عبد الرحمن الراشد.. الحقيقة/ ممدوح أبو السعيد

طالعنا الكاتب والاعلامي السيد عبد الرحمن الراشد، في مقال نشرته صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر يوم 12/5/2010م، بعنوان عودة الهجوم على أبو مازن، استطرد الكاتب في مقاله عن السيد محمود عباس رئيس السلطلة الفلسطينية، وعن مسار عملية السلام، ويدافع السيد عبد الرحمن الراشد دفاعاً مستميتاً عن عملية السلام مع الجانب الاسرائيلي، وهو بذلك يدافع عن منهج محور الاعتدال والذي تشكل بلده الأم السعودية رأس حربه لهذا المحور، فهو بذلك ينفذ الوظائف المناطة به مقابل أجر وهو رضا السيد الامريكي والاسرائيلي عن السيد عبد الرحمن الراشد، وهذا رأيه، فلكم دينكم ولي دين...

ولكن ما أوقفني وأنا أقرأ ما بين السطور هو الحجم الهائل للمغالطات وتزوير التاريخ والحقائق وأعتقد أن ذلك بالمطلق هو عمل مقصود، لا ينم عن جهل في حقائق االمور وانما هو استخفاف وتضليل لعقل القارئ العربي والفلسطيني.

السيد عبد الرحمن الراشد والذي يعمل في الكثير من الماكينات الاعلامية ومنها فضائية العربية، ونال شرف النشر على موقع وزارة الخارجية الاسرائيلية، لتعانق صورته صور قاتلة الاطفال في قطاع غزة تسيفي ليفني، وافغدور ليبرمان وغيرهم.

ما لفت انتباهي أن المقال يتكون من ست فقرات، كل فقرة بها ما بها من التضليل والتزوير وقد يكون الجهل في حقائق الامور، وأضع بين يدي قرائي فقرات مقال السيد عبد الرحمن الرشد وأقتبس فقرات عبد الرحمن الراشد بين قوسين:( في العام الماضي آثر الرئيس الفلسطيني محمود عباس السلام على المواجهة، عندما خرج من غرفة التفاوض متعلقا بمسألة وقف الاستيطان. في نهاية المطاف عرف أبو مازن أن واجبه ومسؤوليته الأولى هي إنهاء الاحتلال الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية الموعودة، أما التخلي عن التفاوض فيخدم إسرائيل لا العكس لذا هي تضع العراقيل عبر الجدار والاستيطان وإغلاق القدس وافتعال المعارك).

بالتأكيد سيدي واجب ووظيفة السيد محمود عباس هي التفاوض من أجل التفاوض، أما ما تطرقت له بأن التخلي عن التفاوض يخدم اسرائيل فهذا مجاف للحقيقة، كون اسرائيل من خلال التفاوض تجمل صورتها القبيحة أمام الرأي العام الدولي، وتهيأ الرأي العام العربي والاسلامي لمزيد من التطبيع الذي تطمح أنت ومحورك اليه.

الفقرة (2) للكاتب عبد الرحمن الراشد

(أبو مازن، من أجل العودة وإكمال التفاوض، حمى ظهره بالحصول على تأييد معظم الدول العربية، ومعظم القوى الفلسطينية الرئيسية باستثناء حماس. وبات معروفا عند الجميع أن حماس ستؤيد المفاوضات لاحقا عندما ترى سورية تبدأ مفاوضاتها، وحماس في هذه المسألة ليست سوى فرع لمكتب وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ولحسن الحظ دمشق تدفع برغبتها في بدء المفاوضات مع إسرائيل عبر تركيا، لكن إسرائيل هي التي ترفض. ولحسن الحظ أيضا ظهرت على الجانب الإسرائيلي ضغوط من القطاعين الأمني والعسكري على حكومة نتنياهو تدعوها للتفاوض مع دمشق. والعقبة مؤقتة، فالولايات المتحدة ليست متحمسة بعد.).

صحيح حمى أبو مازن ظهره من خلال ضغط محور الاعتدال وعلى رأس هذا المحور السيد محمود عباس ابو مازن على اللجنة الوزارية للمبادرة العربية، لاستئناف المفاوضات بناء على وعودات شفهية من باراك اوباما بوقف الاستيطان والذي ما زال لحتى اللحظة مستمراً ومعلن في كل الصحف يا سيدي عبد الرحمن.

أما ما يتعلق بالقوى الفلسطينية فانت هنا تزور التاريخ وتقلب الحقائق، وأمامك كل وسائل الاعلام وكل الشخصيات، فجميع القوى الفاعلة في الساحة الفلسطينية باستثناء فتح الجديدة التي يرأسها السيد أبو مازن، هي رفضت العودة الى المفاوضات وهم: حركة حماس والجهاد الاسلامي والجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب الفلسطيني.

مع العلم ان الجبهتين وحزب الشعب هما من فصائل منظمة التحرير، وحسب نتائج آخر انتخابات فإن هذه القوى تسيطر على ما نسبته 70% من الشعب الفلسطيني.

الفقرة 3

(ولأن أبو مازن اختار التفاوض ها هي العاصفة في الأفق تعود لمهاجمته، تتهمه بالتخاذل والنكوص عن وعوده، وتستنهض الشارع العربي والفلسطيني باسم القدس ووقف الاستيطان وغيره من الشعارات والروايات التي لم تقدم بديلا عن المعارضة باتجاه حل يحقق إزاحة الاحتلال وإقامة الدولة.).

العاصفة تأتي نتيجة حتمية لفقدان الثقة بشخص المفاوض الفلسطيني وبالبيئة السياسية المحيطة بالمفاوض الفلسطيني والتي انتم كمحور اعتدال جزء منها.

الفقرة 4

(وينفخ في العاصفة أيضا رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي يريد إضعاف ونقل المسؤولية إلى الجانب الفلسطيني والعربي عموما. فقد أطلقت حكومة نتنياهو أول من أمس تصريحات متناقضة حول استمرار الاستيطان ومحدودية التفاوض أسهمت في تدشين الحملة ضد أبو مازن داخل الوسط العربي. يريد منها نتنياهو أحد أمرين: إما أن تتوقف المفاوضات ويخف عن كاهله عبء الضغوط الأميركية بلوم السلطة الفلسطينية، وإما أن تستمر المفاوضات لكن يضحي خصمه أبو مازن مشتتا ومحرجا وضعيفا بسبب الصراخ وراءه من العرب المعارضين، وتخلي العرب المعتدلين عنه في الأزمات كالعادة).

نتانياهو يريد فقط فرض الحقائق على الارض، وأن يسبح الاستيطان مثله مثل أي عمل احتلالي آخر لم نلفت اليه كالحواجز والجدار والذي أصبح جزءاً من حياة يومية يعيشها الفلسطينيون في الضفة والقطاع.

الفقرة 5

(وعلى أبو مازن أن لا يتوهم بأن الأربعة الأشهر المقبلة ستكون هينة رغم قصر مدتها ورغم الوعود بمساندته، بل ستتحول إلى جهنم من قِبل الذين لا يريدونه التفاوض، ولكل طرف سببه ومصالحه الخاصة. وهنا عليه إما أن يتحمل المسؤولية الصعبة ويفاوض، وإما أن يعلن باكرا الاستسلام والتوقف والتخلي عن قيادة السلطة إلى آخَر مستعد لمواجهة العاصفة. لقد ضاع عام ونصف العام من رئاسة باراك أوباما، وهو الرئيس الذي يثق فيه العرب والمسلمون، ولم يتبقَّ له الكثير على اعتبار أن السنة الرابعة من رئاسته سيتفرغ فيها لمعركة الانتخابات ولا شيء آخر).

أبشرك عزيزي الراشد أن وظيفة وراتب الرئيس مرهون بعملية التفاوض، فرواتب موظفي السلطة كلها أصبحت اليوم رهينة وابتزاز سياسي، بمباركة عربية اعتدالية.

الفقرة 6

(ومن المؤكد أنه لو بادرت الولايات المتحدة إلى إحياء المفاوضات السورية الإسرائيلية لخف الأمر كثيرا على أبو مازن، حيث ستؤيدها حماس وحزب الله، حينها يصبح التفاوض خصلة حميدة وجهادا يستوجب الدعاء. لكن من الصعوبة المراهنة على هذا الخط المعقد سياسيا بسبب تقاطعاته مع قضايا إيران وحزب الله وغيرها. وهنا الأميركيون على خطأ إذ إنهم يظنون أن فتح درب التفاوض بين دمشق وتل أبيب هو هدية لسورية، وهم يرفضون منح السوريين الهدايا ما دامت لم تتخذ موقفا مباعدا من إيران. الحقيقة أن المفاوضات ليست هدية، كما أن المشكلة الإيرانية موضوع آخر يفترض أن تكون له حسابات أخرى مختلفة لا تُخلط بقضية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي السورية والفلسطينية. لكن حتى يدرك الجانب الأميركي خطأ الخلط قد يمضي وقت طويل وتفوت الفرصة، مما يستوجب على الفلسطينيين أن يتخذوا قرارهم بالاستئناف أو الانتظار والتحرك في أحد الاتجاهين بثقة وإصرار، فقد لا يأتي أوباما آخر إلى ست سنوات أخرى).

يبدو لأن سوريا وايران اليوم أصبحت ملح طعام يدخل في كل شيئ، وقد يكون من وجهة نظر السيد الراشد ان سوريا وقوى الممانعة هي السبب في ازمة اليورو التي عصفت باليونان مؤخراً!!

ان كنتم لا تريدون لسوريا وايران ان يكون لها كرامة ولها امتداد شعبي داخل امتنا العربية والاسلامية، وانها تهدد عروش الاننظمة الموالية للمشروع الصهيو أمريكي، فأعتقد أن الحل الأمثل أن تعود هذه الأنظمة الى نبض شعوبها، وأذكرك أن أكثر الشعوب التي هبت تضامناً مع غزة ومع حركة حماس وحزب الله هي شعوب محور الاعتدال التي نكن لها كل حب وتقدير...

كاتب ومحلل سياسي

CONVERSATION

0 comments: