** نعم .. تعظيم سلام للقس متياس نصر والقس فيلوباتير جميل ، فقد تحملوا المسئولية الكاملة فى الإعتصام المفتوح أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون يشاركهم شباب ماسبيرو ، والتى ضمت الألاف من الشباب والرجال والسيدات والفتيات على مختلف الأعمار .. إعتصموا جميعا على قلب رجل واحد لتلتحم صراخاتهم وهتافاتهم تحت شعار واحد "معتصمون .. معتصمون .. حتى الإستجابة لمطالبنا العادلة والمشروعة" .. نظروا جميعا إلى السماء وهم يرنمون "كيرياليسون .. كيرياليسون .. إرحمنا يا الله" .. تطلعوا إلى السماء وهم يهتفون ويصرخون "يارب .. يارب" ليسمعهم ويدافع عنهم ، ثم ينتقلون إلى الأغانى والأناشيد الوطنية ، ويرددون فى صوت واحد "ياحبيبتى يامصر" .. لم يبحث الأباء الكهنة عن الشو الإعلامى أو السبق الصحفى ، بل بحثوا عن الحقوق المشروعة لأقباط مصر .. بحثوا عن الأمن والأمان .. بحثوا عن العدالة والحب والمواطنة .. بحثوا عن دولة القانون ، كان الهدف أن تصل صراخاتهم للمسئولين الذين أداروا ظهورهم للأحداث الإرهابية التى أصابت أقباط مصر منذ 25 يناير ، والظلم والإضطهاد الذى بلينا به منذ هذا التاريخ ، وتساءلنا هل ثورة 25 يناير هى ثورة شعبية أم ثورة "خومينية" يحركها جماعات الإخوان المسلمين ، وكانت الإجابة ليست من خلال الشعارات الجوفاء التى يرددونها فى الساحات أو فى ميدان التحرير ، بل وصلت الردود من خلال أحداث الشارع المصرى التى لا تكذب ولا تتجمل ولكنها تسرد الحقيقة ولا تقوم بالعمليات الإرهابية خلف الأبواب المغلقة أو داخل الأنفاق ..
** ولكن الرد وصلنا فى وضح النهار أمام الجميع .. حينما تحرك الغوغاء وهم يهتفون أثناء هدم كنيسة صول "إسلامية .. إسلامية .. لا مدنية ولا غربية" ، ثم أقاموا الصلاة على أرض الكنيسة المهدمة ، وقد رأى العالم أجمع هذه الأحداث وفشل الجيش المصرى فى توقفهم بل لجأوا للشيخ السلفى "محمد حسان" الذى توسط إليهم وأقنعهم بإعادة بناء الكنيسة بناءاً على فتاوى عديدة من بعض الشيوخ السلفيين وفشل القانون فى التعامل مع الظاهرة والفكر الإرهابى ..
** جاءنا الرد الثانى حينما إنطلق الأشرار من السلفيين وأقاموا الحد على مواطن مسيحى وقطعوا أذنه على إثر إشاعة بوجود علاقة بينه وبين مسلمة تبيع جسدها لراغبى المتعة ..
** جاءنا الرد حينما رفض المتأسلمين والإخوان والسلفيين قبول تعيين محافظ مسيحى وهتفوا هتافات طائفية ضده وضد الكنيسة وضد أقباط مصر .. وقطعوا الطريق البرى وأتلفوا خطوط السكك الحديدية وعجزت الدولة عن إثنائهم عن قرارهم ، ولجأت مرة أخرى للشيخ "محمد حسان" الذى حضر ومعه رئيس تحرير على شاكلته ، وفشل الجميع وقرر رئيس الوزراء تجميد مركز المحافظ لحين حضور الست سكسكة والست أم سلومة الأقرع والست أم جمالات حرامية الغسيل ، وتكوين لجنة ثلاثية للضغط على الغوغاء فى قنا لقبول محافظ قنا ..
** جاءنا الرد حينما إشتعلت منطقة إمبابة عقب إِشاعة بإختفاء سيدة ساقطة هربت من زوجها وتركت أولادها وتعرفت بشاب مسلم تزوجته عرفيا وإعتنقت الإسلام ، وبعد أن إستمتع العشيق ببعض الليالى الحمراء قرر تركها كالكلبة الضالة فى الشوارع وأرادت أن تلفت الأنظار إلى إسمها مرة أخرى فلجأت إلى وسيلة إطلاق إشاعة بإحتجازها بأحد الكنائس وهى تريد أن تفك أسرها .. وبدأ تنفيذ الفيلم الساقط "نحن الإرهابيين" وشاهدنا جميعا الإعتداء على منازل الأقباط وإحراقها وسلبها وسقوط 15 قتيل وإحتراق كنيسة مارمينا والإعتداء على كنيستين أخرتين وسقوط مئات المصابين مع ترديد نفس الهتافات "إسلامية .. إسلامية" ... هذه هى الصورة فى الشارع المصرى ، تصفية حسابات مع النظام السابق والعمل على إنشاء محاكم تفتيش فى ميدان التحرير لإعدام كل أعداء الإخوان بقيادة رئيس محكمة سابق يدعى "محمود الخضيرى" وهو وأسرته من جماعة الإخوان المسلمين وسبق إتهام أخيه وإعتقاله منذ أيام عبد الناصر .. أما الأخير فقد أحيل للتقاعد بسبب أفكاره وهو الأن يزعم أنه رئيس محكمة التحرير لمحاكمة مبارك وعائلته ، وبالطبع سيكون الحكم بالإعدام وسط تهليل وصراخات الإخوان والغوغائيين .. إذا فثورة 25 يناير هى ثورة إخوانية ومن يقول غير ذلك فهو إما واحد من ثلاثة أن يكون غبى أو معتوه أو جاهل ..
** نعم كان الإعتصام هو الأمل الأخير الذى لجأ إليه أقباط مصر بعد توغل الإرهاب فى محاولة لتكرار سيناريو العراق أو لبنان ... إعتصم الأقباط بعد أن أدركوا أن الوطن يحترق بنيران الإرهاب والتطرف فى صورة تنم عن عودتنا إلى عصور الجاهلية وظلام الكهوف .. إنهم يتربصون بالوطن فى كل مكان ستجدهم يراقبوا كالثعالب والثعابين ، حتى تأتى الفرصة للإنقضاض على الوطن بأكمله ..
** قرأنا تصريح للمرشد العام د. محمد بديع وقد تناقلته معظم المواقع الإلكترونية وبعض الصحف الخاصة الصادرة فى 21 مايو 2011 ، وهو يطالب المجلس العسكرى بعدم الإستمرار فى الحكم بعد 6 أشهر وكأن الوطن سبوبة ينتظرها الإخوان للسطو عليها .. يقول المرشد العام "أستحلفكم بالله بألا تبقوا يوما واحدا بعد 6 أشهر" .. ماذا تفهمون يا أصحاب العقول الرشيدة والمفكرين الأقباط والإعلام الحر من هذا الترجى والإستعطاف من الذئاب الماكرة .. هل تعتقدون أن المرشد العام يبحث عن مصلحة الوطن .. الإجابة عودوا إلى جرائم الإخوان منذ قتل الشيخ الذهبى وفرج فودة ومحاولة إغتيال نجيب محفوظ وإغتيال السادات وقبلها محاولة إغتيال عبد الناصر فى حادث "المنشية الشهير" وجرائمهم الكثيرة وأيديهم الملطخة بالدماء .. إنهم يحثون المجلس العسكرى أن يرحل ويترك لهم الوطن وكما قال قبل ذلك "نحن سنربى هذا الشعب" على تعاليم الإسلام .. فهل لا يعلم المجلس العسكرى كل ذلك وخطورة إجراء إنتخابات برلمانية فى الوقت الذى لا يوجد فيه أى تنظيم حزبى فى الشارع المصرى وأن الحزب الوحيد والمنظم والعنقودى هو الإخوان المسلمين .. هل لا يعلم المجلس العسكرى أن التقارب بين مصر وإيران هو من أهداف الإخوان .. هل لا يعلم المجلس العسكرى أن تظل مصر مغيبة ونظل نردد الشعارات عن الأمن الداخلى والخارجى لمصر ونترك الغوغاء يعبثون فى الأرض فسادا ويصرون على الوصول للحكم حتى لو جعلوا الأرض بحورا من الدم لتحقيق حلم الهلال الفارسى ، ومنذ يومين خرج علينا تصريح غريب وعجيب لأحد لواءات الجيش المصرى لصحيفة واشنطن بوست أنه لو أتيحت فرصة للإخوان للوصول للحكم فهى لن تكون إلا مرة واحدة .. نقول لكم ياحضرة المجلس العسكرى الطيب ، أحذركم من وصول الإخوان المسلمين لكرسى الحكم فإذا تم ذلك لا قدر الله فلن يتركوه حتى لو تم تدمير وتخريب مصر بأكملها وتحولت شوارع المحروسة إلى جثث وأشلاء الضحايا لا تجد من يدفنها ..
** لقد صرح المجلس العسكرى أن الدولة تنزلق فى منعطف خطير فالخسائر بالمليارات والإقتصاد فيها والسياحة تخسر 40 مليون دولار يوميا والبطالة تصل إلى 70% والمخزون للعملة الصعبة بدأ يتعرى .. البلد فى مصيبة كبيرة .. ماذا تنتظرون ، هل مازلتم تحققون المطالب الشرعية للثوار .. هل تظل منطقة التحرير هى التهديد للوطن والتخريب وكل فرد يعيش مع نفسه فى دور البطولة ، وأنتم تملكون القدرة على القضاء على هذه الفوضى والقضاء على الإرهابيين الذين أطلقتوهم من السجون وأنتم تملكون القدرة على إدارة دفة البلاد حتى تتعافى من هذا الوهم .. يجب أن يعلم المجلس الأعلى للقوات المسلحة أن الإخوان سيجهضون أى مؤتمر لا يحقق أغراضهم الدنيئة .. دعونا من الديمقراطية الزائفة التى تسعون إلى تطبيقها على جثث الأقباط .. إن كل من ينادى بذلك فهو إرهابى أفاق ، نحن نحتاج إلى الضرب بيد من حديد على كل فلول الإرهاب التى تسرطنت فى الشارع المصرى .. وبعد كل ذلك هل سيظل الجيش المصرى والمجلس العسكرى يقول "نحن نراقب ولا نحكم" ..
** كلمة أخيرة للقس متياس نصر والقس فيلوباتير جميل .. لقد ورد بالصحف يوم 22 مايو 2011 أن شباب ماسبيرو قرروا تعليق إعتصامهم حتى يوم 27 مايو بعد وساطة إئتلاف شباب الثورة الذى وعد بتبنى مطالبهم على أن يتظاهروا مع الثوار فى ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل .. وهنا أحذر القس متياس والقس فيلوباتير وشباب ماسبيرو من الوقوع فى هذا الفخ فليس هناك فى التحرير سوى جماعة الإخوان المسلمين وجماعة صفوت حجازى وجماعة محمد البلتاجى .. نحن نحييكم على مواقفكم الرائعة والمشرفة .. ولكنى أحذركم .. أحذركم من الذهاب أو التعبير عن مجرد الرأى فى ميدان التحرير ، فميدان التحرير يستغل الأن لمحاكمة مبارك وأسرته وتصفية الحسابات بين الإخوان والنظام السابق .. وميدان التحرير يستغل الأن لفتح معابر رفح بلا قيد ولا شرط وكسر الحدود وسيطرة حماس على سيناء إن لم تكن سيناء قد وقعت فى أيديهم .. فوقوا فليس كل أهبل يقول كلام نجرى وراءه ...
** كلمة أخرى لأقباط المهجر .. لقد شاهدنا موقفكم المتخاذل وأنتم تشاركون أقباط مصر فى مظاهراتهم وإعتصامهم ، وهنا لا أقصد أن أحثهم على الخروج والتظاهر فهذا شأنهم ولكن ما دعانى إلى الكتابة فى هذا المشهد المتخاذل هو ما رأيناه من وقفة هزيلة فى ولاية كاليفورنيا والذى جعلنا نصاب بالقرف والإشمئزاز والغضب فرغم الإعلان عن ميعاد هذه الوقفة الإحتجاجية إلا أن عدد الأفراد الذين حضروا لم يصل إلى عشرون فردا .. نعم أصابنا هذا المنظر بالقرف فقد ظللنا نراقب الحوارات والمداخلات التليفونية عبر قناة الحقيقة أو قناة الطريق .. صراخ وبكاء وعويل على أقباط مصر بل كتبت فى أحد مقالاتى "إفتحوا أبواب الرحيل حقنا للدماء" .. ولكن كانت تأتى الردود من أمريكا لن نترك مصر وسوف نستشهد داخل كنائسنا ولن نغلقها وصرخت إحدى السيدات فى القناة منذ يومين وهى تصرخ أن يخرج الجميع للإعتصام وهى تبكى وسيدة أخرى صرخت فى القناة وهى تشتكى أن أمن سجن طرة يقدمون العصائر للمحبوسين وتساءلت بينى وبين نفسى ما علاقتها هى بتقديم عصائر أو لحوم أو حفلات ترفيهية ، وكانت النتيجة هى الخروج المخزى والعار لأقباط أمريكا ربما خوفا من العسكرى الأزرق وهو يلوح بعصاة ، أو ربما قالوا إحنا مالنا خلينا فى البث نتفرج على التليفزيون والمظاهرة هاتيجى لحد عندنا والبعض وجدها فرصة ثمينة بعد سماع كلمات الأباء الكهنة بالصمت وعدم الخروج ، وقال البعض أن ولاية كاليفورنيا أشهرت إسلامها ونيويورك لا يوجد بها مسيحيين وميتشجينين فى الويك إند وكله فى الباى باى .. نقول لهؤلاء شكرا ونذكركم بالسيدة مروة الشربينى حينما أغتيلت على يد أحد النازيين الألمان ، فقد إشتعل العالم وخرجت المظاهرات من كل صوب وإتجاه وتمت مقاطعة البضائع الألمانية وأحرق العالم الألمانى فى كل دول العالم وهى مواطنة واحدة .. ولكن دم الأقباط ثمنه رخيص فى مصر .. نقول لأقباط أمريكا شكرا فسياستكم لا تختلف كثيرا عن سياسة "بائع الروبابيكيا ولاعب الثلاث ورقات أوباما" .. شكرا لوقفتكم الحاشدة مع أقباط مصر .. نقول لكم هل لا تخجلون من أنفسكم ؟ .. هل البيزنس أثمن من دم أخوك فى مصر ؟ .. نقول لكم إخجلوا من أنفسكم وكفوا عن المناداة لأقباط مصر بالإستشهاد وأنتم تجلسون فى النوادى وتستمتعون بحياتكم .. ياخسااارة ..
** نعم نحن نعلم أن الموقف لم يكن بالمفاجأة ولكننا تعودنا منكم على التجاهل ومصمصة الشفاة والسلبية .. نعم الأن ليست لكم أى جذور تربطكم بمصر .. فالحب لا يباع ولا يشترى .. الحب مشاعر لا إرادية تنطلق من القلوب قبل العقول .. لقد حزننا عليكم أكثر من حزننا على ضحايانا .. لقد حزنت على الذين تعشموا فيكم من البسطاء من أقباط مصر إعتقدوا وتوهموا أنكم عونا لهم .. إعتقدوا وتوهموا أن لهم سند وأصدقاء فى أمريكا يفتخرون بهم ويتباهون بهم ، ولكنكم كشفتم عن وجهكم القبيح وسقط عنكم قناع البطولة الزائفة .. ورفضتم العشم وأعلنتم أن هذا ليس شأنكم .. شكرا للقمص مرقس عزيز على تعبه ومحبته .. شكرا للقائمين على قناة الحقيقة ومحبتهم العظيمة فى خدمة قضايا الأقباط .. لقد إكتشف أقباط مصر أن أقباط أمريكا يستقوون بهم وليس العكس ، بينما أقباط مصر يستقوون بربهم الجبار ..
** كلمة أخيرة لقداسة البابا .. منذ أحداث نجع حمادى ليلة الإحتفال بعيد الميلاد المجيد 6 يناير 2010 وقد إستقبلت قداستكم المهنئين بالعيد يوم 7 يناير رغم سقوط شباب فى عمر الزهور لترتوى منهم الأرض العطشانة .. لم تصدر الكنيسة بيانا واحدا لقداستكم ضد هذه الأعمال الإجرامية .. قداستكم تكتفون بالصلاة ورفع شكوانا إلى الرب .. نعم نحن نحتاج لصلواتكم ولكنى أتساءل أليس هناك ياقداسة البابا وسيلة للتعبير وإستنكار هذه الأحداث الإجرامية والمتكررة التى يتعرض لها الأقباط والكنيسة .. لماذا الصمت ياسيدنا على كل الأحداث التى تمر بها الكنيسة حتى عندما زحف السلفيين إلى مقر الكاتدرائية كانت عظة قداستكم عن التسامح .. ياسيدنا لسنا جميعا قديسين .. نحن بشر .. وقداستكم مسئول عن جميع أرواح الأقباط وأمن وسلامة الكنائس .. نرجو من قداستكم أن تكفوا عن الصمت فالأقباط فى مصر يبادلونكم حب عظيم وأنتم تبادلونهم بنفس الحب ولكن هناك نار مشتعلة فى الصدور لا تجد من يمتصها أو يبردها .. فهل من إستجابة ...
** نتمنى ألا ننتظر كثيرا حتى حدوث أحداث طائفية وإجرامية جديدة .. وتهاجم كنائس جديدة ، فالسيناريوهات جاهزة للغوغاء .. نقول أخيرا رسالة إلى العالم .. لكم الله يا أقباط مصر الصابرين والمتحملين للألام والأوجاع ..
0 comments:
إرسال تعليق