أقباط مصر ليسوا Kg1/ مجدى نجيب وهبة

* أوضح مايكل منير فى لقاء مع الأستاذ جمال عنايت أنه على إستعداد للإستقالة من البرلمان القبطى إذا توحد الأقباط كما توحدوا حينما قاموا بإصدار بيان لتحذير الأقباط من المشاركة فى البرلمان القبطى وهو الأمر الذى يشير أن الموضوع شخصى بشكل بحت ، كما أوضح مايكل منير أن فكرة البرلمان هى إختيار الأقباط لمن يمثلهم بالخارج !!! ، وأبدى مايكل منير إندهاشه من الحملة التى قادها الكثيرين ضده ، وأوضح أن هناك فى أمريكا "الكونجرس الإسلامى" ولم يعترض أحد ولم يقل أحد كيف يقوم المسلمون بعمل كونجرس إسلامى داخل الولايات المتحدة الأمريكية ... على صعيد أخر أصدر بعض أقباط الخارج بيان وقّع عليه عديد من الناشطين الحقوقيين والكتاب والقمص مرقس عزيز خليل حذروا فيه بما يسمى بـ "البرلمان القبطى" والذى يزعم بأنه يمثل الأقباط فى المهجر .
* هكذا تحول أقباط مصر إلى قوى تتصارع بين الشد والجذب فهناك من يؤسس برلمان وهناك من يطعن على هذه الفكرة وتناسى الجميع دور أقباط الداخل وكأنهم فى حضانة أو كما يطلق عليهم "أقباط مصر Kg1" وليس لهم أدنى مسئولية أو فكر للدفاع عن أنفسهم .. ودعونا نتساءل هل يمكن أن يكون هناك دور لأقباط الخارج بدون اللجوء لأقباط مصر .. بالقطع الإجابة ستكون بالنفى ، وهو ما دفع مجدى خليل إلى تأسيس منظمة حقوقية فى منطقة مصر الجديدة ، وقد تقلص دور هذه المنظمة الحالى على إستضافة الندوات والمؤتمرات وذلك بسبب تعرضه للهجوم الحاد من بعض الأقلام زاعمين إنها منظمة أمريكية صهيونية الصنع ، ثم حاول مايكل منير البحث له عن دور داخل القضايا الطائفية فى مصر فقام بتأسيس منظمة حقوقية أطلق عليها "إيد على إيد" وعند إفتتاح المنظمة دعى إليها عدد كبير من السياسيين والفنانين والكتاب الإسلاميين حيث حظيت بشو إعلامى كبير ، ثم بعد ذلك لم نسمع عنها كما أن مايكل منير ليس له دور إلا مع تصاعد بعض الأحداث الطائفية حدتها فتقوم بعض البرامج الفضائية بإستضافته فى حضور شخصية سياسية تثير إشمئزاز الشارع القبطى فى محاولة لتحقيق صدى ناجح للبرنامج ومقدمه ، أما عن فكرة "البرلمان القبطى" ، ففى إعتقادى إنها بدأت فى الصعود عقب وفاة المهندس عدلى أبادير الذى قيل عنه أنه يقوم بدور زعيم أقباط المهجر .
* لقد تناسى الجميع دور أقباط مصر خاصة أن أقباط الداخل هم أكثر الأشخاص إحساساً بخطورة الموقف وتدهور العلاقات بين أبناء الوطن الواحد فى القرى والمراكز والنجوع بسبب توغل الفكر الأرهابى وسيطرته الإرهاب على الشارع المصرى فى الوقت الذى تتغاضى الدولة عن فتاوى العداء ضد المسيحيين وهو ما شجع على مزيد من الأحداث والتطرف .
* لقد تناسى الجميع دموع الأم وإنكسار الأب وهو يجد فلذة كبده يقتل أمام عينيه وتمثل بجثته وإكتفى البعض بالمقالات النارية والإدانة والشجب وإكتفت الكنيسة بتقديم واجب العزاء وبعض الأموال فى صورة تعويضات وإلتزم البعض الصمت للحديث بعد ما تسفر عنه الأحداث من قرارات ، وهم فئة قبطية تعيش فى مصر بهدف إخراس كل صوت يطالب بالعدل وإحترام العقائد فينبرى لولبى الفبركة لإجهاض أى محاولة للشكوى أو الصراخ وهم لا يتعدوا أصابع اليد أحدهم كاتب مغمور حاصل على دبلوم زراعة وعضو برلمانى سابق تتسابق بعض الصحف القومية والقنوات الفضائية لإستضافته للتحدث بإسم الأقباط رغم أن الأقباط لم يوكلوه فى أى قضايا تختص بهم وأخر برلمانى حالى وحاصل على عديد من النياشين فى الدراسات الإسلامية ، وبعض الحقوقيين الباحثين عن دور وسط هذا الركام الإعلامى كما لا ننسى دور بعض المتسلقين من المذاهب المسيحية الأخرى فهم مثل كذابين الزفة يطعنون فى كل ما هو صحيح فى محاولة للتقرب من الأخرين .. كل هذه النماذج تفتح لهم أبواب الصحف والقنوات الفضائية للطعن والتجريح فى أقباط مصر .. مما يدعونا إلى أن نقول "لكم الله ياأقباط مصر" ونتساءل لمصلحة من الصراع الدائم على دور القيام بزعيم أقباط المهجر ثم من وكّل كل هؤلاء للتحدث بإسم أقباط مصر ، وأقباط مصر لا يعلمون شيئا عن هذا الصراع ، بل أن هناك واقعة يجب أن أذكرها ففى فبراير 2008 نظم أقباط المهجر مؤتمر فى مصر ودعي له جميع الأطياف من منظمات قبطية تمثل جميع دول العالم ورغم حدوث بعض المشاكل بينهم وتقبل البعض الأخر ورفضهم للأخرين إلا أننا نترك هذه المشاكل جانبا ودعونا ممن الذى مّول إقامة المؤتمر ولكن فى النهاية لقد سعدنا بإلتقاء كل هذه الشخصيات القبطية وفى ختام المؤتمر أصدر منظمى المؤتمر بيان ختامى وتم توزيعه على جموع الحاضرين والذى أصدره أ. نبيل عبد الملك رئيس منظمة أقباط كندا وهو لا يختلف عن أى بيان ختامى ولكن كما يقال "دس السم فى العسل" ، ففى البند الرابع من البيان كتب بالحرف الواحد " على الحكومة المصرية أن تعترف أن الأقباط أقليات وعليها أن تعاملهم معاملة الأقليات مثل المرأة والبهائيين " ، ووقّع على البيان جميع منظمى المؤتمر .
* وفى المؤتمر الصحفى الذى عقد بمركز حقوق الإنسان عقب إنتهاء المؤتمر أثارت الصحفية مينرفا سعد سؤالاً حول هذا البند "الرابع" وتساءلت إن ما ذكر فى البند قد يعيد القضية القبطية إلى الوراء مئات السنين ، مما جعلنى أثور وأتساءل من أنتم وماذا تريدون وإنفض المؤتمر دون أن يستكمل والبيان تحت يدى ... وتساءلت وتساءل معظم أقباط مصر من هو نبيل عبد الملك ولماذا يطالب الحكومة المصرية أن تعترف أن الأقباط أقليات ويعاملوا معاملة الأقليات مثل المرأة والبهائيين . وهو ما رفضته الحكومة المصرية إعلامياً فى حين إنها تتعامل بنفس المنطق وهذا المبدأ داخلياً ، وأنتم تعلمون أن الأقليات يكونوا تحت وصاية الأغلبية وليست لهم حقوق المواطنة ولا الحقوق فى الحكم أو الأرض أو المشورة .
* هذا هو مثال لبعض من يقولوا نحن زعماء أقباط المهجر بل لقد هوجمت من البعض عقب ما كتبته كشفا عما دار من بيان أصدره المؤتمر ، أما ما يزعم به مايكل منير أن هناك "الكونجرس الإسلامى" فى أمريكا ولم يتساءل مسلم فى مصر كيف تأسس هذا الكيان وقد تناسى السياسى الحقوقى أن الكونجرس الإسلامى قد تأسس فى أمريكا للدفاع عن الإسلام الذى هو متهم دائماً بالتطرف والإرهاب ، ولكن أن يؤسس "البرلمان القبطى" فى أمريكا فما هو عمله ؟ .. سوف تقولون لعرض مشاكل الأقباط على الكونجرس الأمريكى ، وقد تناسى البعض أو الكثير منا أن أمريكا هى رائدة الإرهاب فى العالم وكما كتب صديقنا الدكتور ماهر حبيب فى مقال له على موقع الأقباط الأحرار بعنوان "الهبل له ناسه" متهماً أمريكا " ببناء مسجد بجوار الجروند زيرو فى نيويورك دون مراعاة لمشاعر أسر 3000 بنى أدم فقدوا أرواحهم على أيد عصابة بن لادن وبصراحة إللى وافق على البناء ده شخص عديم الإحساس جاهل سياسيا وحتى إجتماعيا ومحتاج حد يشيله من منصبه " حتى إنه قرر الهجرة إلى ألمانيا حيث أن مرارته قد فقعت .
* إخواتى الأعزاء أقباط الخارج الذين هم أقباط الداخل .. إن النظام فى مصر بات محصناً ضد ما يثيره البعض فى الخارج فهم لا يهتمون بما يثار على الساحة الفنية فهى سياسة دولة تسير بخطوات ثابتة نحو أسلمة المجتمع وتحويل مصر إلى "مصرستان" والحكومة الأمريكية راعية رسمية للإرهاب فهى لا تهتم إلا بما يعود عليها من أرصدة تضاف إليها فى البنوك كما هو الحال فى جميع الدول الغربية التى تتحالف مع الشيطان من أجل مصالحها ، فهى تندد بالإرهاب وفى نفس الوقت تدين الحكومة المصرية وتتوعدها بالعقاب بسبب تمديد قانون الطوارئ وهى تعلم جيدا أن قانون الطوارئ قد يكون لعبة فى أيدى النظام ولكنها لعبة يعرف قدرها الإخوان المسلمين والجماعات الإرهابية ورغم ذلك يفتعلون الوقفات الإحتجاجية والإعتصامات للتنديد بتمديد قانون الطوارئ ... إنهم فئة ضالة ولكن تحتفظ الحكومة بورقة التوت التى تستر عورتها والتى تريد الجماعات الإرهابية أن تجردها منها بل وأمريكا تكشر عن أنيابها لإلغاء هذا القانون .
* خلاصة المقال نكرر العبارة التى لا نملك إلا أن نقولها "لكم الله ياأقباط مصر الغلابة ويافقراء أقباط مصر المضطهدون فى بلدكم وياشباب مصر الضائع فلا إفتقاد من الكنائس ولا تدخل حاسم لحل المشاكل الطائفية أو الإجتماعية " .. ولكن كل ما نقوله ونردده مع كل هذه الطعنات الغادرة وكما يقول البابا شنودة "ربنا موجود" ... نعم ربنا موجود ولكن ما الذى أوصلنا إلى هذه المهانة .. من المسئول عن هذه الفوضى ؟ ... من المسئول عن الإرهاب الموجه للأقباط فى مصر ؟
* إذاً ما هو الحل ؟ ومن يدافع عن قضايا الأقباط أو مشاكلهم دون المتاجرة فيها ؟
• الحل هو إدانة النظام وتحميله كل المسئوليات التى يتعرض لها أقباط مصر من حوادث وإعتداءات وإنتهاكات.
• الحل هو تحرك مجالس حقوق الإنسان التى تزور القرى والنجوع وتلتقى مع الأقباط والمسلمين لبحث مشاكلهم وغربلة المتطرفين المزروعين بينهم بل والقضاء عليهم وإعدامهم .
• الحل هو القضاء العادل الذى يقتص من القاتل دون محاكمات مملة وطويلة حتى تتوه الحقائق .
• الحل هو إستبعاد كل العناصر المتطرفة من قيادات الشرطة وإلتزامها بالحيادة والحسم فى حل مشاكل الأقباط والمسلمين وجميع العناصر المتطرفة من جميع أجهزة الدولة .
• الحل هو إلغاء ما يسمى بالخط الهمايونى أو التوصيات للعزبى باشا .
• الحل هو إعتذار المسلمين عن بيان الجماعات الإسلامية والذى تم توثيقه عام 1980 فى عهد الرئيس المؤمن السادات .
• الحل هو إقرار شعار "الدين لله والوطن للجميع" .
• الحل يجب أن ينبع من القيادة المصرية والحزب الحاكم فلا مجال للتلاعب بالألفاظ والمعانى وتسويف الحلول.
• الحل هو أن يتبرأ الأزهر من أمثال محمد عمارة وسليم العوا وأبو إسلام أحمد ويوسف البدرى والقرضاوى وعمر عبد الكافى وفهمى هويدى وكل الحاقدين على الأقباط الطاعنين فى العقيدة المسيحية .
• الحل ليس بـ "البرلمان الأوربى" ولا بالبحث عن زعامة وهمية أبطالها يبحثون عن سبوبة ، فالمنظمات الصهيونية تعمل وتدفع بسخاء لتلك المنظمات لتدمير الوطن والأقباط فى مصر هم الذين يدفعون الثمن ، فلا يهم الصهيونية العالمية من يفوز وإنما ما يهمها هو إزكاء الصراع الطائفى وإضعاف مصر .
* على القيادة المصرية أن تعلم أنه بدون الأقباط لن يكون هناك مجتمع بل سيكون هناك مجتمع إرهابى وهابى تحكمه شريعة الغاب "يحكمه جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" لذلك فنحن نطالب بإلغاء المادة الثانية من الدستور التى يتمسك بها المتطرفين لإرهاب المجتمع ومن ثم تدميره .
* أما عن قانون الطوارئ فليس هو الشماعة التى يحاول البعض التحدث عنها أو تعليق مشاكل الوطن عليها .. طبقوا قانون الطوارئ كما ترغبون .. طبقوا الأحكام العرفية كما تريدون فنحن لا نبحث إلا عن الأمن والأمان لأولادنا .. طبقوا هذه القوانين كما ترغبون فهل هى كفيلة بالقضاء على الإرهاب ... دعونا نتساءل هل هناك أرض أخرى أحب ترابها وأعشق نيلها وأبنى عليها دارى وأزرع فيها أشجارى .. هل لنا مكان فى هذه البلاد التى سادها الفساد وداهمها الإرهاب . نتمنى أن نجد هذه الأرض حتى تعود مصر كما كانت عظيمة شامخة تزهو بخطواتها وبشعارها الذى يقول أن "الدين لله والوطن للجميع" .

رئيس مجلس إدارة جريدة النهر الخالد
Email:elnahr_elkhaled2009@yahoo.com

CONVERSATION

0 comments: