بعد 30 يونيو .. "مصر بلا إرادة"/ مجدى نجيب وهبة,

** كنت لا أتمنى أن يكون هذا هو عنوان مقال لى بعد مرور أكثر من عام على أعظم ثورة شعبية حدثت فى مصر ، بعد قيام ثورة 23 يوليو 1952 ..
** عظمة هذه الثورة أنها تعبر عن إرادة شعب ، بل إرادة أكثر من 90 مليون مواطن مصرى .. فقد خرج أكثر من 40 مليون مصرى فى الميادين ، يطالبون بسقوط حكم الإخوان ، وبالحرية ، وبالعدالة ، وبالكرامة ..
** ولكن للأسف .. لم يتبدل شئ ، ولم تنضج سياسة الدولة المصرية حتى اليوم .. بل أستطيع أن أقول أن مصر بعد 30 يونيو 2013 وطن بلا إرادة .. مصر بعد 30 يونيو دولة بلا حكومة .. وشعب مازال يعيش تحت خط القهر والإنكسار ، رغم أنه إختار بكامل إرادته قائد ورئيس وزعيم من أعظم الشخصيات التى أنجبتهم القوات المسلحة المصرية .. هو البطل والقائد والرئيس المشير عبد الفتاح السيسى ..
** فما الذى حدث لنا ؟ .. هل أصابنا الغباء والتبلد لهذه الدرجة حتى لا نملك إرادتنا ؟ .. لماذا أصبحنا ملطشة لهذه الدرجة .. جنودنا يغتالون بسلاح الغدر والخيانة ، ونظل نندد ونشجب ونتوعد ، حتى تعود نفس الجريمة بنفس السيناريو ، بل ربما أشد قسوة من المرة السابقة .. ونعود لنفس نغمة الإستنكار والتهديد بالقصاص والمحصلة لا يحدث شئ ..
** لقد حذرنا ملايين المرات أن مصر فى حالة حرب شرسة سافرة .. اللعب فيها على المكشوف .. ومع ذلك نجد أن مصر عاجزة عن إتخاذ أى قرار .. هل أصاب الحكومة الشلل الرعاش فلم يعدوا يدرون من أمرهم شئ .. هرج ومرج وقرارات عشوائية ، والمحصلة أن مصر تعوم فى مستنقع من الفوضى ونزيف من تدمير البنية التحتية التى تكلفت مليارات الدولارات .. فمنذ أمس الأول خرج علينا تصريح من وزارة الكهرباء بأن خسائر الوزارة بلغت خلال الأسبوع الماضى 220 مليون جنيه نتيجة تفجيرات 4 أبراج كهرباء .. بل وصل بنا الفشل أن سرقة الكهرباء أصبحت علانية ولا يجرؤ موظف أو مسئول بإدارة مباحث الكهرباء بتحرير مخالفة واحدة أو محضر واحد للسارق .. هل هو خوف ؟ .. هل هو عدم إمتلاك الإرادة والقرار ؟ ..
** دويلة أثيوبيا تهددنا بسحب مياه النيل ، وهو شريان الحياة فى مصر من خلال مشروع بدأ تنفيذه بعد نكسة 25 يناير ، وهو مشروع لم تكن تجرؤ أثيوبيا أن تفكر فيه أثناء حكم الرئيس "مبارك" .. كما لم تكن تجرؤ أن تفكر فيه أيام حكم السادات أو جمال عبد الناصر ..
** إذن .. فقد بدأ إنطلاق المشروع عندما وصل الجاسوس الإرهابى الخائن "محمد مرسى" إلى الحكم ، فهو الذى أعطى الضوء الأخضر لحرمان الشعب المصرى من مياه النيل حتى يرضى سيدته أمريكا لتدمير مصر ..
** وبفضل هذا الشعب المصرى العظيم .. الذى قاد أكبر ثورة فى تاريخ العالم .. وطالب بمحاكمة الخونة ذهب هذا الحقير إلى غير رجعة ..
** ولكن للأسف مر أكثر من عام .. ومازال الخونة يحاكمون ، وصدرت أحكام عديدة ، تارة بالإعدام وبالمؤبد والسجن والغرامة .. ولكن للأسف مازالت هذه الأحكام غير نهائية وتم جميعها الطعن عليها .. رغم أن الخيانة واضحة والجرائم تستوجب الإعدام وأحكام عسكرية سريعة ، إلا أنه لا يحدث أى شئ من هذا القبيل ..
** واليوم تتكرر نفس السيناريوهات للإعتداء على كمائن الجيش والشرطة ونفس المذابح التى راح ضحيتها 16 جندى مصرى لحظة الإفطار فى شهر رمضان الماضى .. حيث تضاعف العدد ليصل إلى سقوط 23 شهيدا وأكثر من 10 مصابين .. وذلك قبل أذان المغرب بحوالى ساعة و35 دقيقة .. بإستخدام الإرهابيين لمجموعات مسلحة فى سيارات دفع رباعى صحراوية تم تهريبها عن طريق الحدود الغربية ..
** وعقب الجريمة الإرهابية البشعة كالعادة .. خرجت بعض التصريحات الإخوانية تعلن عن هوية مرتكبى الحادث بإنهم مجموعة من المهربين حتى تعطى الفرصة لهروب المجرمين الحقيقيين من الجهاديين أو التكفيريين أو تنظيم بيت المقدس أو تنظيم القاعدة .. وكلها أسماء وهمية لجماعة الإخوان المسلمين الإرهابيين ..
** نعود للجريمة البشعة .. كيف تمت ، وأين ذهب هؤلاء المجرمين ؟ ...
** لقد تم تنفيذ الجريمة قبل مدفع الإفطار بحوالى ساعة و35 دقيقة .. ونفذوا جريمتهم .. وقيل أنه تم إصطياد عدد 3 أو 4 من هذه المجموعة الإرهابية .. فهل تم تفتيت أجسادهم ، ولم يعد يتبقى منهم أى أشلاء للإستدلال عن جنسيتهم ، ثم التوصل إلى القتلة الحقيقيين .. هذا من جانب ..
** ومن جانب أخر .. لو إفترضنا عدم سقوط قتلى للإرهابيين .. فأين ذهبوا بسيارتهم وأسلحتهم ، وإختفوا فى الفترة ما بين تنفيذ الجريمة ولحظة إنطلاق المدفع .. وهى فترة ساعة ونصف تقريبا ..
** إذن فالمجرمين إختبئوا فى أماكن تبعد حوالى مائة كيلو متر عن موقع إرتكاب الجريمة .. بل ربما مسافة أقل قد تصل إلى 50 كم ، وهذا الوقت كفيل بهروبهم من موقع الحدث ..
** فهل يستعصى على المخابرات العسكرية تمشيط كل الدروب والقرى الواقعة فى محيط الكمين التى لا تبعد عن مائة كم .. ولكن لأننا دولة بلا هدف ولا إرادة فتخرج تصريحات عنترية من نوع الإدانة والشجب والقصاص .. وتصريحات أخرى بملاحقة القتلة حتى لا يفلت المجرم من العقاب .. هذا ما تعودنا عليه .. تصريحات وبيانات بالشجب والإدانة دون إتخاذ أى قرار حاسم .. وبالطبع فى مثل هذه الظروف التى تمر بها مصر فكل شئ متاح .. بداية من تفعيل قانون الطوارئ فى كل أنحاء الجمهورية إلى تطبيق الاحكام العرفية .. إلى تفعيل الأحكام العسكرية ، حتى ننقذ مصر من مصير مظلم يعلمه الجميع ..
** فهل تحتاج مصر إلى إصدار بيان تنعى فيه أسر الشهداء أم تحتاج مصر إلى قرارات عسكرية لرد الإعتبار لدماء الذين سقطوا شهداء برصاص الغدر والخيانة ..
** مصر فى حالة حرب قصوى ضد الإرهاب وأمريكا وقطر وتركيا ودول أوربية .. ومع ذلك لم يعد لدينا قدرة على إتخاذ قرار هام وعاجل ضد الإدارة الأمريكية ، وطرد السفير الأمريكى من مصر مثلما فعلت دولة البحرين ومثلما فعلت دولة ألمانيا مع السفير الأمريكى .. لم يكن ذلك فحسب ، بل لم نجرؤ على طرد السفير القطرى من مصر .. فهل إختفت إرادتنا وأصبحنا دولة تجيد الندب و الشجب والجنازات وإقامة سرادقات العزاء ..
** لقد خرجت مصر بكل شعبها لتفويض المشير عبد الفتاح السيسى لإدارة شئون البلاد وحماية هذا الوطن من كل المؤامرات والدسائس وتعهد الرئيس بذلك .. فهل حكومة محلب تعيق عمل الرئيس .. وهل الرئيس عبد الفتاح السيسى يحتاج تفويضا أخر بعد أن أصبح رئيسا للبلاد لوقف نزيف الفوضى والإرهاب ..
** الأسئلة كثيرة .. ومن غير المنطقى أن نرددها بعد ثورة 30 يونيو .. ولكن ما باليد حيلة فمصر تعود إلى نقطة الصفر من جديد .. هل يخرج الشعب مرة أخرى ؟ .. هل نحن فى حاجة لمحاكمات مدنية ومصر فى حالة حرب أم محاكمات عسكرية ؟ .. هل نحن فى أمس الحاجة إلى تفعيل قانون الطوارئ أم قوانين المحاكم المدنية لتحاكم الإرهابيين والقتلة والخونة والعملاء ؟ ..
** لقد إخترق الإخوان كل مؤسسات الدولة .. إخترقوا القضاء وإخترقوا الشرطة وإخترقوا المحليات ، ولم يتبقى إلا المؤسسة العسكرية .. فهم يحاولون بكل الطرق إختراق المؤسسة العسكرية والجيش المصرى .. فإذا لقدر الله حدث ذلك فلن يكون أمامنا إلا سيناريو سوريا والعراق ..
** فهل ينتبه الرئيس عبد الفتاح السيسى ويقيل الحكومة فورا ليعيد ترتيب أوراق مصر من الداخل أولا .. ثم البحث عن العلاقات الخارجية .. وأن يكون القرار قرار عسكري ، وليس قرار اخر .. حتى ننقذ مصر من مصير مجهول تقوده أمريكا والإرهاب؟؟؟  .. سؤال يحتاج إلى إجابة رئيس الدولة الذى فوضه الشعب فى 26 يوليو 2013 !!!

مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: