مشكلة ياسمين وسعادة الفنانة أحلام/ فراس الور

من السهل على الكثيرين من صغار النفوس الوصول الى الشهرة بسرعة بواسطة العديد من قنوات الإعلام التي يملئها صدأ الفساد و النوفس المريضة، لذلك من السهل على الإعلام العربي الإبداع بلعب دور الوسيلة لا ناقل الثقافة لكي يتقاذف العديد من المشاهير الإتهامات فيما بينهم حول شتى أنواع المواضيع التي يختلفون عليها...فالنار الكبيرة تلفت انتباه الكُلْ،  و من السهل لكثير من الكتاب لعب دور عدم اللامبالاة تجاه هذه المشاكل بقول ببساطة "ما دخلي فهذه ليست مشكلتي..." إعلام يملئه صدأ الإصطياد بالماء العكر و مجتمع تأكله اللامبالاة...أليست هذه هي عناصر المشكلة التي تسببت لنا بنمو ظواهر غير حضارية تتسم فقط في "أين مصلحتي" ضاربين بعرض الحائط كل القيم الأخلاقية؟ و ما كانت النتيجة؟ حالة فراغ قوة كبيرة ثقافية تؤدي الى تَمَسُكْ الفرد بالقشور لأن صفحات الإعلام اصبح يشغلها...لا شيئ سوى الكلام المبتذل و التجاري الذي يبيع مثل تقاذف الفنانين التهم و الخلافات...
منذ بداية هذه المشاكل التي آدت الى بعض التحزبات في العالم الفني و أنا اراقبها بقلق، فالمشكلة في فن تَقَبُلْ رأي الآخر...تَقَبُلْ النقد...تَقَبُلْ اراء مختلفة عن ما نحمل في داخلنا، بالرغم من انه صدقاً سيكون من دواعي سروري إن أصبحت ياسمين من أكبر فنانات الوطن العربي إلا أنني لا ارى اسمها مكتوب في كتاب سماوي...فهي ليست وحي منزل على المستمعين، فليس هنالك شيئ اسمه فرض صوت فنان او فنانة على أذن المستمع، فلجنة الحكم في Arab’s Got Talent هي لجنة تعطي رأي مهني بالمواهب التي تتقدم لمسرحها و من الخطأ أن تفرض موهبة من المواهب على الناس او الرأي العام، فالجمهور هو الذي يقول كلمته ضمن هذا السياق، لذلك اشعر بقمة استغرابي أن تُقَابَلْ الفنانة أحلام بهذا الكم من الهجوم عليها و الإنتقاد، فقالت رأيها كفنانة ناجحة تتمتع بصوت كبير و قد أطرب القاصي و الداني بالوطن العربي فيعطيها هذا الحق بذلك، قرات رايها بصوت ياسمين و لا غبار على الذي قالته، فقد أعطت رأياً مهنيا بموهبة أصبحت أمام الرأي العام بما أنها قدمتها على خشبة المسرح أمام الملايين من المشاهدين، فأشعر أن هذا الهجوم على سعادة الفنانة أحلام ليس مبرر إطلاقا، 
أما بما يتعلق بالتعليقات التي صدرت من كاتب هاجمها على مظهرها الخارجي فهذا تطاول جارح يخرج مِنْ إنسان سوقي و ليس مِنْ كاتب أو أديب إطلاقا، فالتطاول بهذه الطريقة ليست من سمات الأدباء المحترمين إطلاقا، و لن أذكر اسم الكاتب لأنه لا يشرفني أن أكتب أحرف اسمه ضمن مقالاتي، فالفنانة أحلام فنانة تتمتع بِطَلًة أنيقة جدا و جذابة جدا و لعل حياتها الشخصية بكيف تعالج أناقتها شيئ خاص بها و لا يجوز التطاول عليه إطلاقا، فأنا ارى انه من السفالة ان تُجْرَحْ هذه الفنانة مهما كانت الاسباب بهذا العنف من قِبَل من يهاجمها، التطاول علي سماتها الخارجية كبشر ينبع من اقلام مخجلة لا تعلم للذوق سبيلا و لا تمثل اية حركة أدبية محترمة على الإطلاق، أعمل بهذه المهنة منذ عشرة سنين و قد كتبت الروايات و اعدادا كبيرة من المقالات باللغتين العربية و الأنجليزية باكبر صحف و مجالات اقليمية بالاردن و مصر و العالم العربي فلم ارى سفالة بحياتي كالتي قرأتها بالنسبة للهجوم على الفنانة أحلام في هذه القضية، فما عسانا أن نقول إلا ان لكل مهنة دخلائها، أين الأدب بالذي قرأت...عيب يا اخوة، 
أحلام لم تفرض نفسها على المستمع العربي...بل أطربت أذن المستمع العربي بصورة رائعة جدا فمهما غنت أحلام من أغاني طربية ستنجح بإطراب النفس الإنسانية بصورة راقية و ناجحة، صوتها جميل و جذاب بالأغنية الخليجية و بالأغنية المصرية فسمعنا اغانيها و هي جميلة جدا، و سَمِعْتُهَا عدة مرات تغني للراحلة الكبيرة ام كلثوم و قد استمتعنا أنا و اهلي بما قدمته من غناء، و لعلها ستبدع بشتى الوان الغناء التي تقدمه فهذا الصوت الناجح يجب أن يُكَرًمْ...و هنالك طريقة مهذبة لمخاطبة الناجحين...قليل من الأدب يا أخوة...قليل من الأخلاق...كرموا الناجح و خاطبوا الآخر بإحترام لا عن طريق الإستفزاز و العبارات الجارحة...لكي تُخْرِجوا الإنسان الجيد من داخل الآخر، أنا في قمة استيائي من الكلام الذي قرات فما الذي تضعه الصحف أمام اعين القراء للقراءة؟ الغستهزاء بشكل الآخر و التهجمات اللاذعة و الخصومات و التجريح؟ و ما المنفعة من مهاجمة الآخر على رايه،          

CONVERSATION

0 comments: