قضاة الملاعب أم قضاة المتاعب/ رأفت محمد السيد


مهازل التحكيم المصرى عرض مستمر لاينتهى، فلايمر موسم كروى إلا ونرى فضيحة جديدة للتحكيم المصرى تعكس مدى تردى حالة الحكام المصريين ، لدرجة أن سمعة التحكيم المصرى السيئة قد منعت الإستعانة بالحكام المصريين فى المحافل الدولية ككأس العالم والدورات الاوليمبية العالمية وغيرها ، والغريب أن أخطاء الحكام المصريين لاتغتفر، لأنها أخطاء ساذجة بمعنى ألف باء تحكيم ، فأخطاء التحكيم التى أراها فى أغلب الأحيان متعمدة قد تفقد أحد الفرق الحصول على بطولة أوقد تتسبب فى هبوط أحد الفرق إلى دورى المظاليم وقس على هذا أو ذاك حجم الإنفاق والتعب والمعاناة التى يقاسى منها الفريق الذى ضاعت منه البطولة ظلما أو الذى هبط دون اى ذنب إرتكبه سوى خطأ بشرى متعمد وليس من قبيل الصدفة ، ولااحد يستطيع ان يجزم ماهى اسباب تردى حالة التحكيم فى مصر ؟ هل هناك شبهة رشوة تقدم من أحد فرق المقدمة إلى الحكم ومعاونيه ؟ أم هل إنتماءات الحكم وميوله لفريق ما قد يفقده حياديته فنجده ينحاز إلى الفريق الذى يحبه ويشجعة وينتمى إليه حتى لو لم يفصح عن هذا الإنتماء لوسائل الإعلام المرئى والمقروء والمسموع ؟ هل تأثير الجماهير ذات الشعبية الكبيرة مثل الاهلى والزمالك يكون لها ضغط نفسى وعصبى على الحكام فنجد من يتأثر يالسلب ومن يتاثر بالإيجاب ؟ بمعنى أن الضغط الجماهيرى قد يجعل الحكم ينحاز إلى الفريق صاحب الجماهيرية والشعبية فتكون القرارات لصالحة أيا كانت "فلمسة غير متعمدة داخل منطقة الجزاء لصالح الفريق صاحب الشعبية تحتسب فورا ضربة جزاء دون مراعاة مايقع من ظلم على الفريق الاخر ، وعلى العكس فقد تتسبب الجماهيرية لدى حكم أخر إتخاذ قرارات عكسية ضد الفريق صاحب الجماهيرية ليثبت شجاعة وبطولة زائفة فيذاع سيطه ويأخذ من الشهرة غير المشرفة مايجعله حتى فى نظر الفرق المنافسة حكم ظالم، أم أن إنخفاض المقابل المادى للحكام وتأخر صرفة يجعل المسأله بالنسبة إليهم تحصيل حاصل ، فهم يريدون شهرة وانتشار حتى لو بالباطل فمكسبهم من الشهرة أكبر بكثير من مقابل هزيل يحصلون عليه وبعد عذاب ومطالبات عديدة قد تصل إلى حد الإعتصامات والتظاهرات الفئوية
إن التحكيم المصرى فى ازمة حقيقية ولابد من الوقوف على الاسباب الحقيقية التى وصلت بالتحكيم لهذه الدرجة من السوء ، أنا أعلم أن الحكم بشر وأعلم أن الخطا وارد ولكن عندما تتكرر الاخطاء ذاتها فلاتغتفر ، عندما يتم التغاضى عن ضربة جزاء صحيحة مائة فى المائة لايختلف عليها إثنان لصالح فريق ايا كان صاحب شعبية او غيره فهذا حرام لانه ابخس حق فريق فى تحقيق النصر على الفريق الاخر ، عندما لايحتسب هدفا صحيحا لصالح فريق أيا كان بدعوى التسلل مع العلم بأنه لاتوجد شبهة أى تسلل فهذا حرام ، عندما يقوم الحكم بإنذار لاعب على لعبة معينة ويتغاضى عن إنذار لاعب الفريق المنافس على لعبة شبيهة بها تماما فهذا حرام ، وعندما يتغاضى عن طرد لاعب تعمد إيذاء لاعب أخر أو سبه علنا بما يعكس سوء سلوك من اللاعب يستوجب الطرد ويقوم بطرد لاعب بالفريق المنافس لم يصدر منه هذا التصرف المشين فهذا حرام ، الأمر جد خطير إن اردنا المتعة الحقيقية لمشاهدة مباريات تعكس عدالة تحكيمية ، فعلى الرغم من أن الدورى المصرى يعد من امتع الدوريات العربية والإفريقية بشهادة الجميع إلا أن هذه المتعة قد أفسدها التحكيم الظالم الضعيف والهزيل ، إن وصف الحكم بالقاضى يعنى اشياء كثيرة لابد أن يعيها جميع الحكام إذا ماارادوا النجاح والإستمرار فلو فهموا معنى تسميتهم " قضاة الملاعب " لأنهم يفصلون بين فريقين يتباريان فى مباراة لابد من وقوع اخطاء فيها والحكم دوره ان يعطى الحق لصاحبه دون النظر إلى الإنتماءات ولا الالوان ولا الشعبية ولا الجماهيرية ولا اى شئ من هذا القبيل ، لقد أصبح الحكام المصريين وهم قضاة الملاعب "قضاة المتاعب" والتعصب والعصبية ، بل لقد أصبحوا اسبابا رئيسية فى الشغب الذى يحدث فى كافة الملاعب المصرية ، ولو عدنا لأى شغب جماهيرى حدث فى الملاعب المصرية أو غيرها فسوف نجد ان السبب الرئيسى فى اغلبها هو التحكيم ، ياقضاة الملاعب عليكم مسئولية وامانة فى ترسيخ العدل فيما تحكمون ، ولايسترعى إنتباهكم شعبية نادى او جماهيره ، فالمشجع إذا ماعرف الحزم والعدل والنزاهة فى حكم ما إحترمه وقدره بينه وبين نفسه لأنه قد تأكد أنه لن يظلم فريقة على الاقل ولن يخاف سطوة جماهيرة فمن هنا يأتى الإحترام ومن هنا تستحقون بالفعل لقب قضاة الملاعب ولكن بهذا الاسلوب الذين تديرون به المباريات فأنتم مازلتم قضاة المتاعب ، وأقول لكم الا تستحون من طلب أغلب الفرق المصرية إستقدام حكام اجانب ، ألا يؤثر فيكم ذلك ، ألا تتعلمون شيئا من هؤلاء الحكام الذين هم ليسوا بملائكة فهم ايضا يخطئون ولكن اخطائهم بسيطة جدا وغير مؤثرة على الإطلاق فى نتيجة مباراة ، ويمكن أن تغفر لكم الجماهير مثل هذه الاخطاء ولكن إصراركم على عدم الحيادية هو ماسيجعلكم دائما فى نظر الجميع "قضاة المتاعب "

CONVERSATION

0 comments: