان بتقويم نفسه ومراعاة ضميره من ناحية أخرى أما خلط الوظائف معا يؤدى إلى تعارض و تضارب لأن قواعد الدين ثابتة لا تتغير منذ بدء الخليقة حتى الأن أما العلم فيتغير كل لحظة وما نظنه أنه صحيحا 100% نجد أنه مرفوضا عقليا وعلميا بعد فترة من التجارب والخبرة والزمن .
فلم يعطنا الله علاجا للسرطان فى كل الأديان ولم يذكر لنا أى كتاب دين سماوى أو غير سماوى أنواع فيروس الأيدز أو تحورات فيروس الأنفلونزا السنوى و كذلك لم يذكر شيئا عن الكومبيوتر أو التابلت أو الأيفون فكل تلك المواضيع تندرج ناحية العقل الذى منحنا إياه الخالق فعندما نفتش فى الكتب السماوية ونحاول أن نخترع علما غير موجود فنحن نضحك على أنفسنا و يضحك علينا من يريد أن يختلق ذلك العلم المزعوم.
وبسبب هذا الكلام المنطقى نخلص إلى  أنه لا علم فى الدين ولا دين فى العلم فالدين ليس بعلم ولكنه رسالة سماوية لتقويم الإنسان.. غير متغير ولا متحول أما من يحاولون أن يحشروا الدين فى العلم أو العلم فى الدين فهم تجار تجارة فاسدة فمن يحاول خلط العلم بالدين هو جاهل أما من يخلط الدين فى العلم فهو دجال يحاول أن يضحك على الناس بما هو ليس بموجود .....فهل سنظل نسمع للجهلة والدجالين أم سنصرخ فى وجوههم كفاكم عبثا فلا دين فى العلم ولا علم فى الدين 

CONVERSATION

0 comments: