ما هذا التهريج يا سادة؟/ أنطوني ولسن

جاء بالمقال الذي كتبته تحت عنوان " متفرقات " وبدأته بعنوان " محاكمة القرن " حيث تحدثت عن محاكمة الرئيس " المعزول " أنقل لكم الفقرة الأولى عن الموضوع .

[ يترقب العالم يوم الأثنين الموافق 4 نوفمبر 2013 ما قد يحدث اثناء نقل الرئيس " المخلوع " بإرادة الشعب المصري د. محمد مرسي عيسى العياط من مكان تواجده تحت الحراسه  إلى المحكمة للمحاكمة . بناء على ما تقدمت به النيابة ضده لجرائم إرتكبها قبل توليه الحكم وأثناء الحكم في حق سلامة الوطن مصر والشعب المصري . ] هذا الجزء من الفقرة الخاصة بمحاكمة " المعزول " تحت عنوان " محاكمة القرن " .

تم تقديم الدكتور محمد مرسي عيسى العياط في اليوم المحدد " 4 نوفمبر عام 2013 " إلى المحكمة بعد تغير المحكمة التي أعلنوا عنها قبل نقله ، إلى محكمة أخرى لحكمة إرتأتها قوات الأمن .

نزل د. مرسي من السيارة التي نقلته مرتديا حلة مدنية عادية ووقف شامخا رافعا رأسه متمثلا بالرئيس الراحل صدام حسين في شجاعته عندما قدموه إلى

" المشنقة " لأعدامه . لكن خانته شجاعته وظهر إرتباكه أثناء محاولته " تزرير " الجاكت فأنفضح أمره وظهر على حقيقته من إضطراب وخوف من نتائج المحاكمة .

دخل قفص الأتهام وقوبل بالتصفيق من رفاقه الذين تم القبض عليهم والمتواجدين بالقفص إنتظارا لمحاكمتهم . فرفعوا من روحه المعنوية مما دفعه إلى الأصرار على أنه مازال الرئيس الشرعي لمصر .

لم تستمر المحاكمة طويلا ورفعت الجلسة بعد تحديد يوم الأربعاء 8 يناير عام 2014 لمنح المحكمة الفترة اللازمة لدراسة حيثيات النيابة العامة .وقد تم نقل المتهم إلى سجن " برج العرب " بالأسكندرية لحصانته تحسبا لما يمكن أن يقوم به أنصاره بمحاولة تهريبه أو قتله .

منذ إقصاء د. مرسي عن الحكم ومصر فوق صفيح ساخن . الأخوان هاجوا وماجوا وكانوا قد حولوا مصر في جميع المحافظات إلى ميادين حرب وإتخذوا من إشارة رابعة العدوية مركزا لهم يتجمعون فيه وينصبون منصتهم ويجمعون الحشود حولهم يخطبون فيهم ويطعمونهم قبل وأثناء الأحتفال بشهر رمضان الكريم . بل خلقوا من ميدان النهضة أمام جامعة القاهرة مركزا أخرا لتجمعاتهم وبناء التحصينات الكافية لحمايتهم .

تأخرت قوات الأمن من الشرطة والجيش في إتخاذ القرار الصريح الواضح والواجب إتخاذه لفض الأعتصامين مما صعّبَ العمل بعد ذلك أثناء الفض الذي تم بعد شهر رمضان مما أعطى الفرصة لهروب الضالعين من الأخوان .

كان قد تم إعتقال د. مرسي وإقصاءه عن الحكم ووضعه تحت حماية الحرس الجمهوري الذي كان هو المنوط به حماية الرئيس المعزول . قرأت على الموقع الأجتماعي " الفيس بوك " مقالا عن الأيام الأخيرة من حكم مرسي في شهر يونيووشهر يوليو ومحاولاته بإستغلال قائد الحرس الجمهوري اللواء أحمد فؤاد ذكي ليقوم بإنقلاب على الفريق أول عبد الفتاح السيسي وإلقاء القبض عليه ، وفي المقابل سيعينه وزيرا للدفاع . من الطبيعي أنه صدم برفض رئيس الحرس الجمهوري والتأكيد عليه أنه فقط منوط به حماية قصر الأتحادية وسيادته . دعوني أنقل لكم هذا الجزء من المقال .

[استدعى مرسى قائد الحرس الجمهورى على وجه السرعة وتحدث معه عن توليه منصب وزارة الدفاع، وكان هذا الحديث سبقه اتصالات للرئيس المعزول بالإدارة الأمريكية واتصالات مع قيادات فى الجماعة، ورغم عدم شعور مرسى بالارتياح لقائد الحرس إلا أنه حاول ذلك. وكان قائد الحرس جاهزاً بالرد قائلاً «ليس بيننا خائن، ودورى حماية الوطن والمواطنين وهناك وزير دفاع يقوم بواجبه مثل باقى القيادات»، وانصرف على الفور وكل .

 ما حدث تم إطلاع السيسى عليه

وفى غضون ذلك حاول مرسى تدبير عدد من الزيارات للخارج وكان ذلك وقت خطاب القوات المسلحة، لكن قائد الحرس الجمهورى منع مرسى من مغادرة البلاد فى ذلك التوقيت إلى تركيا.

كان رئيس المخابرات التركية وراء فكرة سفر مرسى فى ذلك الوقت لحين وضوح الرؤية، لكن تم كشف المؤامرة ومنعه من السفر.

وقال قائد الحرس للرئيس مساء ذلك اليوم «استجب لإرادة الشعب حرصاً على سلامة الوطن» فرد مرسى «أنهى شعب الشعب الحقيقى هو اللى ورايا مش هيسيب الشرعية تهتز وهى مش فوضى إحنا حكومة مدنية منتخبة بإرادة شعب مش هنرجع لورا تانى». كان الحرس الجمهورى يتولى خلال ذلك تأمين مرسى ونقله إلى مكان محبسه بعد ذلك، على فترات، إذ كان موجوداً فى إحدى استراحات الحرس.

وعندما جرى اعتقال «الشيخة» وجد معه «تليفون ثريا»، وكان آخر اتصالاته بأشخاص داخل فلسطين، وعليه رسائل تقول «ابدأوا التحرك فوراً لحماية الرئيس».

فيما دار اشتباك لفظى بين أسامة نجل محمد مرسى وضباط الحرس الجمهورى، إذ قال «هنقتل أى حد يحاول المساس بالكرسى، إحنا مش هنرجع لحكم العسكر تانى فاهمين يعنى إيه]

من الواضح هنا أن د. مرسي لم يكن حسن النية في حكم مصر . عام مضي من حكمه لم يقم بفعل واحد يبرهن فيه أنه رئيس مصري لشعب مصري فيه الأخوان والسلفي والشبعي والبهاائي والسيناوي والنوبس والإعرابس ومع كل هؤلاء يوجد المسيحيون . إنحاز لأهله وعشيرته . أخذ نخبة منهم لخدمته وللوصول ألى مآرب الجماعة من سرعة التمكين للمؤسسات المصرية ومفاصل مصر . والأكثر حزنا بيع مصر لمن يدفع مع عمل صفقات مع أصحاب الأموال المهربة خارج مصر بالإتفاق معهم على إعادة الأموال أو أجزاء منها مع السماح لهم للعودة للعمل في مصر . من الطبيعي أن الأموال التي أستردت لم تدخل خزينة الدولة بل دخلت في حساباتهم في الخارج .

إرتكب د. مرسي أثناء حكمه كل ما يندى له جبين الشرفاء من إتفاقات وإتصالات ومخابرة غير المصريين بالخارج للدفاع عنه وعن جماعته نظير تمليكهم من مؤسسات مصر الحيوية مثل قناة السويس وما شابه . بل أنه تسبب في إذلال الشعب المصري بمنع الوقود الحيوي لإدارة البلاد وإرساله إلى ربيبته حماس التي كانت تمثل الذراع السياسي للجماعة . جاع الشعب المصري وبدأت تظهر جماعات تكفيرية وجماعات بلطجية مازالت مصر حتى هذه اللحظة تعاني منهم . كل هذا وسيادته يتشدق بأنه يعمل من أجل مصر . ونسأل أي مصر هذه التي كنت تعمل من أجلها وشعبها ؟ لقد خنت الأمانة . حقيقة لم تقسم على خدمة مصر والشعب المصري . لكنك كنت تعمل على إركاع مصر للأوباش الحالمين برغبتهم في أن يكونوا كبارعلى الرغم من أنهم أقزام خدعتهم صور أموال البترول فظنوا أنهم عمالقة .

انتظرنا يوم محاكمة د.مرسي ومن تم القبض عليهم من الجماعة في يوم الأثنين 4 نوفمبر 2013 الماضي أن نرى المحكمة الموقرة  تصدر حكمها ولو في تقسيم الأستماع إلى النيابة لما ستقدمه من أدلة إدانة لكل منهم على حده . ثم تحديد مواعيد مختلفة لكل واحد منهم على حدة لمناقشة التهم الموجه له من النيابة العامة بحضورمن سيتولى الدفاع عنه أو عنهم إذا إقتضى الأمر محاكمتهم مجتمعين ، وإن كنت أفضل محاكمة د.مرسي أن تكون مستقلة بشخصه فقط.

لكن مع شديد الأسف ما أسفرت عنه تلك المحكمة بتأجيلها المحاكمة إلى 8 من شهر يناير للعام 2014 ما هو إلا مضيعة للوقت والجهد والمال الذي  الشعب المصري في أشد الحاجة إليه ليستعيد عافيته الأقتصادية إلى ما كانت عليه ، وليس في تبديدها في حماية ورعاية قتلة ولصوص وأعداء لمصر والشعب المصري لعدم إيمانهم وقناعتهم بأن مصر وطن لكل المصريين . بل هم يفضلون أن يحكمهم ماليزي مسلم خير من مصري أصيل يحب مصر لأنها بلده وبلد أجداده ، ويكفي مقولة مرشدهم السابق مهدي " طوز في مصر والشعب المصري " . فهل ما فعلته المحكمة هو من الحكمة ؟ أم ما يؤكده عنوان المقال :

ما هذا التهريج يا سادة !.

CONVERSATION

0 comments: