انهضي يا مصر من كبوتكِ/ فراس الور

المقالة الثقافية ليست بطولها أو بقصرها...إنها بمضمونها، يؤسفني أن ارى هذه الحرب بالقاهرة...حرب ثقافية تتوه فيها العدالة و نفتقد بها السلام الى أقصى الحدود، لماذا هذه القساوة على القاهرة؟ فما الذي اختلف فيها؟ لطالما صَلًى المسلمين بالجوامع و لطامل صلى المسيحي بالكنيسة، لطالما تقاسمنا رغيف عيش واحد تَجْمَعُنَا المواطنة الصالحة و العمل على بناء أوطاننا و الكد و التعب و الجهاد المهني، لطالما زرنا بعضنا البعض بالاعياد الدينية و احتفلنا يد بيد بالمناسبات الوطنية...ألعل نصر اكتبور حينما حطم الجيش المصري خط بارليف احتِكارٌ على المسلم بمفرده او على المسيحي بمفرده...ايستطيع أحد ان يمارس التميز العنصري أو الديني و يحلل الدماء التي خضبت تراب سيناء بهذه الحرب إذا كانت للمسيحي أم المسلم؟ يا اخوة انها دماء بشرية ذكية فقاتل المواطن المصري بصرف النظر عن دينه لأجل مصر و فداءا لها و وفاءا لحبها...فهذا هو الواجب الوطني الذي تجتمع عنده المواطنة الصالحة حينما يُعْلَنْ النفير العام لأجل الواجب الوطني...انهضي يا مصر من كبوتكِ...فلا يجب أن نسمع إلا لصوت الوطن...مصر أم و تتألم على مصاب أولادها فالأمومة هي صفة تتحلى بها مَنْ تنجب الأولاد و هي صفة انسانية لا دينية...لذلك مصر أم لكل المصريين بصرف النظر عن الدين أو الإنتماء السياسي...ألعل إذا كان عندي أخ و اختار أن يغير دينه الى دين آخر سيفتقد الى وصل الرحم مع والدتي؟ ستبقى أمه لأنها ولدته بالجسد...مصر أم للجميع...للمسلم و المسيحي و اليهودي...مصر أم حنونة على أولادها فأعطت الخير للجميع...أكل كل المصريين من خيرها و تربوا في ربوعها و تعلم الجميع في جامعاتها و يعمل الجيمع لأجل بناءها كدولة...كفى تمزيقاً بمصر فهي تتألم كثيرا...ألم يحن الوقت لنجتمع اخوة معا في حضنها الحنون و نمسح دموع أمنا مصر و نضمد جراحها و نساعدها على الشفاء؟ أستحلفكم بالله الخالق الذي تجتمع عنده كل الأديان ألم يحن المعاد؟
**
 القاهِرَة في بيتنا وكَذِبْ قَنَاةُ الجزيرة
(هذه المقالة نشرت في يناير من عام 2014 على موقع مصري مشهور، و لكن مع كل أسف اختفت من على الموقع و لا أعلم السبب لغاية هذه اللحظة...الى متى يا مصر ستبقي في فوضى؟) 
شكرا لقناوات سي بي سي (CBC) مصر على كل ما قدموه من تغطية خلال الأحداث المصرية الأخيرة، فشعرنا و نحن بالأردن اننا بقلب القاهرة في كل يوم، فمفهوم الإعلام تغير كثيرا في عهد الأطباق اللاقطة و الاقمار الإصطناعية و الخلويات و هواتف الاقمار الصناعية، حيث بقضل هذه الأجهزة التي يُغَطي بَثُهَا بقاع واسعة من الكرة الأرضية اصبح تغطية الحدث اقوى و أشمل، فتكسرت حواجر الحدود بين الدول ليصبح حجز الأحداث عن الراي العام أصعب مما سبق، فأصبح بمقدور المحطات الفضائية زرع مراسليها بشتى بقاع الارض و التواصل معهم بصورة أكبر و أقوى لتغطية الأخبار و كل جديد منها، فرأينا محطة الـ سي بي سي العملاقة تغطي أحداث القاهرة ساعة بساعة و تبثها عبر النايل السات (مع باقي تردداتها) لعدد كبير من البلدان التي تلتقط بثها سواء في غرب او شرق العالم بأسره، و مع وجود تكنولوجيا البث الحديثة و سيارات بث متنقلها و اتصالات حديثة بين يداي العاملين في القنوات الإخبارية ازداد نشاط هذه القنوات و عددها لتصبح تغطية الأخبار اشمل و أوسع و أكثر دقة، فما تبثه قناة من الوقائع كما هي تبثها قناة ثانية، و التي تعجز عن بثه قناة معينة تغطيه قناة أخرى ليصبح حجم الخطئ ببث الحقيقة و الحدث صفر...او قريب جدا منه...فما الذي حدث بعد أحداث الثلاثين من يونيو...و لماذا تبث قناة الجزيرة بمفردها ما يعاكس الوقائع التي تبثها باقة القنوات الإخبارية العربية و بعض من الأجنبية؟
نَسِيَتْ قناة الجزيرة انها بمفردها تُزَوِرْ الواقع...تبث الوَهْم و الخيال...تحاول خداع الناس بأضاليل يمكن فَبْرَكَتُهَا بالمنتاج و لن يصدقها المُثَقًفْ و المُتَعَلِمْ...نَسِيَتْ ميثاق شرف المهنة و الذي يتمحور حول بث الوقائع الإخبارية كما هي من دون تزوير او تلفيق او "فبركة" و أحْرَجَتْ نفسها جدا لتفقد مكانتها الرفيعة بين المتقدمات من زميلاتها بالمهنة، نَسِيَتْ ان مع وجود كم هائل من قنوات البث و المحطات الإخبارية التي تواكب نشاط الشارع بالقاهرة ان القاهرة تعيش في بيتنا، نتابع اخبارها بفضل النشرات الشريفة التي تقدمها محطة الـ سي بي سي و المحطات الأخرى التي أخذت على عاتقها صيانة ميثاق المهنة و خدمة مصلحة جمهورية مصر العربية و لَيْسَ جدول أعمال خاص مجهول الهوية يعتمد على الكذب على الناس و تلفيق الوقائع الوهمية التي تنافي حتى المنطق و العقل؟
هل نكذب جيش المحطات الإخبارية من شتى الدول العربية التي شَهِدَتْ على اعمال العنف التي سادت في القاهرة بعد الثلاين من يونيو و بَثًتْ الجرائم ضد الإنسانية و ضد الجيش المصري و الأمن المصري فواكبت هذه المحطات إشْتِعَال غَضَبْ اتباع الإخوان في مصر ثُمَ إنْحِصَار هذه الظاهرة يوم بعد يوم و نصدق بالمقابل قناة واحدة تَبُثْ بإستمرار ان القاهرة تشتعل غضبا ضد قرار الجيش بعزل الرئيس السابق لمصر؟ لا أظن أننا نستطيع تكذيب العالم و تصديق محطة واحدة تتبع اجندة عمل خاصة بها، فالقاهرة في بيتنا كل يوم...
اشكر جميع مذيعي محطة الـ سي بي سي و الدكتور لميس الحديدي على جهودها المستمرة بمواكبة كل جديد في الشارع المصري و لا أنسى لَهْثَةْ لِسَانِهَا و تنهدها وقت بَثًتْ فضائية الـ سي بي سي انتفاضة الملايين الجبارة في ميدان التحرير ضد حكم الدكتور مرسي و الإخوان...فأذكر مِنْ جُمْلَةْ ما قالت في غِبْطَتِهَا على التلفاز "أن الغناء ليس حرام" كما كان يزعم و يُعَلِمْ رُوَاد الساسة المتشددين، القاهرة بإذن الله سَتُغَني كلها يا دكتور لميس، و لطالما كان هنالك الشرفاء من الإعلاميين مثلكم و مثل محطتكم فمصر بخير...و نحن بفضلكم نعيش مع احداث القاهرة يوم بيوم لأن القاهرة في بيتنا...نتألم لِحُزْنِكُمْ و نَفْرَح مع افراحكم...مصر ستبقى تغني مثل سابق عهدها و لن تَسْكُتْ...  
**  

CONVERSATION

0 comments: