لا إزدراء للثورات لا سجود للثورات/ ايمان حجازى

معروف للجميع موقفى من ثورة 25 يناير وكتاباتى مسجلة تشهد بكل لحظة تأييد أو رفض لموقف الشعب المصرى ثوارا وجيشا وشرطة وحتى حزب الكنبة والفلول .
ومعروف موقفى من ثوار 25 يناير وشهداء وجرحى 25 يناير ومن مجرمى 25 يناير الذين إدعو إيمانهم بالثورة وعثو فيها الفساد .
وكذلك تشهد كتاباتى عدم تأييدى بل رفضى لحكم الإخوان الذى وللحق توسمت فيه الخير لحظة أن رحبت الصناديق بالرئيس المعزول مرسى قبل عام من عزله وقبل أقل من شهرين على أول إحتجاج أو مظاهرة تخرج مطالبة بسقوط أول رئيس منتخب بعد ثورة حينما أعلن نفسه إله أعظم وفرض على الشعب إعلانا دستوريا عرف بالمكبل للحريات والمحصن لقرارات الرئيس المعزول والذى لم يكن إستقر به الحكم بعد .
وأيضا موقفى ثابت ومعروف من 30 يونيه ومن الرئيس السيسي الذى وللحق لم أعطه صوتى وذلك لم يكن لعدم حب أو لقلة إحترام وإنما كان لرغبة منى أن أحتفظ بوزير دفاع على شاكلة وقوة شخصية السيسي وكنت أعتقد بمصريتى وفطرتى أنه فى هذا الموقع أفضل وأفيد لمصر فى هذا الوقت ...... أما وقد كان ما كان فالكل وأنا معهم نتمنى لمصر وطننا كل الخير ولشعبها الطيب كل النماء والإستقرار.
أذكر البعض أيضا بأننى برغم تحفظى على بعض بنود دستور 25-30 إلا أننى كتبت وذكرت أنه فى المجمل يعتبر فى صالح الوطن وأننى قد أستفتيت بنعم عليه , هذا طبعا قبل أن يصدر قانون بتجريم أو منع التظاهر وهو الذى يطعن الدستور فى مقتل , وللعلم فقد كان موقفى أيضا ثابت ومؤيد بالمستندات الكتابية .
ربما أكون قد أطلت الديباجة ولكن هى مقدمة لابد منها للتذكير بالمواقف ولقطع الطرق على المشككين أو ناعتى الغير بالخيانة لمجرد الخلاف فى الرأى ..... 

وفى هذا الصدد أود أن أذكر أنه حينما قامت ثورة 1952 وأيام الزعيم جمال عبد الناصر لم أكن قد ولدت بعد وربما لم يكن والدى قد تقابلا أو حلما مجرد حلم بإنجابى , ولكن من قراءاتى لملابسات هذه الثورة وتداعياتها والفكر السائد عنها فقد تولد بداخلى إعجاب بقائدها برغم بعض الخلاف معه وبرغم عدم الإقتناع بمواقف من كانو حوله من الضباط الأحرار , ورغم أنى كنت أميل الى تسميتها إنقلابا عسكريا أيده الشعب وليس ثورة , وهذا كان فطريا وإحساسا داخليا لعقلى أيده ضميرى وكنت دائما أرى من يؤيد ومن يعارض ولكن لم تكن طرق التأييد والمعارضة قد وصلت لما آلت اليه طرقنا ومناهجنا عقب ثورة 25 يناير التى هى فى مفهومى ثورة شعبية حرة قام بها الشعب على جهل تام بالثورات وعلى غير دراية ولا قدرة بكيفية إدارتها أو تعليتها , وهذا بالطبع من أعطى للبعض فرصة الإصطياد فى ماء قد عكروه برغبتهم ليفيد مصالحهم .... وقد كان ما كان والذى لا يخفى على أحد من أبناء الشعب المصرى المعايش لتلك الفترة مهما كانت بساطة مدركاته ومهما كان بطىء حواسه أو حتى إذا إدعى عدم قدرته على فهم الحياة السياسية أو الإنغماس فيها فهو يستشعرها ببساطة بفطرته ويفهمها بإحتياجاته البسيطة الغير محققة ويقرأها بأميته , وهذا ما جعل الشعب المصرى هو السيد الضارب للمثل فى خلع رئيس ظل جاثما على قلب الأمة لعقود حتى كاد البعض أن يألهه , وهو الشعب الذى إستطاع فى مدة بسيطة أن يعزل أول رئيس إنتخبه هو بنفسه وبإرادته بعد سنة من توليه مقاليد الحكم , ولذلك فلم يعد يليق بهذا الشعب أن يعامل كأنه قاصرا بعد أن بلغ أشده وأثبت للعالم أنه قد وصل الى سن الرشد وتعداها .

ولذلك أرى أنه من الصعب بل من المستحيل أن يفرض فينا وعلينا قانون بإرادة فردية لرئيس إنتخبناه بإرادتنا , لرئيس جاء الى كرسى الحكم بمباركتنا ورغبتنا بعد ثورة قمنا بها نحن ودفعنا فيها شبابا وأرواحا ودماءا وأعضاءا بشرية , بعد ثورة خلفت ضحايا وأرامل وثكالا وأيتام وأحلام وأدت فى مهدها فى قلوب لم تتفتح بعد , لم يعد مقبولا أن تكبل الأفواه فلا تعترض أو لا تعبر عن رأيها فيما يحدث حولها .

والأكثر حزنا أن القائمين على تطبيق القانون أو رؤى سيادة الرئيس يتعسفون بشدة فى تطبيقه , فمثلا يحزننا أن يلقى القبض على طالب فى المرحلة الثانوية ( وهو الذى وفقا لقانون المرأة والطفل المطبق فى مصرنا يعد طفلا قاصرا ) لمجرد أنه عرض رأيه وخالف النظام , فكيف لهذا الطفل أن ينمو ويصنع المستقبل وقانونا يخنق كلامه فى جوفه ويحبسه ويلقى القبض عليه وربما يحاكمه فيحكم عليه ويغير مجرى حياته أو يعطل مستقبله  , قطعا ليس هذا ما قامت من أجله ثورتنا ولم يكن هذا يوما هدفا لتربية نصف الحاضر وأمل وكل المستقبل ولكن هذا منظور أحد القائمين على تطبيق القانون ... هؤلاء من يدفنون الثورة بغبائهم , هؤلاء من المفترض أن يحاكمو ويعاقبو وليس من يعبر عن رأيه بقول ولا فعل ضد الثورة .

سيدى الرئيس 
وثورتنا ليست إلاه يمنع من المراجعة أو يعاقب على سبه , فلن تكون ثورتنا أعظم من رسول الإنسانية الذى للآن يرد ويقيم ويتطاول بعض السفهاء عليه بالسب والقذف .

سيدى الرئيس 
ثورتنا لن تكون أعز علينا من رب العالمين الذى فى علاه وبرغم أنه القادر على خسف الدنيا بمن كفر به إلا أنه يملى للكافرين وحلمه وعظمته وجبروته يحتمل ويساع الملحدين المنكرين ( ولله المثل الأعلى ) .

سيدى الرئيس 
للثورة رجالا يحموها وقلوبا تستشعرها وضمائر تحييها فلا تخشى سيادة الرئيس على ثورتنا فكما قمنا بها سوف نستبقيها ولكن صدور قانون يمنع المس أو الحديث عنها أو الإشارة إليها يضعفها ويقلل من شأنها , وثورتنا شجرة كانت بذرة رماها الأولون فى أرض صالحة ورواها شهداءها بدماء نقية ذكية وسوف تنمو وتكبر وسوف نستظل بظلها طويلا وكثيرا , وشجرة الحرية لا تنمو وسط القيود فدعها تنمو يا سيادة الرئيس بحرية ودع كلمات وآراء الشعب تكون رواءها وبستانيها الذى يقلم ما يزيد منها ليعطيها القوة على ضرب جذورها فى العمق لتظل وتنمو وتبقى بدون قيود وبدون حواجز .
ألا هل بلغت اللهم فإشهد

CONVERSATION

0 comments: