الحب أم العلم/ ايمان حجازى

يتساءل العقل كثيرا تري ماهي حاجة البلدان الحقيقية شعب يحبها بقلب طاهر ويراعي فيها الضمير أم شعب يكتظ بالعلماء والنشطاء والأغنياء جنبا الي جنب مع الصعاليق المشردين الفقراء والبلطجية الأغبياء .
يجيبني العقل في حوار هادئ بسؤال يطرح حال مصر علي سبيل المثال فيقول 
تري هل تحتاج مصر الي 90مليون قلب يحبها بصدق ويراعي ضميره فيها!!!?
 أم تحتاج لنفس العدد مع مختلف التصنيفات التي تحتوي علي
** علماء بقيمة وقامة السير مجدي يعقوب ود.محمد غنيم ود.فاروق الباز ويحسب عليها بشكل أو بآخر د.زويل وكذلك  د.محمد مصطفي .... 
** رجال أعمال لم يكترثوا قط لها ولا لمصلحتها إلا من خلال ما تحصده خزائنهم من أموال وما يضاف الي أرصدتهم من أرباح ... 
**استاذ الجامعة الذي لا يهمه غير أن يشتري الطالب كتابه وهذا ينطبق علي منظومة التعليم كلها التي يندرج تحت رايتها مدرس التعليم الأساسي وبقية المراحل الذي لا يكل ولا يمل من تشجيع الطلبة أو إجبارهم علي الدروس الخصوصية ....
** ضابط الشرطة الذي يعتقد في نفسه أنه فوق البشر أو أنه خلق من طينة مختلفة وعجن بغير ذات الماء الآسن الذي عجن منه بقية الناس فيتعالي ويتكبر ويتجبر ويظلم ....
** الطبيب والمهندس والمحامي والمحاسب والصحفي وهم كثر ولكن الكل يسعي في دايرة مصلحته الشخصية ....
**وباقي التصنيف وهو الموظف العادي والذي يترك درج مكتبه مواربا تمهيدا إما لأداء الخدمة أو إهمالها وذلك وفقا لمبدأ تفتيح الدماغ ...

ويستطرد العقل شارحا مؤكدا وجهة نظره أن مصر تحتاج الي الحب والرعاية الحقة وكفي ويقول تخيلي معي لو أن ال 90مليون مواطن مصري كلهم أناس عاديون وليس بينهم لا عالم ولا نابغة ولكن الكل يحب مصر ويرعي فيها الضمير ويخلص عمله ... تخيلي لو تعامل المواطن مع مصر علي أنها بيته لحرص علي نظافته وترتيبه وتزيينه فلا يطفئ علي أرضه عقاب السجائر ولا يبصق فيه ولا يرمي ورقة ساندويتش الفول والطعميه بعد تناوله ولا منديله الورقي بعد إستخدامه ... لو إعتبر المواطن وسائل المواصلات هي سلم بيته لما مسح فيه حذائه مما علق فيه من الطين ولما أمسك بقلم وشخبط علي جدرانه ولما قطع وجرح فيه بسكين أو مطواه .... لو إعتبر المواطن المكتب الذي يعمل فيه هو صالون بيته لحافظ عليه مرتب غير مترب مستعد دائما للإستقبال ... لو نظر المواطن لأي شجرة في الشارع علي أنها إبنه لرعاها وسقاها وحافظ عليها ولم يبول عليها في فعل فاضح للزوق والرقي ضاربا إياهما في مقتل .... لو إعتبر المواطن مصر هي الأم والأخت والصديقة والحبيبة والزوجة وكافة المحارم والحرمات اللآئي يزاد عنهن بالروح والدم لما سرق ولا إختلس ولا إرتشي ولا باع ولا خان .....
ويعيد العقل سؤال تأكيدا لإعمال الفكر والأخذ بالأسباب النابع من الحقائق والأدلة والبراهين .. يا تري تفتكري إنتي أيهما يكون المجتمع الذي تتمنين العيش فيه!!  وبفكرك أيهما أكثر أمانا وإيمانا وثقة في الوجود والنجاح والبقاء والإرتقاء بوضع البلد علي كافة الأصعدة!!!??
وكالعادة وككل حواراتنا العقلية أنا وعقلي ونفسي بتحكيم الضمير يتفوق العقل لتحصنه بالأدلة ويحقق هدف نخلص منه أننا لا نحتاج الي علماء ولا خبراء ولا نخبة ولا نجباء كل ما نحتاجه في مصر ولمصر هو الحب 
كل ما تحتاجه مصر برغم كل التخلف برغم الفقر والجوع والمرض والفوارق الإجتماعية هو 90مليون قلب صادق محب يجتمعون علي قلب رجل واحد لا يجمعهم غير كلمة مصر وحب مصر ورفع شأن مصر 
#الحب_هو_الحل
فهل يا تري بحلم أنا وعقلي .....!!??
هل يا تري بنتمني المستحيل ....!!!??
أبدا ....... 
#الحب_هو_الحل
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

CONVERSATION

0 comments: