دائما معي/ عيسى القنصل

رسالة قصيرة من صديقي الغالي الشاعر عيسى القنصل هزتني ورمتني في بحور الحزن والالم، وجعلتني أصرخ: ما أرخص الانسان. فلقد أخبرني أن رفيقة عمره وملهمته الشعرية، ماتت في فياضانات هيوستن. ألا رحمك الله أيتها "الرائعة" أم عصام كما يحلو لعيسى أن يناديك.. فلقد كنت القصيدة الأروع في حياته، وستبقين هكذا، فحبيبة الشاعر لا تموت. وخير دليل على ذلك ما كتب:

اراها  فى ثنايا   البيت  رائعتي  

برغم  الموت  والتابوت ِ  والكفن  ِ  

تناديني   بنغمتها   

لقهوتنا  ..

وحبات  ٍ مغسلة ٍ من  العنب  ِ  

فناكلها  ُ  

وفي  الاعماق  ضحكتنا  

تعالت عمق  ( مطبخنا  ) 

بلا  الم ٍ من  الايام  والزمن  ِ 

نهاد  ُ  كنت ِ مركبتي  

وطائرتي  ..

جناحي  فى  فضاء العمر والكون ِ  


اراها  جانبي  دوما  

بمركبتي  ..بفرشتنا  ..

ببستان ٍ معبقة  جوانبه  

باعشاب ٍ وازهار ٍ ..

جميل  العطر واللـــــــــــــــون ِ 

نهاد  انت  قافيتي  ..

واغنيتي  ..وما  احلاك ِ من  لحن ِ 

نهاد  ُ  اننى كهل  ُ  

ولا اقوى على الاحزان  ِ والمحـن ِ 

فقلبي  دون  عاشقتي  

واعصابي  ..ممزقة ُ 

كانّي  داخل  ُ  الكفـــــــــــــــــــــــن ِ  

نهاد  ُ  مت ِ  مسرعة  ً  

تركت ِ بداخلى  وجع  ُ 

كعاصفة  ٍ وبركان  ٍ وينبوع  ٍ 

من  التمزيق ِ فى بدنـــــــــــــــــــــي  

غريب  ُ  امر  عالمنا  

فكم  نسعي    بقوتنا  

لنبني  بعض  احلام  ٍ 

ولا ندرى  بان  الموت ..يخطفنا  

على عجل  ٍ  بلا  اذن  ِ  

ستبقي  دائما  جنبى  تراقبني  

وتنصحني  ..

بان  ابقي  بلا وجع  ولا  حزن  ِ  
**
الم وحسره  

فى  رثاء  ام  عصام  الرائعة  


يا دموع  العين ِ هلّي  //  واحرقي  لحم الخدود ِ

وانثري حزني  بعنف ٍ // فوق  اكتاف ِ البعيـــــدِ

فالذى يبكيه  شعري  //  كان  نبضا ً في وريـدي

والذي انعيه  حرفا ً  //كان  عنوان  وجـــــــــودي

كنت  اجري فى حياتي //قاطفا شوك  الـــــــورود

لا ارى نورا  بدربي   //  بل  سدودا  فى ســــدود  ِ

خطوتي  بالعمر ِ رعب ُ //واختناق ُ  بالقـــــــيود ِ

ثم  جاءت كشعاع  ٍ عطفها  نبع  ُ  فريــــــــــــــــد ِ

لا تبالي فى  صعاب  ٍ    همها بذل  ُ  المزيـــــــد ِ

كيف  انعى نصف  عمري  // ضاع  حرفي وقصيدي

يا  نهاد  لا  تغيبي  ///  ارجعى  قربي  وعــــودى

يا  نهاد ُ  يا  نهاد  ُ  //  كيف  ابقى كوحيــــــــــــــد ِ

يا  الهى  يا  الهى     ليس  شعرى  فى جحــــــود

اتما  بركان حزن ٍ   جاء  فى عنف ٍ  شديــــــــــــد ِ

كانت  الانسان  فيّــا        وثمارا ً  للوعــــــــود ِ

قلبها  فجرُ  لعمرى    عطفها  عطر ُ  الورود ِ

لا ترى  بالعمر ِ الا   سعيها  نحو  الجديـــــــــــــدِ

فى عطاء ِ وعطاءٍ   لشباب ٍ  ووليــــــــــــــــــــــدِ

لم  ترى  بالعمر الا   بذلها كل  الجهــــــــــــــود

لعطاء ٍوعطــــــاء ِ    بل  مزيدا ً للمزيـــــــــــــــد ِِ

يا  نهاد ُ كنت عندى    رمزنا نحو الخــــــــــلود

قد  تعاضدنا  لنبنى     بيتنا   بين  الـــــــــــوجود ِ

خاليا  من كل  بغض ٍ  يحتوى  عطر  الورود  

بين احفاد ٍرأينا          بينهم بيت  القصيـــــــــــد ِ

نقطف الايام َ جهدا  ً   نعطهم  ثمر  الجهــــــود ِ

لا نبالى  من  صعاب ٍ او عيون  ٍ  للحســـــــــود ِ

فارجعي  من  عمق  قبر  ..عانقيني  من  جديد

دونك  الايام  تبقى    بعض  ماء ٍ  فى  الوريد  ِ

فارجعى الصخب لبيتى    لا تغيبي  عن  وجـودي

CONVERSATION

0 comments: