العراق مسرح التعذيب والقمع المجتمعي
هواجس انزلاق العراق الى الإبادة الطائفية
أضاليل الانسحاب وإنهاء الاحتلال الامريكي
انتهجت الإدارة الأمريكية الجديدة ,خطة خداع إستراتيجية متقنة , لتخطي عدد من الأزمات الخانقة, وأبرزها سخط الرأي العام الامريكي والدولي, والأزمات الاقتصادية وكراهية العالم لها , ولعل إنهاء حرب العراق والانسحاب منه كان ابرز سبب لوصول الرئيس الامريكي أوباما الى الرئاسة الأمريكية, ولم يكن اختياره كرئيس اسود ومن أصل إفريقي اعتباطيا ,بل لغرض تخدير الشريحة الإفريقية الأمريكية , والتي سادها الغضب العارم لسوء أحوالهم المعيشية , وحجم التمايز المجتمعي الذي يعانون منه, وقلة فرص العمل , وكذلك اختير رئيس ذو خلفية أسلامية , لتطبيق فلسفتهم الراديكالية ضد العالم الإسلامي والعربي, والاستمرار بتطبيق معاير نظرية "صدام الحضارات" لـ"صموئيل هنغتون" ,ولعل ملامحها واضحة للعيان في أوربا وأمريكا والشرق الأوسط حتى يومنا هذا, مع تصاعد ظاهرة "فوبيا الإسلام" والإصرار على تنميط المسلمين والعرب بالإرهاب -اسلمة الصراع- خصوصا أن العالم الثالث بات يشهد حروب إبادة بشرية تقودها أمريكا وحلفائها الغربيين ووكلائها في الشرق الأوسط, وفق معايير التهويد والنصير , وإلغاء الوطن والدين والقومية والأمة, وإعادة رسم الحدود السياسية من جديد بالقوة وبمنحى استعماري جديد(نيو امبريالية)[1], وباستخدام مزدوجي الإرهاب والديمقراطية, وقد غيبت دول العالم العربي والعالم الثالث عن مسرح السياسة الدولية, ودورهما في اتخاذ وصنع القرار الدولي,وأصبحت دولهم ساحة لصراع الكبار المتنافسين على مصادر الطاقة والأسواق[2], وفق "قانون القوة" وشريعة الغاب , لقد ساهمت خطابات الرئيس الأمريكي اوباما حول الإصلاح السياسي والسلام, وإنهاء حرب العراق والانسحاب منه لعدم وجود مبرر لغزوه[3], وسعت لخلق واقع وهمي في تفكير العالم العربي والإسلامي, وكذلك نظامهم السياسي, وهي محاولة أمريكية ذكية وناعمة, لإيهام وتضليل الرأي العام ,وامتصاص زخم الصدمة ,وتطويع قدرة التعبير عن أرادة التغيير التي ينشدها الناخب الامريكي , والتمويه عن حقيقية وأبعاد السياسية الخارجية الأمريكية وفشلها المدوي, والتي تلقي بظلالها على الأزمات الداخلية في أمريكا ,وحروبها خارج أمريكا, وتعثر قدرة الولايات المتحدة على التملص من أفخاخ الأزمة الاقتصادية, والتي تعصف بها وبالعالم اجمع, وأبرزها البطالة والإفلاس والعجز المالي والدين المالي الكبير والمتعاظم ,وانتهاج فلسفة "الحروب الاستباقية" ذات الطابع الاستعماري , ناهيك عن كابوس الفشل العسكري والتحول من مهام إرساء الأمن والسلم الدولي الى دولة حرب مارقة, وملاحقة التنظيمات المسلحة كما تزعم , بدلا من سيادة مناخ القانون الدولي ومنع قيام الحروب التي خلفت حتى اليوم 27 مليون مشرد ومهجر ولاجئ ولعل نصيب العراق منها ما يقارب أربعة ملايين ناهيك عن الضحايا البشرية والتي بلغت بالملايين وحصة العراق منها أكثر من مليون ونصف عراقي وتلك يوصفها القانون الدولي بمجازر الإبادة للجنس البشري[4].
العراق مسرح التعذيب والقمع المجتمعي
أضحت أمريكا عاجزة عن المناورة وحسم الحروب العبثية التي شنها بوش وإدارته , خصوصا إذا علمنا أن المصالح والمكاسب المالية وعائدات تلك الحروب لم تعد دولية وتخضع للولايات المتحدة الأمريكية كدولة, بل هناك مصالح تقوم على أساس تلك الحروب ذات منحى شخصي لها صلة مباشرة برؤوس الأموال للشركات الكبرى, وأبرزها شركات النفط والغاز والمال والإعلام والتجهيزات والمعدات الأمنية, وكذلك شركات المرتزقة هؤلاء القتلة المأجورين المتعاقدين للقتل مقابل المال , ناهيك عن شركات السلاح التي لها الدور الأكبر في شن الحروب وديمومتها, وتعتبر هذه الحروب حقل تجارب بشرية فعلية لبيان كفاءة أسلحتها, وسوق حر وكبير لتصريف منتجاتها, ولم يعد هناك قانون دولي يمنع هذه الحروب وتلك الشركات, أو هيئة حقوق إنسان تمنع القمع المجتمعي والحربي في العراق وأفغانستان, والذي تمارسه أمريكا وحكوماتها وأدواتها السياسية والعسكرية المكتسبة , في ظل القيم الزائفة التي تجاهر بها أمريكا , خصوصا بعد فضائح التعذيب والاغتصاب الحكومي في السجون السرية , وشياع ثقافة "اقتل لتعيش" في كافة مناحي الحياة , وقد اعترف الجنرال "بترايوس " Petraeus وأقر بأن الولايات المتحدة انتهكت معاهدات جنيف والقانون الدولي؟ وطالب الجنرال سانشيز Sanchez- القائد العام السابق لقوات الاحتلال في العراق , بتشكيل لجنة نزيهة truth commission للتحقيق في المظالم التي حصلت أثناء إجراءات التحقيق , ولا يقول جرائم الحرب طبعا ,وهذا لذر الرماد في العيون , لان المطالبين هم الذين ارتكبوا تلك الجرائم , وكان الرئيس الأمريكي اوباما قد تراجع عن الإصلاح الذي وعد به في هذا المجال, والذي كان ضمن خطاب الحملة الانتخابية, ومن الملفت للنظر قرار أوباما بعدم نشر صور التعذيب ,وقد أمر أوباما بإيقاف إجراءات التحقيقات الخاصة بممارسات التعذيب في أبي غربي وبقية المعتقلات الأمريكية , ولم يعرج على الوليد الغير الشرعي والذي ينتهج نفس الأساليب ولكن بأيادي عراقية , بعد أن نهلوا الجريمة والقتل والتعذيب من شركات المرتزقة , وعززت بخبرة مليشيات الجريمة والقتل والتعذيب المرتبطة بأجهزة المخابرات الإقليمية, خصوصا بعد مشاهدة القتل بالركل والعصي والرقص على جثث الموتى من قبل قوات حفظ الأمن والنظام العراقية, نعم هذا إنتاجهم الغير شرعي، وتلك مفارقة تدخل ضمن ازدواجية المعايير والخطاب المزدوج, حيث يدعم أوباما مشروع قانون إعادة كتابة "قانون حرية النشر Freedom of Information Act " وبينما يمنع هو نشر صور التعذيب وإساءة المعاملة الأسرى العراقيين والمعتقلين في السجون الأمريكية ويباركها اليوم في السجون العراقية, مع استمرار ظاهرة الاعتقال بدون محاكمة فيما يسمى "الاعتقال الاضطراري .preventive detention" , ولأن غالبية المعتقلين تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة والاهانة والإذلال والاغتصاب، وعند تقديمهم للمحاكمة ستتكشف أدلة وشواهد بشأن حقائق غير مسموح لها بالظهور , قد تمس بسمعة أمريكا وجيشها العالمي وإنتاجها السياسي والأمني في العراق الديمقراطي , ونتذكر أن ابرز خطابات أوباما للسلام كانت تتعلق بحقوق الإنسان وإنهاء الحرب في العراق, ولعل العالم اليوم يتعامل مع الشعوب العربية والإسلامية بمعاير مختلفة, وتعدهم بشر من الدرجة الرابعة أو أكثر , خصوصا أذا علمنا أن المحاكم الأمريكية تعاقب جنودها على قتل العراقيين بقطع الراتب فقط, وفي سابقة قانونية دولية خطيرة, والحكومة العراقية تكرم من يغتصب ويقتل ويعذب؟.
هواجس انزلاق العراق الى الإبادة الطائفية
بعد فضح كافة المخططات والتي تريد بالعراق وشعبه السوء والدمار والقتل , وسقوط النظام السياسي الحالي, وانتهاجه شريعة الغاب, فقد حذر الكثير من السياسيين والقادة العسكريين والخبراء من انزلاق العراق الى أتون الحرب الأهلية والإبادة الطائفية, والحقيقة أن الحرب الطائفية قائمة ولم تخمد طيلة السنوات الماضية , ولكن الإعلام ووسائل الدعاية السياسية الأمريكية قللت من شانها , خصوصا بعد أن تحمل الطرف الضعيف المضطهد مجتمعيا تداعيات تلك الحرب الدموية, وقد مارست المليشيات والجماعات الخاصة المرتبطة بإيران وفرق الموت الأمريكية والصهيونية أبشع مجازر التطهير الطائفي حتى هذا اليوم, وفي استعراض سريع لأضلاع الإبادة الطائفية أو ما يطلق عليها السياسيين "الحرب الأهلية" سنجد أن الانتخابات أفرزت قوائم مغلقة طائفية سياسية شيعية وعرقية سياسية كردية, والغلبة لهما لان جميع الأحزاب الطائفية المذهبية والعرقية تحتكم على مليشيات راديكالية وأجنحة عسكرية وقوات حكومية وفق معايير المحاصصة الحزبية التي أرسى دعائمها الحاكم المدني يرايمر", باستثناء قائمة واحدة والتي تطرح مشروعا إصلاحيا ولكنها لا تحتكم على مفاعيل القوة, واعتذر من القارئ عن استخدام مصطلحات الاحتلال الطائفية ,ولكن لغرض البحث الواقعي, واذكرها باستحياء, وهذه طبيعة المشهد السياسي العراقي الحالي صنيعة الاحتلال, ولو اتفقنا بان هناك حرب أهلية فان للحرب أطراف متوازنة بالقوة والانتشار والقدرة , وعندما نجسد شكل المشهد السياسي الطائفي طيلة السنوات السابقة , سنجد أن عرب الوسط هم اليوم بالملايين في المعتقلات ودول المهجر والقبور, وخارج اطر الدولة السياسية والوظيفية والعسكرية, وقد صودرت ممتلكاتهم ومدخراتهم أثناء عمليات التطهير الطائفي المنظمة, ضمن حرب التغيير الدموغرافي لمدن ومناطق العراق كافة, والذي بقي في العراق تحت مطرقة الإرهاب السياسي وعلى مذبح قوات الاحتلال, لم تجد في مساكنهم رصاصة أو سكين للحماية الشخصية, وهو حق شرعي للدفاع عن النفس على الأقل , وعند حدوث عمليات الإرهاب السياسي ضد المدنيين, سرعان ما تبرا المليشيات والمرتزقة والمخابرات الأجنبية والإقليمية , ويهرعون لاعتقالهم تحت طائلة قانون الإرهاب وبمسميات مختلفة –القاعدة –الإرهابيين- التكفيريين –الصداميين -البعثيين ..الخ, ناهيك عن عمليات التصفية الجسدية المنظمة , والاختطاف والتجريد, والتجويع والطرد الوظيفي, نعم هذه حقيقة الديمقراطية الأمريكية , ولعل جميع تلك الممارسات تهدف الى فرض واقع التقسيم بالقوة , وإجبار سكان هذه المناطق بقبول فدرالية الوسط المزعومة,أو أي اسم فدرالي أخر يتجانس مع متطلبات التقسيم الامريكي, لو نتوقع أن تلعب الدولة الإقليمية ورقتها الأخيرة وممارسة نفوذها بإذكاء العنف , ونزول المليشيات والجماعات الخاصة والعصابات للشارع , وانحياز القوات المؤدلجة طائفيا وعرقيا لأحزابها, بالتأكيد سينزلق العراق الى مسلخ الإبادة البشرية الطائفية , وبشكل اكبر لان البيئة في عام 2006 لا تشابه بيئة اليوم , خصوصا أن القتل بات سمة غالبية الطبقة السياسية وأحزابها, والتعذيب والاغتصاب والتغييب والقتل الفوري سمة القوات المؤدلجة حزبيا , بغية الاحتفاظ بالمناصب وتحقيق الثراء الغير شرعي, وأضحت منظومة القيم الوطنية في خبر كان, وأصبح الشعب رهينة قطاع الطرق واللصوص والمتعهدين السياسيين والمتصارعين على الغنيمة السياسية في العراق.
أضاليل الانسحاب وإنهاء الاحتلال الامريكي
يعد استخدام مصطلح الانسحاب هو الأخر يخضع لمعايير خطة "الخداع الاستراتيجي" التي تطبقها أمريكا منذ استلام الرئيس الامريكي أوباما وحتى هذا اليوم , ويبدوا أن عجلة الحروب الأمريكية مستمرة, بالرغم من إعلان الموعد النهائي لانسحاب القوات الأمريكية من العراق وعلى لسان الرئيس الأمريكي اوباما , ولكن لم تنفذ تطبيقات إنهاء لاحتلال , وفق المعايير القانونية وبإشراف أممي , ولم توقع اتفاقية أممية لجلاء قوات الاحتلال من العراق , ولم تتحول البيئة العراقية الى واحة خضراء مؤاتية للانسحاب المسئول, بل على العكس لا تزال العمليات الحربية الخاصة مستمرة من مداهمات وقتل واعتقال, ومن الملفت للنظر أن الإعلام الناطق باللغة العربية والإعلام العراقي التابع والملحق, وبكافة موارده قد حشد وسوق إعادة الانتشار والترقيق الامريكي في منتصف عام 2009على أنه مرحلة الانسحاب من المدن العراقية, ليبدوا انه تطبيق جاد لتوقيتات إستراتيجية تهيكل الانسحاب الامريكي من العراق في عقلية المواطن العراقي والعربي, وفي حقيقة الأمر هذا التكتيك يعتمد على الدعاية السياسية والإعلامية وذات منحى عسكري, وتلك التكتيكات لم تأتي وفق رغبات جنرالات القوات الأمريكية فحسب, بل هناك معطيات تراجع القدرة الصلبة [5], وانهيار الوضع في أفغانستان ,وضرورة تحقيق السيطرة الثابتة المستقرة من خلال قطع التماس وعدم استنزاف القوة, والتعويض بالقدرة المكتسبة من العراقيين[6], وضرورة التحول الى الخطة المحورية, والبدء بتطبيق مشروع تقسيم العراق, عبر خطة الخداع الاستراتيجي الأمريكية الجديدة , لتغليف الحروب بخطابات السلام والإصلاح السياسي , والإيحاء بتصحيح أخطاء الحرب على العراق ، ويمكن أن يعزز ما نذهب أليه تصريحات جنرالات الحرب الأمريكان , ومنها تصريح الجنرال "كيسي General Casey" رئيس أركان الجيش في عام 2009حيث يقول:- "على البنتاغون أن يخطط لتوسيع عمليات القتال والاستقرار في حربين لغاية عشر سنوات "؟؟, وكذلك توصيات مؤتمر مؤسسة "راند"[7] عام 2008,حيث أشار مؤتمرها الى ضرورة ديمومة عجلة الحرب والموت لعشرة سنوات قادمة, ناهيك عن ما أقرته الإستراتيجية الوسيطة[8] لعام 2010-2014 , والتي أشارت الى ضرورة تحقيق النصر في أفغانستان والعراق وديمومة الحرب في البلدين, وتلك إشارات واضحة لديمومة عجلة الحرب الأمريكية في العراق وأفغانستان, كما أن الجنرال مكريستال McChrystal في شهادة له أمام الكونغرس لمح إلى أن الحرب في أفغانستان تأخذ منحى اعنف, عندما قال أن "حرب أفغانستان من المحتمل أن تكلف دافعي الضرائب الأمريكان وشعوب الدول الأخرى وأعضاء الناتو بلايين الدولارات على مدى سنوات عديدة قادمة" , وهي إشارة واضحة إلى استمرار النزعة العسكرية الأمريكية التوسعية , بل وتعزيز منهجية الحروب بالوكالة, وقد خصص الكونغرس أكثر من 360 مليار لحرب العراق لعامي 2010- 2011 وكذلك خصصت مبالغ مماثلة لتمويل الحرب في أفغانستان, ولكن هذا المسلك ترك أثار سلبية تراكمية في العراق وأفغانستان , ويصعب على ساسة الولايات المتحدة الأمريكية الخروج منه ,ولعل ابرز المشاكل التي حددها معهد الحرب والسلام الامريكي هو فشل الحكومات المتعاقبة في تحقيق المصالحة ومنع القمع المجتمعي والمناخ الطائفي المستديم , ومحاربة الفساد المالي والإداري والسياسي, وتحقيق الأمن والاستقرار .
بات من الضروري الصحوة من الأحلام الوردية , وعدم الجري خلف أوهام , والوقوف على ارض قوية , ومراقبة حجم الانهيار الأمني والاقتصادي والوهن العسكري في منظومة الأمن القومي العربي, خصوصا بعد غزو واحتلال وتدمير دولة العراق,وفي ظل التحالفات القطبية الدولية والإقليمية الفاشلة والمترهلة والطفيلية, والتي استنزفت الوطن العربي وقدرته الشاملة ولعل العراق كان في مذبحهم عندما ساهموا بغزوه وتدمير دولته وشعبه , وتعد هذه خطيئة إستراتيجية كبرى,وعلى النظام الرسمي العربي أن يتيقن بان أي مسئول أمريكي لا يستطيع الخروج عن النهج والمرتكزات الإستراتيجية الأمريكية , وخصوصا المخططات التوسعية ضد العالم العربي والإسلامي, وقد تمكنت جماعات الضغط المختلفة من تسخير قدرات أمريكا السياسية والعسكرية لتحقيق رغباتها وفتح الأسواق بالقوة في العالم العربي , ناهيك عن ضغط المجمع الصناعي العسكري وتعاظم النزعة العسكرية في الحصول على تسهيلات وقواعد عسكرية, وضمن نظرية الإمبراطورية الكونية التي يحلم بها ويسوقها عملاء التأثير في أمريكا, لذا فان عجلة الحروب مستمرة وقائمة وان تغيرت تكتيكاتها ,ومنهجية القمع والاعتقالات قائمة هي الأخرى,ونهج الإرهاب السياسي والتعذيب دائم دون مسائلة , وخطابات السلام لا تعدو سوى سحابات صيف , ومحطات تهدئة ومناورة ضمن خطة الخداع الاستراتيجي الشاملة , وان السياسة الخارجية الأمريكية مستمرة في نهجها الحربي , وفي المسار الخاطئ , وان أضاليل الانسحاب من العراق وأفغانستان لتخدير الرأي العام تكتيك حربي بأنياب سياسية وإعلامية , وان مسارح الحرب ستتسع الى دول أخرى غير العراق, ولا تتنازل أمريكا وحليفتها المشاغبة عن إعادة رسم الحدود السياسية بالقوة وما يطلق عليه "الشرق الأوسط الجديد" .
***
[1] . استبدال الدول القائمة بدويلات أصغر تتسم بأحادية الطابع العرقي، وتحييد هذه الدويلات بجعل كل واحدة منها ضد الأخرى على نحو مستمر, وفي عام 2000خطة أمريكية إسرائيلية تم وضع تفاصيلها وتسربت إلى الإتحاد الأوربي تهدف إلى تغيير الخارطة السياسية والحدودية في منطقة الشرق الوسط وإزالة دولة العراق من الكيان العربي
[2] . يقول الوزير البريطاني السابق"مايكل ميتشر"( إن الهدف من إعلان الحرب على الإرهاب هو التحكم بمصادر النفط في العالميين العربي والإسلامي اللذين سيسيطران بحلول عام2010على60%من مجمل الاحتياط النفطي العالمي)؟
[3] . قال الصحافي والكاتب الأمريكي" سيمور هيرش " في ( ذانيويوركر)في31/3/2003"إن هذه الحرب( غزو العراق) حطمت أكثر من أي حرب أخرى كل الأرقام القياسية والأكاذيب واللصوصية الأدبية والتزوير والتظليل, وأن فبركة الوثائق المزورة وتوجيه الاتهامات المزيفة شكلت أحدى قواعد السياسة الأمريكية والبريطانية بخصوص العراق على الأقل منذ عام1997, وعندما وصلت مهمة المفتشين الدوليين التابعين للأمم المتحدة إلى حائط مسدود"خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل".
[4] . قدم كيسنجر دراسة تم اعتمادها عام 1974 من قبل الإدارة الأمريكية بعنوان "مذكرة الأمن القومي 200" (NSM 200)، ومن أهم افتراضاتها وتوصياتها هي أن النمو السكاني خاصة في دول العالم الثالث يعتبر تهديداً للأمن القومي الأمريكي وحلفاء واشنطن الغربيين، لأن تزايد أعداد السكان في تلك البلاد سيؤدي إلى استهلاك الثروات المعدنية هناك من قبل تلك الشعوب"؟؟!!
[5] . تعد القدرة الصلبة مزيج بين القدرة الاقتصادية والقدرة العسكرية وتنعكس على شكل القوة الاقتصادية والعسكرية.
[6] . تمكنت دوائر الاحتلال الامريكي من بناء قدرة مكتسبة من القوات الحالية والتي تنتهج العقيدة العسكرية الأمريكية ( مكافحة الإرهاب) ومن منظور أمريكي بحث, وتتقمص أساليب المداهمات القمعية والتي نهلتها من الخبراء المرتزقة, وهي اليوم تنفذ المهام العملياتية الأمريكية عوضا عن قوات الاحتلال الامريكي وتحت يافطة محاربة الارهاب.
[7] . عقدت مؤسسة راند للبحوث والتطوير, والمختصة بالشؤون الإستراتيجية العسكرية والأمنية الأمريكية في عام 2008 , وبالتعاون مع مركز التحليلات البحرية , مؤتمرا تحت عنوان( أمريكا والتحديات الأمنية لما بعد العراق),وشارك فيه كبار المحليين والسياسيين والعسكريين ونخبة من كبار الضباط في الجيش الامريكي, وممثلين عن الحكومة ووزارة الدفاع والخارجية وقد عقد في "آرلينغتون-ولاية فيرجينيا", بغية الخروج بتوصيات الى البنتاغون ولجنة الدفاع في الكونغرس الامريكي, وتزويد القيادات العسكرية واللوجستيه دراسة كاملة عن القضايا والتحديات الأمنية التي ستواجهها الإدارة القادمة في العراق , والتي تستلزم وضع استراتيجيات جديدة(عسكرية وغير عسكرية) , وإعادة ترتيب الأولويات الأمنية
[8] . أصدرت وزارة الدفاع الأمريكية في شباط 2010 تقرير"المراجعة الدفاعية 2010-2014" (Quadrennial Defense Review) والذي يتكون من 128 صفحة، وقد استغرق صياغته عاما كاملا، وشارك في إعداده 700 شخصية من وزارة الدفاع ومنظومات التسليح ومراكز الدراسات المعنية وخبراء عسكريين بهذا الشأن .
مهند العزاوي
0 comments:
إرسال تعليق