تحتاج اسرائيل مع كل عملية عسكرية كبيرة الى تغطية،ليست تغطية اعلامية تنقل مجريات سير المعارك وتفوّق جيشها الجرّار (الذي لا يقهر). بل تغطية من نوع آخر كحدث عالمي تصبو اليه البشرية بشغف متواتر.
حدث ذلك في حزيران من عام 1982 عندما اجتاح الجيش الاسرائيلي لبنان في عملية عسكرية واسعة وصولا الى العاصمة بيروت وذلك لضرب ما اسمته القيادة الاسرائيلية البنية التحتية لمنظمة التحرير الفلسطينية. وكان من نتيجتها رحيل المقاومة الفلسطينية عن لبنان.و حجم كبير من الدمار والخراب لحق بالممتلكات واعداد كبيرة من الشهداء والجرحى والاسرى.
آنذاك كانت دورة المونديال تجري في اسبانيا ، وكان لها صخبها المدوي في ارجاء العالم..ملايين البشر مسمّرة امام وسائل الاعلام المتاحة تتابع كرة قدم بانشداد وترقب وصراخ جنوني دون ان تلتفت هذه البشرية الى حجم الكوارث والمجازر التي يرتكبها الجيش الاسرائيلي بدماء باردة في البلد الصغير لبنان.
لا وقت لدى وسائل الاعلام العالمية لنقل خبر عن مقتل وتشرد الآلاف في لبنان.. بل كل الوقت لنقل اخبار كرة قدم أضحت هَوَس البشرية.
(2)
هل تعيد القيادة الاسرائيلية نفس السيناريو وتقدم على عملية عسكرية واسعة ضد غزة او لبنان او حتى سوريا يكون توقيتها متوافقا مع “المونديال” الذي تبدأ العابه الشهر القادم في جنوب افريقيا؟
أم ان القيادة الاسرائيلية تدرك ان “لعبة الحرب” قد تغيرت كما اعلنت سوريا بلسان رئيسها .. اي باتت تدرك ان اي حرب قادمة لم تعد نزهة صيفية لجنودها. كما تدرك بالملموس ومنذ تموز 2006 ان المواجهة مع حزب الله سيجعل من كل “اسرائيل” كتلة من لهب ،حيث لا مفر لمحتل ومستوطن.. كما انه قد ولى زمن تحقيق الاهداف السهلة في مرمى المقاومة الفلسطينية.
تظل الاسئلة مشرعة في ظل مناورات تطال كل الميادين من جهة وسباق تسلح حثيث من جهة اخرى.. وتهديدات متبادلة لها ارتجاج ودوي الصواريخ ذاتها.
سعيد الشيخ
0 comments:
إرسال تعليق