مُحَاوَلَةْ إغْتِيَالْ قَانونِيَة...الجُزءْ الرابِعْ/ فراس الور

خارجي : 
المَمْلَكَة الأردنية الهاشِمِيًة - مَنْزِل الرَجُل - في ليلى مِنْ ليالي نَكْبَة الرَبيع العَربي،

داخلي :
في هذا المَشْهَد يكون الرَجُل جالساً على مَكْتَبِهِ يحُاوِل كِتَابَة بَعْض مِنْ الخواطِرْ...و لَكِن...لأَوًلْ مَرًة مُنْذُ نَشْأَتِهِ كأديب...مُنْذُ ان خَطً قَلَمُه كَلِمَات المَقَالَة الأولى في الألْفَيْن و ارْبَعَة لا يَجِد ما يَكْتُبُه، و كأَنً الكَلام انتهى مِنْ ذِهْنِهِ...و كأنً الدُنيا كُلَهَا تَعَطًلَت مِنْ حَوْلِهِ مِنْ شِدَة حُزْنِهِ، و لا يَجِد مُحَفٍز لِيُلْهِم قَلَمُه الذي تَعَوًدَ على الغَزَلِ بها و بِجَمَالِهَا و أعْمَالِها، فَيَقول في ذِهْنِهِ...

الرجل : يا مُلْهِمَة قَلَمي و حواسي كأديب...بَعْدَ انْ دافَعْتُ عَنْكِ اتديري لي ظَهْرَكِ؟ اتَرُدي كَرمي لَكِ؟ بَعْدَ انْ عَشِقْتَكِ و عَشِقْتُ اعمالكِ فارقتِ عَالَمي المُتَيًمْ بكِ لِيَغْدو قَلَمي يَتيماً يَبْكي كلام حُزْنٍ على الوَرَق الذي تَعَوًدَ انْ يَتَعَمًدَ بِكَلِمات الغَزَلْ بكِ؟ دافَعْتُ عَنْكِ امام الدُنْيَا كَلِهَا لأنَني عَشِقْتُكِ امام الله و الناس فَلَم يَهونَ لي ان اراكِ في هذا النِزال المَرير وَحْدَكِ و كُنْتُ وَفياً لَكِ كَمُتابِع لأعْمَالَكِ لِيَصِلْني مِنْكِ الصَمْت و التَجاهُل...كَسًرْتُ مِنَصًة الجَلْد اللئيمَة في خواطري و أنا اكْتُب مَشاهِدَ سيناريو مُحاوَلَة اغْتيال قانونية بيداي مِنْ شِدًةَ خوفي عليكِ، هل تَعْلَمي كَمْ افْتَقَدْتُكِ في خواطِري و مُخَيِلَتي، افْتِقادي لَكِ تُعَبِر عَنْهُ هَذِهِ الكَلِمات التي كَتَبْتُها مِنْ وحي الخَيَال "يَنْبوع الحُب الذي كانَ يَسْكُب الحَياة في ذاتي و يرويني جَفً مِنْ بُعْدَكِ، الرَحْمَة لاني أفْتَقَدْتُكِ، افْتَقَدْتُ صَوْتَكِ العَذْب و رائِحَةُ عِطْرَكِ الوَرْدي التي كانَتْ تَعْبَقُ بِكِ و بِثيابِكِ، فَتَحْتُ دولاب ثيابَكِ كي ابْحَثُ عَنْهَا واسْتَنْشِقَ مَعَها الحياة مِنْ جديد فَما وَجَدْتُها، حتى عُطْرُكِ فارقني، افْتَقَدْتُكِ، ما عُدْتُ اسْمَعُ ضَحِكاتُكِ الرَقيقَة في مَنْزِلي، صباحي تَحَوًلَ الى دُجى قاتِمْ فَما عُدْتُ اسْتَيْقِظُ على دَقًات قَلْبي المُغْرَمَة، لَمْ تَعُد توقِظُني لَمَسَات يَدُكِ الدافِئَة و هَمَسَات صَبَاح الخَيْر الرَقيقَة، اخْتَفَتْ طَقْطَقَتُ نَعْليكِ و انْتِ تَسيرين في المَمَرات و بِيَدُكِ القَهْوَة لِنَشْرَبْها معاً قَبْلَ ان نُغادِر الى العَمَل، لَمْ أفْتَح سَتائِرَ حُجَرْت نومي مُنْذُ انْ تَرَكْتيني فلا اريدُ انْ ارى الشَمْسَ مِنْ جَديد، فالْطَبيعَة تَسْخَر مني لان شَمْسُها مَوْجودَة و عالمي بارِدْ مِنْ دون دفئ حُبَكِ، احُبَكِ، ألن تعودي؟ سأخْلِط وُريقَات وُرودِ الحُقول بِنَثْر خواطري التي مَضَيْتُها بِدِمائي المُتَيًمَة بكي و اضَعَها مَداسٌ لِقَدَميكِ الناعِمَة أنْ عُدْتي، سأُلَوٍن جُدران مَنْزلي بِبَياض الياسَمينْ و عُيوني سَتَغْمُرُها دُموع الفَرَح الصادِقَة أنْ عُدْتي، سأجْمَع النَدى العَذْب المُعَطًر مِنْ الرياحين و مِنْ الوَرْد و اوراق الاشْجَار مَعْ كُل ضُحى طاهِرْ و سأسْكُبُه في كأسَكِ لِيَكون الماء الذي يَرْويكِ، سَتَفيض خَمْرَةُ العِشْقِ في حياتِنَا و سَنَرْتوي بِحُبٍ عَذْب سَتَغار السَعادَةُ مِنْهُ، فان عُدْتي لَنْ افْتَقِدَكِ مِنْ جديد،"

يَهُزُ راسَهُ قليلاً بِحَسْرَةٍ و يُكْمِل : بَسيطَة، حتى لو ادَرْتي لي ظَهْرَكِ بِتَجاهُل لا اكْرَهُكِ، فَمَنْ يُحِبْ و يَذوقُ طَعْمَ الحُب لَنْ يَسْتَطيع ان يَكْرَه الذي احَبًهُ مَهْما فَعَل، بَلْ اصلي كي تَعْلَمي يوماً مِنْ الايام انًكِ اخطأتي بِحَقي...هادكِ الله و سامحكِ، 

يَقِفْ الرَجُل و يَذْهَبْ الى ثلاجَة المَنْزِل و يَتَناوَل مِنْها كيس وَرَقي و يَضَع مِغْلاةً صَغيرة على النار، و بَعْدَ دَقيقَة يَضَع بَعْضً مِنْ مَعالِقْ البُن في المِغْلاةِ و يَغْلي القَهْوَة التُرْكِيَة اللذيذة، يَجْلِب القَهوَة و يَجْلِس على الحاسوب مَرًة ثانِيَة و يَفْتَح صَفْحَة الفيس بوك، و يُسافِر عَبْرَ الصَفَحات الإخبارِيَة المِصْرِيَة الى مِصْر ...فَيَقراء

الرجل : "الهام شاهين تَرْفُض اعْتِذار الداعِيَة عَبْدُالله بَدْر" 

يُفَكِر في ذاتِهِ : مَنْ المُنْتَصِر مِنْ هَذِهِ المَعْرَكَة؟ رُبَما اعْتَقَدوا انها إمْرَأَة و سَيَسْتَطيعوا تأديب العالَمَ الفَني كُلِهِ على ذَوْقِهِم مِنْ خِلالِهَا، مُحاوَلَة إغْتيال قانونِيَة ثالِثَة...فأولها كانت مِصْر التي كانت امامي بِقَفَصْ الإتِهَام بالمَحْكَمَة و الثانية الفَنانَة يسرا التي دافَعْتُ عَنْها بالمَشْهَد السالِفْ امام مِنَصًة الجَلْد و امام الأُلوف مِنْ الناس و لَكِنَها تَجاهَلَتْني مِنْ دون حَتى كَلِمَة شكُرا سامَحَها الله، و الثالِثَة الفَنانَة الهام شاهين...الهام رَبِحَتْ المَعْرَكَة في المَحْكَمَة فَمِصْر دَوْلَة مَدنِيَة و لا أظُنُ انً هَذِهِ المُحاوَلات مُجْدِيَة، بَسيطَة يا زَمَنْ، البَلَد بِفَوْضَى و الحَمْدُلله انها انْتَهَت لِصالِح هَذِهِ الإمراة فَبَكْت كثيراً مِنْ الظُلْم على برنامج ناسْ بوك ، سُبْحَان الله الذي يَنْصُر المَظلوم على الظالِمْ فَلَوْ كان هذا الهُجوم بأمْريكا حَيْثُ تُصان حُقوق الإنْسَان بِصَرْف النَظَر عَنْ دينِهِ بالكامِلْ لَرُبَما كان التَعْويض اكْبَر، بَسيطَة يا إلْهَام...هارْدْ لَكْ لأن هَذِهِ القَضِيَة بِمِصر لا امريكا،

يَفْتَحْ صَفْحَة اخْبارِيَة لِيَجْد عُنوان بالأحْرُف العَريضَة فَيَقراء بِصَوْت مُرْتَفِع : "فَتوى تَسْمَح بِقَتْل شَخْصِيَات مِنْ جَبْهَةْ الإنقاذ"

يضرب كفا بكف قائلا : ايه جَبْهَةْ الإنْقاذ فِعْلِياً بحاجَة لإنْقاذ هَذِهِ المَرًة، لِهَذِهِ الدَرَجَة دِمَاء المِصْريين مُباحَة؟ لا حَوْلَ و لا قُوًتَ إلًا بالله، يا الله لِيَحْمِل كُلُ واحِدٍ في مِصْر سِلاحاً و يَقْتُل فَرْداً مِنْ جَبْهَةِ الإنقاذ...بَلْ فَلْتَنْبَثِق مِنْ هَذِهِ الفَتوى فَتوى آخرى تُجيزُ قَتْل مُناصِريهِم مِنْ عامَةِ الناس...زَمَنْ فَتاوي البَلْطَجَة التي تَسْتَبيحُ دِمَاء الناس بِغَيْرِ رادِع...أَلَمْ يَكْفي دِمَاء الشُهَداء الذين تُقْطَفُ اراوحَهُم بِغَيْرِ رادِع بِسَبَبْ حالَةْ الفوضى التي تَمُرُ بها مِصْر فالنُخَضِبْ تُراب مِصْر بالمزيد مِنْ الدِمَاء المِصْرِيَة...بَلْ فالنُعَلِق المشانِقْ بالشوارِعْ للذي لا يُعْجبنَا و يأتي على ذَوْقَنَا مِنْ الناس...مِصْر يا مَنْ صَدًرْتِ الثَقَافَة و مَفْهومِها للناس هَلْ تُصْبِحي حَقْلاً خِصْباً لِلْتَعَصُب الأعْمَى؟ اخْبَار لا تَسُر و لَيْسَ بها جِنْسُ الحَضارَة و الرُقي إطلاقا، رُبَمَا على التِلْفاز سأَجِد مَواد مُسَلِيَة أكْثَر، 

يَأْخُذْ جِهاز التَحَكُم عَنْ بُعْد و يُشْعِل التِلْفاز على مَحَطَة فَضائِيَة مِصْرِيَة، فَيَجِدْ مَحَطَة مِصْرِيَة تَبُث برنامِجْ تَرفيه يَسْتَضيف نُخْبَة مِنْ النُجوم، و تَكون الفَنانَة مَوْجودة ضَيْفَة مَعْ بَقِيَة النُجوم، فَيُبَدِل المَحَطَة تَجَنُباً لِلْدُموع قائلاً :

الرجل : أحْبَبْتُ انْ اكون جُزءاً مِنْ سَعَادَتَكِ فَكان جَوابكِ صَفْعَة و آلم...فَيَالَيْتَني صَنَعْتُ إثْم يَسْتَحِق ان تُؤَلِميني بِهَذا الشَكْل عليه...لَكُنْتُ حينَها قُلْتُ مَعَكِ حَقْ،

يُبَدِل المَحَطَة لِتُلاقيه مَناظِر المَيْدان التي يَحْتَشِدُ به مُناصري الأحْزاب الليبْرالِيَة، و يَكون مُكْتَظاً بالمُتَظاهرين المُعْتَرضين على الأوْضَاع المُتَدَهْوِرَة في البِلاد، فَيُبَدِل المَحطات الى ان تُلاقيه اعلانات اخْبَارِيَة عَنْ المَذابِح في سوريا...يُطْفئ التِلْفاز قائلاً :

الرجل : والله الكِتَابَة نِعْمَة إذ مَعَها انْسَى و لو قليلاً جُزْء مِنْ الواقع المُؤْلِم الذي تَمُر بِهِ مِنْطَقَتُنا لِيَسْبَح خيالي في عالَم الخَيَال الرَحْب،

تَتَحَرًك يداي الرَجُل و يَفْتَح صَفْحَتَهُ على الفَيسْ بوك، و يَفْتَح صَفْحَة "محاولة اغتيال قانونية،" و يَبْدأ بِطِباعَةِ المَشْهَد التالي : 

خارجي : 
بيت وكيل المحكمة (وكيل الظلم) - الزمالك - فترة الصباح 

داخلي : 
يَكون الوَكيل ذو الخَمْسين عاماً جالساً على مَقْعَد طاوِلَة الصَالَة مُرْتَدياً ملابِسْ النَوْم في شَقًتِه يَقْراء جَريدَة الأهرام اليَوْمِيَة و بِجانِبِهِ كوب مِنْ القَهْوَة الامريكية (نِسْكافيه)، و تكون زَوْجَتَهُ البالِغَة مِنْ العُمْر اربعون عاماً جالِسَة تَتَناوَل الإفْطار مَعَهُ على الطاوِلَة مُرْتَدِيَة ملابِسْ انيقَة لِلْذَهاب الى عَمَلِها بَعْد الإفْطار، و تَغْلِب على وجَهِهْ ملامِح الغَيْظِ مِنْ الأخْبَار المَنْشورَة في الصَفْحَة الأولة مِنْ الجَريدَة حَيْثُ يقراء العناوين "النيابة تُحَقِقْ بِوَفاة القاضي ابو العَدْل و المَرأة بغياب القَانون المَدني يُحْكَمْ عليها بالسَجْنِ و الجَلْد"،

يأْخُذ رَشْفَة مِنْ القَهْوَة الأمريكية و يقول : و ماذا كُنْتُم تَعْتَقِدون بِذاتِكُم...انًنا سَنَرْكَع لِدُسْتور غير شَرْع الله؟

الزوجة بإسْتِهْزاء : هذا كُفرٌ والله...

الوكيل غَيْر مُدْرِك لِنَبْرَة اسْتِهْزائِهَا في بادئ الامْرْ : احسنتِ قولا...فَحان الوَقْتُ لِهَذِهِ البلاد لكي تَرْجِع الى اصولِهَا الأصيلَة، فاجِرَة ما رَعَتْ إلا الدَنَسْ و قِلَةْ الثَقافَة فما كانوا يَتَوَقًعون مني ان احْكُم عليها...

الزوجة : الرَحْمَة حُلْوَة يا سَعادَة الوكيل..و كَيْفَ مات القاضي...؟

يَرْتَبِك بَعْضَ الشَيئ ثُمً يقول : النِيابَة تُحَقِقْ بِمُلابَسَات مَوْتِهْ...

يَفْتَح الجَريدَة الى صَفْحَة ثانِيَة بَيْنَمَا تُنْظُر اليه الزَوْجَة لِبِضْعَةِ ثواني ثُمً تُغَمِسْ لُقْمَة فول مِنْ الصُحْفَة امامها، يُكْمِل قِراءَة العَناوين و التي تَقول احداها "عَدَمْ تَنْفيذ حُكْم الجَلْد بِيُسْرا و غَريبٌ يَنْجَح بإقْنَاع الجُمهور بِبَراءَتِها"

الوكيل بِغَضَبْ : واللهِ عال، هَذِهِ مِهْزَلَة

يأخُذْ رَشْفَة مِنْ النِسْكافيه و يُكْمِل : هذا حُكْم مَحْكَمَة شَرعِيَة فَلِماذا لَمْ يُنَفًذ؟

الزوجة : عَنْ ماذا تَقْصِد؟

الوكيل : يُسْرا الفاجِرَة، لها عَوْنٌ مِنْ رَجُل اقْنَعَ الناس بِبَراءَتِها و لَمْ تُجْلَد بالمَيْدان...احْكَام مَحْكَمَة الشَرْع يَجِب ان تُنَفًذ مِثْلُها مِثْلُ القوانين المَدَنِيَة...لا لا لا يُمْكِن ان اسْكُت على هَذِهِ المِهْزَلَة، 

الزوجة : هَلْ لي بِقِراءَة الخَبَر، 

يَرْمي الوَكيل الجَريدَة الى زَوْجَتِه بَيْنَما يَهُمُ الى غُرْفَة نَوْمِه لِيُبَدِل مَلابِسْ النَوْم...

تَقراء الخَبَر ثُمً تَضَعْ أُصْبَعْ مِنْ اصابِعَها في فَمِها و تَعُضً عليه مِنْ الغَيْظ و الصَدْمَة، تلحق بزوجها الى غرفة النوم قائلة :

الزوجة : خْطَيِتِك يا يُسرا، ألا تَخاف رَبِكْ...ماذا تُريد مِنْ هَذِهِ السَيٍدَة؟ لماذا حَكَمْتُم عليها و ما هي جَريمَتُها؟ خاف الله هَذِهِ حُرْمَة مِسْكينَة لا حَوْلَ لها و لا قُوَة، 

الوكيل : يَعْني انتِ تُدافِعين عَنْ رُواد الإغراء و التَعَري؟ انها كاسِرَة لِشَرائِعْ الله و غَيْر مُحَجًبَة و افلامها بَطًالة...

يَرْتَدي الزَوْج القَميص بَيْنَما تُكْمِل زَوْجَتُه : و ما مَحَلُكْ مِنْ الإعراب لكي تُحاسِبَها، ما دَخْلُك انت؟ انتَ لَسْتَ زَوْجُها و لا والِدُها و لا اخ لها، ثم...

يُجيب الوكيل بِحَزْم : صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: "مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرا فَلْيُغَيّرْهُ بِيَدِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ. فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ. وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ". 

تَرُد الزَوْجَة : و الآية الكريمَة تقول بِسْم الله الرحمَن الرحيم "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ" صدق الله العظيم، هل حاوَلْتَ الإتِصَال بها؟ هل حاوَلْتَ الحَديثَ مَعَها بالموضوع؟ هل حاوَلْتَ النِقَاشَ مَعَها لِتَعْرِف الاسْبَاب التي تَدْفَعُها لِلْعَمَل بالسينِمَا و التَمْثيل بِهَذِهِ الافْلام؟ انتَ لَمْ تَتًصِل بها نِهائِياً...اصحيح؟

يُجيب الزَوْج بِغَضَبْ : و ما شأنكِ انتِ بِعَمَلي، أنا لا اتَدَخًل بِعَمَلُك بالحِزْب الديمُقْراطي المِصري...

تُقاطِعُهُ الزَوْجَة : بِرَقَبَتُكَ وَلايَه...انا و بِنْتُك شيرين، خاف ربَكَ و ابْتَعِد عَنْ دينونة الناس...

يَرْتَدي رَبْطَةَ العُنُق و يأخُذْ مِعْطَفَهُ مِنْ الدولاب ثُمَ يقول و هو يَهُمُ خارج الغُرْفَة : سَنُكْمِل حَديثَنا في ما بَعْد!

تَلْحَق بِهِ الزَوْجَة الى الخارج : انتَ دائِماً تَتَصَرًفْ هَكذا عِنْدَما تَبْطُل حُجًتُكَ بالنِقاش، لا تَعْتَرِف بِخَطَئِكَ و تَخْرُج مِنْ المَنْزِل،

يقول بِعَصَبِيَة : كفا يا إمرأة ماذا و إلا...

تُجيب بإسْتِهزاء مَمْزوج بِنَبْرَة حازِمَة : و ماذا سَتَفْعَل، هل سَتَضْرِبُني؟ ألا تَسْتَحي على شَيْبِ رأسُكْ ان تَضْرِبُني و نَحْنُ بهذا السِنْ؟ ثُمَ يا حَضْرِتْ الوَكيل لو كُنْتَ فِعلياً صاحِب مَبْدأ كُنْتَ امْتَنَعْت عَنْ شُرْبِ النِسْكافيه الأمريكية في كُلِ يوم صُبْح و التَزَمْت بِشِعارات المُقاطَعَة لِلْبَضائِع الامريكية...تَتَبَلْطَج على فَنانَة مسكينة بِمِصْر و تَصْتَصْدِر بها حُكْم جَلْد و حينَما يَسْتُرُها الله مَعَها بِعابِر سَبيل يَنْجَحْ بالدِفاع عَنْها تُعانِد مَشيئَة الله و تَذْهَبْ لِمُضايَقَتِها مِنْ جَديد؟ يا جَبًار خاف رَبُك فالدين يُسر و ليس عُسر، 

الوكيل : دَعْكِ انْتِ مِنْ سِيَاسَة حِزْبِنَا و اهْتَمي بُشؤون الدِفَاع عِنْ المَرأة...هَذِهِ اوامر حِزْبِنا فلا يَجِب ان تُكَسًر، 

الزوجة : انْ كُنْتَ كبيراً فالله اكْبَر مِنْك...قَبْلَ انْ تَذْهَبْ...هُنالِك امْرٌ يَجِب ان تَعْرِفْهُ عَنْ شيرين، 

الوكيل و هُوَ يَقِفْ على باب الشَقَة : يا مُنَجي مِنْ لِسَان النِسَاء و جَبَروتِهِ يا حَقْ! ماذا هُنالِك يا إمراة! 

تَنْظُر اليه لِبِضْعَةِ ثواني بِشَمَاتَة و تقول بِبَعْضِ الحَذَر : صِدْقاً انْ كُنْتَ كبيراً فالله اكْبَر مِنْك، ابْنَتُكْ شيرين خَدَعَتْنَا جَميعاً، 

يَنْظُر الى زَوْجَتِهِ بِصَدْمَة كُبرى قائلاً : يا ساتِرْ يا رب، ماذا فَعَلَتْ؟

الزَوْجَة بِحَذَر مَمْزوج مَعْ نَظرات شَماتَه : بالرُغْم مِنْ انًنَا طَلَبْنَا مِنْها ان تُسَجِل بِكُلِيَة الشَريعَة...إلا ان مَجْمَوعَها كَمَا تَعْلَم عالي فَسَمَحَ لها بِدُخول كُلِيَة الفُنون الجَميلَة قِسْم تَمْثيل...

الوكيل بِصَدْمَة و غَضَبْ كَبيرْ : نَعْم نَعْم؟! كُلِيَة مَنْ؟! 

تَبْتَعِد الزَوْجَة بِضْعَ خَطوات الى الوَراء حينَمَا تُصْدَم بِتَعابير ساخِطَة و غاضِبَة على وَجْهِ زَوْجِها، تَضَعْ يَدُها بِرَهْبَة على خَدِها تَحَسُباً لِصَفْعَة و تَقول :

الزَوْجَة : صِدْقاً انا وَعَظْتُ عليها و نَقَلْتُ لها رَغْباتُكْ مراراً و تكراراً و لَكِنًها مولَعَة بالتَمْثيل...هذا كُل شيئ،

يَقول الوَكيل بِنَبْرَة هستيرية : يا فَضيحَة الفَضائِح! ماذا ساقول لِزُملائي بالحِزْب و في النِيَابَة! ابْنَتي مُمَثِلَة،

يُكْمِل بِنَبْرَة تَوَعُدْ حازِمَة : قولي لها ان تَنْتَظِرُني حين تَعود الى المَنْزِل، لي حديث مُطَوَل مَعَها...

يَتْرُك الوكيل المَنْزِل و يُغْلِق باب الشَقًة بِعَصَبِيَة ورائَهُ، تَرْجُف الزَوْجَة في مَكانِها مِنْ صَوْت طَرْقِ باب الشَقَة، و سُرْعان ما تَقول بِسِرٍها :

الزَوْجَة : خْطَيٍتُكِ يا يسرا، لو صان عَرْضَ الناس لما تَحَدى غَلاظَة قَلْبِه و عَقْلِه الله و دَفَعَ بإبْنَتِه بِتَحَديه بالجامِعَة، صونوا عَرْضَ الناس لكي لا يُربيكُمْ الله، فَتَرْبِيَةُ الله مُرً لأنًهُ لا يُساير بَشَر،

تَطْلُبْ الزَوْجَة رَقَمْ مِنْ الهاتِفْ و تَتَكَلًم :

الزوجة : مَرْحَب شيرين؟

شيرين عَبْر الهاتِفْ : مَرْحَبْ يا أمي،

الزَوْجَة بِتَوَتُر : حذاري ان تَدوسِ ارْضَ المَنْزِل اليوم، اذْهَبي عِنْدَ خالُكِ مَحْمود الًليلَة،

شيرين : ساعِدْني يا حَقْ، اسْتَشَاط غَضَباً كَما تَوَقًعْت،

الزَوْجَة : لو رايْتِ تعابير وَجْهِهْ، أنا مُتَاكِدَه انًهُ سَيَضْرِبُكِ ضَرْباً مُبْرِحا، لا تَقْتَرِبي مِنْ البَيْت نِهائِياً قَبْل تَسْوِيَةِ المَوْقِفْ،

شيرين : أنا ذاهِبَة لآخذ ملابسي مِنْ المَنْزِل، أبي سَيَقْتُلُني بإسْمِ شريعَةَ الله لو لَمْ أُغَيٍر تَخَصُصي،

الزَوْجَة : المُشْكِلَة لَيْسَتْ بِشَريعَة الله بَلْ بابيكِ...سَنَرى الليلة ماذا سَيَحْدُث...

شيرين : أَلَمْ تقولي لَهُ النَبَأ الثاني...

الزَوْجَة : يا مُصيبَة المصايب يا بِنْتي، لَمْ يَتَحَمًل النَكْبَة الاولى...هَلْ سَيَتَحَمًل الثانِيَة؟ كان سَيَسْلَخْ جِلدي... 

CONVERSATION

0 comments: