تأتي زيارة رئيس الجمهورية العراقي فؤاد معصوم الى المملكة كفرصة لإعادة الدفء بين بغداد والرياض وإزالة التشنج الذي طالما استمر بينهما على خلفية مواقفهما المتضادة حيال التطورات الإقليمية وقد تكون البدايات لزيارة الرئيس العراقي أعلاه تفضي إلى رسم خطوط جديدة تتطور إلى بناء الثقة أولاً ثم التحرك للآفاق الأخرى التي تربط البلدين حتى نبني التفاؤل ولابد من وجود نتائج واقعة تراعي التداعيات كلها وترسم لها الحلول ونحن معاً لا نخوض معارك أو حروباً وإنما الدبلوماسية والإرادة " الصريحة وهي ليست من المعجزات إذا توفر الصدق وبدت زيارة معصوم الى الرياض"متفائلة" بحسب مراقبين وتحمل في طياتها رغبة جدية لحل القضايا الخلافية بين البلدين والالتفات لخطر "داهم" يهدد جميع دول المنطقة دون استثناء؛؛؛
ومن ثم قد دعا رئيس الوزراء العراقي العبادي في الثالث من الشهر الماضي إلى تطوير العلاقات بين العراق والسعودية للتعجيل بهزيمة تنظيم "داعش" فيما أعلن زير الخارجية السعودي سعود الفيصل انه سيزور العراق قريباً وأعرب عن سعادته بالإنجازات التي تتحقق بالعراق وليس هناك شك أن التحولات التي شهدها العراق مؤخرا تعطي مؤشرات إيجابية هامة لعودته إلى العمق العربي وأدائه لدوره في تعزيز العمل العربي المشترك ومشاركته في صناعة القرار لمصلحة تعزيز المنظومة الأمنية العربية؛؛؛
أن بروز ملف الإرهاب وتحديدا خطر تنظيم «داعش» الإرهابي يتطلب تعزيز التعاون والتقارب بين البلدين الكبيرين وأصبح مطلبا ضروريا وأستراتيجيا لا سيما بعد تغلغل وسيطرة التنظيم الإرهابي على أجزاء من الأراضي العراقية والسورية أيضا وسعيه إلى التمدد في مناطق أخرى وعليه فإن تعزيز التعاون في ملف الإرهاب ودعم التحالف الدولي لمكافحته يجب أن يكون في أولوية المرحلة القادمة إن التعاون ما بين البلدين هو الأصل والإرهاب هو آفة أصابت دول المنطقة وإن للمملكة موقف ثابت وصريح من هذه الآفة ألا وهوَ رفضها رفضاً تاماً مهما كانت إدعائتها بإنها تنطلق من مبادىء إسلامية والإسلام منها براء؛؛؛
ومن المؤكد أن زيارة اللجنة الفنية السعودية الحالية التابعة لوزارة الخارجية إلى بغداد لدراسة ترتيبات إعادة افتتاح السفارة والقنصلية في العراق ما هي إلا تتويج لجهود متواصلة وحرص من الجانبين على دفع العلاقات قدما إلى الأمام لمواجهة التحديات الخطيرة المحدقة بالمنطقة ولما فيه مصلحة البلدين والشعبين باعتبارها خوة ستعيد العراق إلى الحضن العربي بعد غياب استمر سنوات طويلة خاصة أن المملكة كانت ولا تزال مع وحدة وسلامة وأمن العراق ووقفت بجانب الشعب العراقي في كل الظروف الصعبة التي مر بها في الماضي وستظل معه في المرحلة القادمة حتى يتمكن من تجاوز التحديات الخطيرة واللجنة الفنية قامت بعملية البحث عن مكان جديد للسفارة السعودية في بغداد وأنطلقت فور أعلان وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل رغبة بلاده في أرسال بعثة تقصي لأختيار مكان أكثر أمناً وأمان يستطيع من خلاله الدبلوماسيين مزاولة عملهم دون منغصات ؛؛؛
وقد أعرب الجانب السعودي عن "رغبته في إعادة فتح السفارة والذي تعد الخطوة الاولى لتطوير وتعزيز العلاقات الاخوية بين البلدين الشقيقين" .. ومن جانبه ابدى الجانب العراقي استعداده لتقديم جميع التسهيلات للجانب السعودي من اجل المساعدة في افتتاح البعثة . كما جرى بحث التفاصيل الفنية والاجراءات اللازمة لفتح السفارة السعودية في بغداد بعد غلقها عام 1990 وكذلك فتح قنصلية عامة في اربيل كما تبادل الجانبان الهدايا التذكارية بهذه المناسبة وأعادة جسور التواصل مرة أخرى مع جميع دول العالم سيما المجاورة حيثً زار وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري السعودية قبل زيارة رئيس الجمهورية فؤاد معصوم فيما اتجهت تلك العلاقات إلى الانفراج بعد وصول رئيس الوزراء حيدر العبادي إلى السلطة ......
inof3@yahoo.com
0 comments:
إرسال تعليق