العوا ... وماما زمانها جاية/ مجدى نجيب وهبة



* فى أحد الأفلام الكوميدية للفنان الراحل فؤاد المهندس والفنانة شويكار حيث وقعت الأخيرة فى يد قاتل ومختل عقليا كان يستدرج النساء ويلقى بهم فى حلة كبيرة بها ماء مغلى ليتخلص منهم ، ولكن يبدو أن الفنان فؤاد المهندس إكتشف سر الهياج الذى يصيب هذا المختل وهو تعلقه الشديد بأمه حيث لا تهدأ حالته إلا بعد إعطائه دمية والغناء له "ماما زمانها جاية" فتنبسط أساريره ويعود له هدوءه .
* لست أدرى ما الذى جعلنى أربط بين هذه القصة الخيالية وبين تصريحات العوا المتكررة .. ففى أحد الندوات والتى أصبحت تمتلئ بها القاهرة العامرة مثل "ندوة للرأى .. صالون للفكر .. التحاور حول المواطنة" ، أسماء عديدة وتنتهى كل هذه الإجتماعات غالباً بقرارات فاشينكية بعد تقديم وجبة شاى ساخنة مع بعض المقرمشات وكله على حساب "الخواجة" , فالعوا مصاب بلوثة جنون منذ فترة طويلة من سماع أجراس الكنائس وما تصاحبه من ملابس مفخفخة وصولجان وهيلمان ، وطالب مرات عديدة بوقف هذه الظواهر مما دعى بعض الموتورين إقامة دعاوى أمام محاكم أبو دومة وسلومة الأقرع والتى حكمت فيها المحكمة بقبول الدعوى شكلاً وبرفض المضمون إلى الأبد .. وقد نصح بعض المقربين للعوا زيارة بعض الجزر القاحلة وتجنب المرور أمام الكنائس ولكن يبدو أن هناك توابع للمرض فقد أصابته لعنة "عودة وفاء قسطنطين ومارى عبد الله " فأصيب بإنتكاسة ولوثة عقلية فصال وجال فى أحد صالوناته وأعلن فى خطابه الحنجورى الحرب على أقباط مصر وهو ما يعنى دق طبول الحرب مهددهم بالعواقب الوخيمة إن لم يسلموا وفاء قسطنطين ، وخرجت الشعارات تزأر "عودة وفاء ومارى أو الموت الزئام" ، ولأن المدعوة وفاء قسطنطين لم يسمع عنها معظم الأقباط ولا يهمهم سواء كانت مسلمة أو مسيحية ، ولكن لكونها زوجة أحد الأباء الكهنة وهو ما تطلب تدخل قداسة البابا حيث ثبت أن وفاء قسطنطين تعانى من توترات عقلية ونفسية وهو ما إستغله بعض المتطرفين للإيقاع بها كما تخيل لهم بالصيد الثمين على إعتبارها زوجة قس ولم يسأل نفسه العوا هو أو زملائه هل درست وفاء قسطنطين الإسلام وشرائعه وتعمقت فى رسالته وأمنت بكل ما أنزل به من صور وأيات بالقطع ستكون الإجابة من العوا وأخرين "نعم كل ذلك" ، ولكن الحقيقة أن لا وفاء قسطنطين ولا مارى عبد الله ولا أى مسيحى دخل الإسلام أصلا تحت أى ظرف من الظروف يعلم أى شئ عن الإسلام وهذا ليس طعنا على الإسلام ولكن ما نقوله هو إحترامنا للإسلام ولجميع العقائد والملل ، فهل يعتقد البعض أن "وفاء قسطنطين" أو غيرها أو مئات مثلها أو ألاف قد يجعلوا الإسلام أقوى وهو ما يجعل العوا يستمر فى وصلات التحريض ضد الأقباط وذلك بزعم أن الدولة إنهزمت أمام الكنيسة ، بل وسيظل المسلمون يشعرون بالمهانة لأنهم لم يستطيعوا حماية إمرأتين أسلمتا ... وعلى طريقة الأفلام الساقطة "ضربنى وبكى .. وسبقنى وإشتكى" ، ويقول العوا "إنه من حقه كمواطن مصرى أن يعرف هل سيكون مصيره كوفاء قسطنطين حيث أن الكنيسة صنعت سجناً داخل الدولة" .
* يا .. عوا .. عيب عليك إنت وأمثالك لتظل تردد حدوتة قبل النوم "ياوفاء ومارى .. يامش لاعب" ، وهل سألت وفاء قسطنطين أى شئ عن الإسلام وسبب دخولها الدين الحنيف ، ثم فى أسلوب تحريضى كإننا ناقصينك تقول "يا للعار للدولة .. لأول مرة منذ الفراعنة تنهزم أمام الكنيسة" .. وهل أيام الفراعنة كان يوجد إسلام ؟!! ، ثم يتمادى العوا فى بكائه ترحماً لذكرى وفاء قسطنطين حيث لا يعلم أين ذهبت هل ألقى بها فى أتون النار أم تم دفنها فى رمال سيناء إنتقاما لشرف الأقباط وغسل عارهم ولكن فى النهاية ذهبت حيث لا يعلم أحد ، بل وسيظل المسلمون يشعرون بالمهانة والعار لعدم إستطاعتهم حماية المرأتين اللاتى أسلمتا .. وإشترط العوا فيمن يرغب فى التهدئة ووقف نزيف الدم أن تخرج وفاء قسطنطين إلى الشارع هى ومارى عبد الله ويتركهما يختارا دينهما فإذا إختاروا المسيحية نقول لهم "الإسلام مش هايزيد بيكم" وإذا إختاروا الإسلام نقول لهم "المسيحية مش هاتزيد بيكم" .. وهذا إقتراح جميل ومعقول من مفكر إسلامى يكره سماع دق أجراس الكنائس فماذا يكون رأيه لو ترك كل مسلم يغير عقيدته ولا تطارده أمن الدولة ولا يهاجمه الغوغاء ولا يهدر دمه ولا تحرق شقته ويظل متخفى حتى يرحل من البلد ؟!!! .
* موضوع أخر يبدو أن العوا مازال يؤمن به وهو أن الأحداث التى وقعت ليلة عيد الميلاد لم تكن طائفية بل هى جنائية .. طيب إيه رأيك ياسيد عوا نبدّل الكراسى وتصور معى أن إرهابى ومجرم يتبع أى دين غير الإسلام قام بإغتيال 6 مسلمين بعد صلاة العيد فماذا أنتم فاعلون ؟ .. وإذا كنت ناسى أفكرك .. إفتح دفاترك وقل لنا ماذا فعلتم مع قاتل مروة الشربينى وإتهام ألمانيا بالعنصرية والطائفية رغم إنه حادث فردى تحول بقدرة قادر إلى عنصرى وطائفى ورغم الفارق بين حادث ألمانيا وأحداث نجع حمادى ففى الأولى قاتل أجنبى والضحية مصرية ، وفى الجريمة الثانية القاتل والمحرض مصرى والضحايا مصريين والجريمة تمت على أرض مصرية .... لقد مللنا منك ومن أمثالك هذه الحروب الإرهابية التى تدور رحاها بلا هوادة فى دولة تتغاضى عن الذين يسيئون للأخر وتتوالى إصدار الفتاوى فماذا أنتم تأملون؟ ، فقد تحولت تلك الفتاوى وقضايا الاسلمة والتنصير إلى سبوبة أجاد البعض اللعب فى ملعبها ليس إلا بهدف تحقيق المكاسب المادية التى تعود عليهم بالارصدة داخل البنوك ... فهل نحن سوف نظل فى غفلة من أمرنا.. ندمن العيش حول البرك والمستنقعات دون أن ندرى أو ننظر إلى مستقبل بلدنا أو ما يحيك حولنا من مؤامرات ودسائس ليس لها سوى هدف واحد هو العودة بنا إلى حكم طالبان وتنظيم القاعدة ونتساءل هل نحن نسعى فعلاً إلى دولة ديمقراطية أم نحن نضحك على الناس وعلى أنفسنا بل ونطالب بإلغاء قانون الطوارئ .. فأى طوارئ تطالبون بإلغائها بينما نجد من يحرض ومن يقتل ومن يدخل البرلمان ... ياريت نفكر فى مشاكل البلد ومشكلة المياه التى ربما تؤدى حتى إلى فقدان كوب الماء .
رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email:elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: