نضال حيث لا نضال/ محمود الزهيري

كنت أتمني أن يذهب وفد الجمعية الوطنية للتغييرلبحث قضايا الديمقراطية والإصلاح في مصر إلي سوريا أو العراق أو اليمن أو علي أسوأ الفروض إلي ليبيا , حيث أن هذه الدول الأربع من الدول العظمي ذات المكانة والريادة في العالم ومن ضمن الدول التي ترعي الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان , ليس داخل حدودها القطرية , ولكن تتعداها إلي الأقطار المجاورة لتصل إلي معظم دول العالم لتراقب حالة الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان .

أو ياليت هذا الوفد قد يمم وجهه إلي الكويت لبحث المسالة المصرية هناك خاصة بعد طرد دولة الكويت لمجموعة من المصريين من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير .

أوكانت غاية المني أن يتقدموا بشكوي من النظام المصري إلي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمملكة العربية السعودية خاصة بعد حجب المملكة لموقع الجمعية الوطنية للتغير, خاصة وأن هذه الهيئة هيئة شرعية ترعي الحرمات الإنسانية وتحافظ علي صون المحرمات من الإنتهاك , خاصة وأن هذه الدول العربية لها سلطان نافذ في حماية وصون الحريات وحقوق الإنسان والديمقراطية !!

هذا أمر مضحك مبكي يثير السخرية والغثيان من التصريحات التي لايتواني الدكتور عبد الحليم قنديل من علي مقعده الرئاسي في الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية والتي يدلي بها من آن لآخر , وكأن هذه التصريحات لها مقصود آخر لايعلمه إلا هو وهو فقط , فسابقاً وقف بالمرصاد لشباب 6 أبريل واتهمهم بالخيانة والعمالة وتلقي الأموال من جهات خارجية , وسابقاً خرج من الجبهة الوطنية ضد التوريث بدعوي أن هذه الجبهة لها صلات خارجية وخاصة بالولايات المتحدة الأمريكية , وحالياً يقف بالمرصاد للجمعية الوطنية للتغيير , وكأنها جمعية خارجة عن الإطار الوطني العام بمطالبها البسيطة التي لاتشكل عائق في فهمها أو فيما تأمله وتطمح إلي تحقيقه خاصة في التعديلات الدستورية للمواد 76 , 77 , 88 من الدستور المصري , ولا أدري لماذا يقف هذا الموقف هو ورفاقه الجدد في الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , لدرجة أنه يريد أن يجتمع غالبية المثقفين والكاريزما علي رأيه وفقط والتأكيد علي العداء للإمبريالية والصهيونية وكأنها لازمة أو فاتحة لأي كلام لدرجة وكأنه يريد أن يستبدلها بالبسملة لتكون بسملة جديدة بإسم التيار القومي العروبي , ولكن لولا خشية التيار الإسلامي المتحالف معه لكان كذلك !!

توجه بالأمس القريب وفد من النشطاء المصريين من أعضاء الجمعية الوطنية للتغيير إلي الولايات المتحدة الأمريكية لحضور مؤتمر عن مستقبل مصر والديمقراطية , ومن ضمن هذه الأسماء الدكتور حسن نافعة والأستاذ جورج اسحق والدكتور أسامة الغزالي حرب و المستشار الخضيرى والدكتور يحي الجمل , وهذه الأسماء معروفة للقاصي والداني داخل مصر وخارجها , إذ من ضمن هذه الأسماء المنسق الأول للحركة المصرية من أجل التغيير كفاية وهو الأستاذ جورج إسحاق , وبالرغم من أن حضور هذه الأسماء لهذا المؤتمر لم يكن له أي شكل من أشكال الرسمية التي لم تشارك فيه الولايات المتحدة الأمريكية , وإنما تحالف المصريين الأمريكان هو من أعد لهذا المؤتمر .

هذا الأمر لم يروق للدكتور عبد الحليم قنديل كسابق عهده وحساسيته المفرطة من الولايات المتحدة الأمريكية وكأن لديه غدة زائدة تفرز العداء والكراهية للولايات المتحدة الأمريكية من غير تفرقة بين المجتمع الأمريكي وهيئاته ومؤسساته المدنية , فما كان منه إلا أن تنكر لهذا المؤتمر , وتنكر للأسماء المشاركة فيه ومتحدثاُ بلغة التأكيد علي أن حركة كفاية لا علاقة لها من قريب أو بعيد بهذا المؤتمر أو بالشخصيات المشاركة فيه !!

مع العلم بأن هذه الأسماء المشاركة في المؤتمر سيكون لها العديد من الفعاليات أثناء وبعد هذا المؤتمر ومنها تنظيم وقفة إحتجاجية أمام مقر الأمم المتحدة ضد النظام المصري مما يكون له أصداء لتعريف العالم بمطالب المعارضة المدنية داخل مصر .

أعتقد وأجزم بأن أصحاب هذه الأسماء مشكلتهم الوحيدة أنهم لم يتلقوا دعماً لصحف كانوا يعملون بها أو أحزاب كانوا علي صلة بها أو كتب كتبوها وقبضوا أثمان بيعها مقدماً أو تنظيمات قومية تم تمويلها , أو أي شكل من أشكال التمويل القومي من سوريا أو لبنان أو اليمن أو العراق وهذه هي مشكلتهم الحقيقية بجانب أنهم لم يتلقوا ديناراً ولا دولاراً ولا كوبونات نفط ولا ساعات ذهبية ولا سيارات مرسيدس , وحيث أنهم لم يكونوا كذلك فحتما ستكون تهمتهم أنهم مناصرون للأمريكان , ولتذهب مصر إلي الجحيم إن شاؤا, وهذا هو حال الموقف القومي العروبي من هذه الأسماء !!

فهل كان يتمني الدكتور عبد الحليم قنديل أن يتم عقد هذا المؤتمر لمناقشة قضية الديمقراطية ومستقبل مصر داخل إطار قومي عروبي كحل بديل حتي يعترف بهذا المؤتمر وبالأسماء المشاركة فيه , ولتكن علي سبيل المثال سوريا أو ليبيا أو اليمن أو العراق , أو اياً من الدول العربية كان سيختار ؟!!

أظن أنه كان سيختار الأردن التي إحتجزته بالمطار لمنعه من المشاركة في مؤتمر الذكري 62 لنكبات ووكسات وخيبات العرب التي يبحثون فيها ويتدارسون دروس النكبة والوكسة , من غير أن يتدارسوا أن أسباب النكبة والوكسة راجعها لإستبداد وطغيان وفساد الأنظمة العربية ذاتها , وتغييبهم لقضايا الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان !!

وبصراحة ماذا يقصد الدكتور عبد الحليم قنديل ورفاقه الجدد في الحركة المصرية من أجل التغيير كفاية , ومن أجل ماذا هذه التصريحات العنترية , ولصالح من؟!

أظن أن هذا نضال حيث لانضال ..

أنا قومي , إذاً أنا موجود !!

mahmoudelzohery@yahoo.com


CONVERSATION

0 comments: