عندما لا يتحدث البعض من فمه/ راسم عبيدات

...... يبدو أن البعض ممن احترفوا مهنة كتبة بلاط السلطات والاستئناس بإحسانها وبإشباع شهوة الإحساس بالأهمية برفض الإصغاء للرأي الآخر أو للنقد الهادف والبناء ومن محترفي هز الذنب والنفاق المتنعمين بحرية الإساءة للغير في أحضان وكنف الليبرالية الغربية اللندنية عبر مهاجمة من هم اصدق واشرف وأطول باعا في الثقافة والنضال والأخلاق والإخلاص والقيم والمبادئ لمصالح الناس والوطن،والمشبعة أدمغتهم بثقافة الدروشة والشعوذة،ومن تربوا على منهج الإقصاء والتكفير والتخوين والتهييج المشبوه واستغلال الدين لخدمة مصالحهم وأهدافهم الخاصة واللعب على وتر عواطف الجماهير والغرائز البدائية وحمق امتلاك الحقيقة المطلقة وكره الآخر والحقد عليه،تخيلوا وتصورا أن هذا يبيح لهم ولبعض أمرائهم التطاول على فصائل الحركة الوطنية الفلسطينية،والتحدث من غير أفواههم،وكل ذلك لأنهم يتصرفون باعتبارهم الوكيل الحصري للإله على الأرض وللشريعة وللدين وللمشروع الوطني الفلسطيني وأن سلطتهم الربانية لا تنطق عن الهوى.

هؤلاء المستكتبين مرة ومرات كثيرة يتحفوننا بكيل التهم والسباب والشتائم ونترفع عن الرد عليهم رأفة بهم وبجهلم وتخلفهم وحرصاً منا على عدم حرف الحوار والجدل الوطني الفلسطيني عن أهدافه وإشغال الناس بتوافه تنمرهم وعبادتهم لأصنام الغرور والادعاءات والتخرصات التي أكل الدهر عليها وشرب و......،ولكن أن تصل الأمور حد أن يخرج علينا من يتنعمون بدولارات الأسياد والجهاد في العاصمة البريطانية من أمثال المسمى حمامي أو المدعو الفلو لكي يطعنوا بتاريخ ودور ونضالات الجبهة الشعبية وسمعتها ومسيرتها واتهامها بأنها تخدم وتتساوق مع مشروع "دايتون"،وتنفذ أجندات مشبوهة،فهذا ما لا يجب السكوت عليه،بل لا بد من أن تكون الحقائق نافرة وواضحة لشعبنا ولجماهيرنا،فالجبهة الشعبية بعمرها المديد لم يسجل التاريخ ولا الشعب،أنها تلونت أو تخلت أو تنازلت عن دورها الوطني والنضالي مقابل حفنة دولارات أو في سبيل سلطة وهمية،أو خدمة لدور وأجندات وأولويات غير فلسطينية،وكل هذه الهجمة المسعورة من مستكتبي وعبدة السلطة ومنافعها على الجبهة الشعبية لأنها هي والجبهة الديمقراطية وجهتا سهام نقدهما لما قامت به الحكومة المقالة من زيادة الضغوط الاقتصادية والاجتماعية على جماهير شعبنا المحاصر والذي يعيش ظروف غاية في القسوة والصعوبة،وبالتالي رفع أسعار السلع الأساسية وفرض المزيد من الضرائب من شأنه أن يزيد معاناة الناس وعذاباتهم،وهذا الموقف والنقد لم تتحمله الحكومة المقالة ومستكتبيهم،فأصبح الهدف منه مشبوه وتخريبي ويستهدف إسقاط الحكومة المقالة ويخدم دايتون وزمرة"عباس" ...الخ؟ من مسلسل الردح الذين اشتهروا به تاريخياً،فعندما تتحدث الجبهة وغيرها عن المقاومة والحق المشروع في ممارستها ومواصلتها ضد الاحتلال،وتقوم بممارستها هي والفصائل الأخرى عملياً،فهذه أعمال تخريبية ومشبوهة؟؟،أما عندما تطلقها كتائبها فهذا عمل نضالي مشروع وخادم للمشروع الوطني!!،فهم "الوكيل الحصري للمقاومة والنضال"،و"منظمة التحرير وفصائلها ضالة وفاسدة ومتآمره وغير مناضلة ..الخ ولا تعرف مصلحة الشعب الفلسطيني"،ومن يطرحون أنفسهم بأنهم ممثلي الله على الأرض،هم فقط المخولين بمنح شهادات الوطنية والتخوين والتكفير والإيمان وغيرها،فأي هراء وتخرصات هذه؟،فهذه التخرصات والأكاذيب والأضاليل لا تخرج إلا من أناس آخر همومهم هو المشروع الوطني دون ان نستشهد او نستعين بتوصيف إخوان لهم من القوى الإسلامية في الساحة الفلسطينية .

والجبهة يا كتبة الشيطان والسلطان ويا عقارب الليل لا تتحدث في مديح نفسها وتترك للناس وأبناء شعبها الحكم في ثقافتها وتربيتها وفكرها وقيمها ومسلكياتها قياساً لممارساتكم وأعمالكم وتقبل سلفا بحكمهم وفي المقدمة أبناء شعبنا في القطاع القادرين على تمييز عدالة وصدق مطالب الجبهة الشعبية وما ورد في بيانها الذي لم تحتمله ديمقراطيتكم وسعة صدركم وحلمكم وأحلامكم التي يبدو أنها أحلام حمام وعصافير ....

الدم الفلسطيني خط احمر .... ولم توغل الجبهة يوماً من الأيام في الدم الفلسطيني ولم ترتكب مجزرة أو جريمة بحقه ولم تهدم لا مسجداً ولا جامعاً على رأس من فيه ولم تحرق محلاً تجارياً أو مقهاً،ولم تتدخل في شؤون وحياة الناس الخاصة،واحترمت فكرهم ومعتقداتهم وتعدديتهم الفكرية والسياسة،ولم تتحدث بازدواجية عن التسامح والوحدة الوطنية واحترام الحرية الشخصية والتعددية السياسية وفي الواقع تمارس عكس ما تنطق به،ومحمد دحلان عضو اللجنة المركزية لحركة فتح الذي يصفه حمامي والفلو بالقاتل والمأجور والمجرم والدايتوني ..،وبغض النظر عن موقفنا وملاحظاتنا على مواقفه السياسية،والتي نقولها بكل جرأة ووضوح علناً وجهراً،فنحن لم نذهب لتوقيع اتفاق محاصصة معه في مكة "يحترم الاتفاقيات والقرارات التي تعترف بدولة الكيان والاحتلال"،ولم نقتسم أندية ومؤسسات غزة مع من يمثله في القطاع،ولا نطمح أن نقتسم معه السلطة مستقبلاً،ولم نسع الى سلطة وهمية تحت الاحتلال والتنعم بامتيازاتها والتمسك بها على حساب المشروع الوطني،فنحن نعرف أن هذا زمن المغارم لا المغانم.

أما عند الحديث عن المال فهنا المصيبة والطامة الكبرى،ولكن لا بأس من التوضيح وطرح الحقائق عارية،فالجبهة عاشت وما زالت تعيش حالة من الحصار المالي والسياسي والهجمة الشرسة عليها احتلاليا من اعتقالات وقمع مستمرة،ولقاء مواقفها ومبدئيتها طرحت ورفعت شعار تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها،فهي لا تمتلك ملايين الدولارات ولم تقبل بل ورفضت قنوات وحنفيات المال المشروط والخادم لمشاريع وأهداف وأولويات وأجندات غير فلسطينية

.وليس هذا فقط بل عليهم أن يعلموا أن الجبهة كانت دائماً وأبداً سباقة في الفعل والميدان،وهي لم تبخل على شعبها في النضال والعطاء والوفاء لشهدائها والرد والانتقام لهم،والجبهة الشعبية أدانت بشكل واضح لا لبس فيه كل أشكال الاعتقال السياسي في الضفة والقطاع ودعت الى إغلاق هذا الملف،وموضوعة التنسيق الأمني التي اكتوت بنارها قبل غيرها واعتبرت ذلك خدمة مجانية للاحتلال،وكذلك المفاوضات الثنائية والعودة إليها اعتبرته طعنة غادرة للنضال الوطني الفلسطيني،ومساهمة في تكريس حالة الانقسام الفلسطينية،ولن نتوقف عند هذا فالجغرافيا السياسية لم تمنع الجبهة الشعبية من رفض كل الضغوط التي مورست عليها من أجل المشاركة في حرب المخيمات والاقتتال الداخلي الفلسطيني- الفلسطيني عام 1983 وأكد القائد الراحل الحكيم بأن الدم الفلسطيني خط أحمر لا يجوز لأي فلسطيني أن يتجاوزه أو يعبث به،كما أن الجبهة الشعبية شاء ام لا كتبة السلطة والسلطان مثلت ضمير هذا الشعب وصانت قراره المستقل،ولم تسمح ولم تشارك في شق وحدته وتشكيل أجسام بديله عن عنوانه ومرجعياته

.ورغم كل ذلك فإننا ما زلنا نقول،بأن مسلسل الردح والردح المضاد والمناكفات الضارة وغير المفيدة يجب أن تتوقف، وبأننا نكن كل الاحترام والتقدير لكل نضالات وتضحيات فصائل شعبنا الفلسطيني كافه من مختلف ألوان الطيف السياسي الفلسطيني وطنية وإسلامية،ونرى أن تحقيق شعبنا لأهدافه الوطنية رهن بالمصالحة وإنهاء الانقسام وتحقيق وحدته الوطنية على قاعدة المشاركة في القرار والوحدة والمقاومة لا على قاعدة المحاصصة والاستحواذ وعبادة السلطة والنفاق للسلاطين والأخضر اللعين،وختاماً أقول"ربي احمني من أصدقائي،أما أعدائي فأنا أتكفل بهم".

CONVERSATION

0 comments: