هل طلبت قيادات حركة فتح وحماس من الشعب الفلسطيني السماح على ما ارتكبته بحقه خلال سبع سنوات ؟؟!!
بعد سبع سنوات ونيف من الانقسام الفلسطيني بين حركتي حماس وفتح والتي أددت إلى اﻷقتتال الداخلي بين ميلشيا الطرفين ذهب أثنائها " الف وأربعمائة وواحد وثلاثون ضحية " (١٤٣١ ) من أبناء شعبنا الفلسطيني بالأضافة للحرب الكلامية التي كانت تستخدم وما زالت في الخطابات التي حملت في طياتها كراهية وتخوين وبعد كل هذا اﻷذى الجسيم بجميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية الذي اتى به هذا الانقسام لشعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة أتفق طرفي الصراع وذلك بعد سنوات من المفاوضات والمناورات والجاهات على عقد قران سموه تلفيقا " حكومة وحدة وطنية " •
بعد توقيع الاتفاق وتعيين الحكومة الجديدة في منتصف السنة الماضية انقشع الضباب وسرعان ما تبين أن حبال الثقة بين الطرفين هلامية ومعدومة. نسمع ونراقب بين الحين والآخر كيف يتراشق الطرفان الاتهامات وخرق الاتفاقات ، مما يعمق الهاوية ويزيد الشرخ في الشارع الفلسطيني ويزداد هذا الشرخ عمقا بتحليلات سطحية لبعض "خبراء السياسة" من الطرفيين ،رغم تسارع الناطقون باسم الحركتين بتفادي تأزم الوضع اكثر وتهدئة الخواطر وترى الطرفين فتح وحماس، فجأة يتغنوا بالمصالحة وكيل المديح على مهندسيها. ورغم محاولاتهم اخفاء الحقيقة وراء المحاكات الكلامية الا ان الشعب الفلسطيني بأجمعه يدرك تماماً ان كلا الطرفين يكن للآخر حقدا وينصب له في كل زاوية كمين. ويرى الشعب الدجل والتملق في عيون الطرفيين اللتان أصبحتا ميزتهم الوحيدة.
ما سمي تمويها مصالحة وطنية لم يكن سوى محاصصة بين حماس وفتح. ونتائج ولادة هذه المحاصصة المعاقة على شعبنا وقضيته الوطنية تتجلى للداني والقاصي يوم بعد يوم. نعم ، أن حركتي فتح وحماس تعملان كل ما وسعهما للمحافظة على اكبر كمية من الامتيازات لأتباعهم ضاربين بعرض الحائط صوت الشارع المناضل ومتطلبات المرحلة.
رغم مرور أشهر على توقيع اتفاق اقتسام الغنيمة العرجاء بين حماس وفتح لا نرى وحدة على الارض ولا في سماء فلسطين. لا وحدة نضالية ولا وحدة سياسية خطابية ولا وحدة استراتيجية للنضال. ما نتابعه هو ان حكومة حماس في غزة وقيادة فتح في رامالله ما زالتا في نفس الموقع وفي ذات الخانة التي كانو بها قبل توقيع اتفاق المحاصصة ! كل منهم متربع على كرسي عرش هازل محاطا بالمستوطنات وجيش الاحتلال الإسرائيلي ، وشعبنا الفلسطيني وحده من يدفع الثمن .
اما الدمية المسماة " حكومة الوحدة الوطنية" فحدث ولا حرج فهي ما زالت أسيرة المحاكات الفتحاويه الحمساوية ولم تستطع حتى الان ان تتقدم بخطوة ملحوظة لاستلام زمام الأمور في غزه. والزيارة الخجلة لرئيس الوزراء الفلسطيني لقطاع غزة بعد العدوان الصهيوني الغاشم برهان على ان هذه الحكومة ما هي الا زينة لإخفاء المحاصصة الحمسفتحاوية !!
وكي لا يترسخ الانطباع عند البعض انني متشائم عموما مِنْ الحالة الفلسطينية أودّ ان أوضح باختصار انني أؤمن إيمانا قاطعا بانتصار شعبنا الأبي في حربة ضد الاحتلال والكولونيالية الصهيونية لكني آشك وهذا الشك يزداد يوم بعد يوم أن يتم تحقيق هذا النصر تحت قيادة مثل هؤلاء الرجال،( لا يوجد للأسف بينهم نساء!،)الذين يتربعون على مراكز السلطة في رام الله وغزه. علينا الأعتراف بالحقيقة الكاملة وبهذا الواقع المرير أن من يحتاج الى سبعة سنوات ونيف ليقوم بخطوة هزيلة واحدة لإنهاء معاناة الشعب الفلسطيني من الانقسام الذي زرعوه بايدهم وإرادتهم بيننا ، ومن يراقب من بعيد كيف دكت غزة بالصواريخ ودمرت أحياءها وكيف يعيش عشرات الآلاف من أبناء شعبنا أشهرا بعد العدوان الصهيوني في مساكن انتقالية او تحت العراء، ولا يحرك ساكنا.. هؤلاء الذين لا يصلحوا ان يكونوا حتى موظفون في بلدية صغيرة فما بالكم ان نأتمنهم على قضية شعب سلبت أرضه وما زالت تسلب يوم بعد يوم ، شعب يسعى لتقرير مصيره ولا يريد أن يتحول لمتسول يتعايش على على فتات الدول المانحة.
واستنجد بالنهاية بقول السيد المسيح : لا يصلح ان تضع برقعة جديدة على ثوب قديم- لأصل الى الهدف الأساسي من المقال وزبدة الكلام انه اذا أراد الشعب الفلسطيني ان يتقدم خطوات جدية بصراعه من اجل تقرير مصيره عليه ان يقدم على خطوة جريئة تخلصه من ثقل الماضي القديم وقياداته التي قامت بواجبها الوطني بالماضي لكنها غير قادرة وغير صالحة الان على تلبية متطلبات العصر ولا تملك أدوات التجديد وإرادة التغيير. ان ألأوان وليس فقط في أطر حماس وفتح بل في كل الأطر السياسية الفلسطينية ان يتاح المجال للجيل الشاب الخلاق بأن يكمل مسيرة النضال بهمة وبرامج جديدة تصلح لمتطلبات المرحلة وتنتج فكر وأدوات نضالية تلبي معطيات العصر وتعري حقيقة الصراع مع المحتل الصهيوني.
0 comments:
إرسال تعليق