الوحدة الوطنية الفلسطينية ضمانة للمستقبل/ شاكر فريد حسن

تؤكد تجارب الشعوب ومعطيات التاريخ على امتداد مسيرته ان وحدة القوى الوطنية والثورية والديمقراطية المناضلة ، سواء على صعيد اقليمي أو قومي أو اممي، هي القاعدة الأساسية والرئيسية لضمان هزيمة وانكسار القوى الاستعمارية والمحتلة المعادية ، وافشال مخططاتها ومشاريعها التآمرية والتصفوية ، والسبيل الوحيد لتحقيق اهداف وتطلعات القوى الوطنية ، سواء كانت مرحلية أو استراتيجية.
كما تؤكد التجارب التاريخية ان انقسام وتشرذم وتشتت القوى الوطنية المختلفة في رؤاها وطروحاتها ، يجعلها فريسة سهلة في براثن واطماع القوى الامبريالية المتحالفة مع بعضها البعض في مواجهة القوى الصاعدة، المعبرة عن طموحات وآمال الجماهير الشعبية العريضة نحو مستقبل أفضل وأجمل وأكثر اشراقاً.
فالوحدة الوطنية هي صمام الأمان والضمانة الأكيدة للمستقبل ، وهي قادرة ليس فقط ارغام أكبر قوة استعمارية في العالم على التراجع، وانما الحاق الهزيمة بها . ومن هذا المنطلق يحدونا التفاؤل والامل بالمؤشرات الوحدوية الجديدة على الساحة الفلسطينية ، في اعقاب توقيع اتفاق المصالحة بين حركتي (فتح) و(حماس) بعد سنوات من الخصام والاقتتال على السلطة .
وهذه الموشرات والبوادر يجب أن تقود الى بناء أوسع اصطفاف وطني وتقدمي فلسطيني ، لمواجهة المخاطر المحدقة التي تحيط بالمشروع الوطني التحرري الفلسطيني .وكذلك اعادة منظمة التحرير الفلسطينية الى مواقعها الوطنية وتفعيل مؤسساتها ، وبلورة مشروع وطني وسياسي فلسطيني مرحلي يلبي الطموحات الفلسطينية ، تقبل به كل القوى الفصائلية والمجتمعية والأهلية الفلسطينية، التي تمثل جميع شرائح المجتمع الفلسطيني ، للضغط على المجتمع الدولي والرأي العالمي من اجل تمرير الخطة الفلسطينية في هيئة الامم المتحدة في أيلول القادم ،الاعتراف بالدولة الفلسطينية . وبمقدور هذا المشروع دحر واسقاط مشاريع الهيمنة الامريكية على المنطقة العربية ، الرامية الى تصفية القضية الفلسطينية وتكريس الاحتلال للمناطق الفلسطينية، وابقاء الصراع مفتوحاً لصالح القوى المعادية.
فلتكن الوحدة هدفاً ووسيلة ، وللتكاتف الجهود الوطنية على الساحة الفلسطينية لوأد الانقسام والتشرذم المدمر ، والاسراع في ترميم البيت الفلسطيني واعادة تشكيل وبناء منظمة التحرير الفلسطينية على أساس خطها الوطني الكفاحي ، الذي يلبي أماني شعبنا بالحرية والاستقلال، واقامة دولته الوطنية المستقلة في حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشريف. وليتم تحويل التفاؤل الفلسطيني بالمصالحة والوحدة الى حقيقة واقعة وملموسة.

CONVERSATION

0 comments: