عودة المغول/ د. عدنان الظاهر

أُفقُ الشرقِ حزينُ الشفقِ الرازحِ تحت القيدِ القسري
جاءتْ راياتُ الغازين أَكُفّاً ورؤوسا
تحملها الخيلُ السودُ حوافرها من أعظُمِ قتلى بغدادَ
وحدُّ السيفِ التتريِّ شِفاهٌ حُمْرٌ من نارِ.

هل عادَ التأريخُ ليبعثَ هولاكو حيّا
يقرأُ حرفَ الضادِ سويّا
ويُرتّلُ آياتٍ في القرآنِ ويرفعُ للأعلى
بالباطلِ شرَّ القمصانِ ؟ 

إرفعْ عينيكَ لسمتِ قتيلٍ مصلوبِ :
هذي امرأةٌ ثكلى
جاءت تشكو فزعى
أنْ تمسحَ بالرأسِ المنفوشِ وبالصدرِ أصابعَ أقدامٍ جُرْدِ
كالشوكِ المغسولِ بأعصابِ الصبرِ المُرِّ 
إرفعْ عينيكَ فبابُ القدسِ مُشوّشةُ الألوانِ وسيدنا عيسى
يفترشُ الحيطانَ ويأمرُ موتاها أنْ تمشي…
إلى أينْ ؟
- أنْ تبقى تمشي…
- عيسى، سيدَنا : أين ؟
- تمشي تمشي حتّى آخرَ مسمارٍ
في نعشِ الفردوسِ المبنيِّ على عرشٍ من قشِّ. 

لأقُسِمُ بالنجمِ إذا يهوي
وبالفردوسِ سراباً مرئيّا
خاضتْ لُجّتَهُ ملكاتٌ سبأياتٌ يتقدمهنَّ الطيرُ الملكيُ الرأسِ
بريدَ شعوبٍ لا تعبدُ إلاّ قُرصَ الشمسِ
ينادي : ( بلقيسُ ) هوتْ أبراجُ السدِّ 
أَعدّي الفُلْكَ المشحونَ بأضدادِ الضدِّ.

أتفرّسُ في سِفرِ ظلامِ دهورِ البؤسِ 
فأرى شَبَحاً مقلوبَ الرأسِ
أرى ( عنترةَ الشدّادَ ) ذبيحاً مكسورَ الأسهمِ والقوسِ طريحاً
مفتوحَ العينينِ يُحدّقُ شَزْراً في أسرابِ الغربانِ ألا تَبّاً لبني عَبْسِ !!

CONVERSATION

0 comments: