عاشت مصر عقودا عديدة من القهر والظلم والقمع والإستبداد فى عهد النظام الفاسد الذى حكم البلاد ممثلا فى شخص الرئيس المخلوع وبطانته واعوانه،هذا النظام الذى يتحمل كل مايعانيه المصريين من فقرمدقع وأميه متفشية فى سائر البلاد وبطالة وأمراض لم نكن نسمع عنها من قبل نتيجة للماء الملوث الذى نشربه ولكنه لايمت بصله لماء النيل والمزروعات التى نأكلها وتروى بنفس الماء الذى ليس مصدره نهر النيل بالطبع ، لقد عاش الشعب المصرى مكبوتا مقهورا لايتكلم لانه كان محكوما بالحديد والنار ، إلى أن قامت ثورة 25 يناير 2011 والتى كان لها أثر السحر فى كسر حاجز الخوف فى كل شئ وتنفس نسائم الحرية التى غابت طويلا عن أرض المحروسه فمن ثمرات هذه الثورة البيضاء الطاهره المباركة التي عشناها وشاهدناها في مصر هذه الحرية التي أصبح ينعم بها الجميع ، هذه الحرية التى لم يعرفها المصريون من قبل ولم يمارسوها ولم يعرفوا معناها الحقيقى لذلك أصبحت فى كامنها حرية وفى ظاهرها فوضى فالفرق بين الحرية والفوض والإنحلال شعره ، فرأينا البعض قد عبَّر عن حريته بفوضى عاشت فيها البلاد وشكى منها العباد ، فوضى أُريد بها إفساد الحرث والنسل والله لا يحب الفساد، حتى اختلط على البعض الفرق بينهما فالحرية شعور جميل فما أجمل أن تشعر أنك حر، تستطيع أن تعبر عن رأيك كما تشاء ومتى تشاء، وتذهب أينما تشاء، حر ما لم تضر، فالحرية لها ضوابطه شرعية ، فتطبيق الحرية بمفهومها الصحيح هو أول سبل التقدم والرقى لمجتمعنا المصرى ، بالحرية نستطيع أن نتنفس نسيم الديمقراطيه الحقيقية ، بالحرية نستطيع أن نبدع، نستطيع أن نتكلم،أن نعبر عما نريد، وقد يرجع السبب الحقيقى فى تقدم بعض الدول الاوربية إلى تطبيق معنى الحرية بصورة حضارية فهم يدركون ان الحرية لها واجيات والتزامات عليك قبل أن تكون حقوق لك ، وقد منح الإسلام للمسلم وغيره الحرية بكل معانيها، حتى إنبثقت من تعاليمه أنواع كثيرة من الحريات مثل حرية الفكر،الإعتقاد،الإبداع،التفكير، التعبير عن الرأى ، حتى هناك حرية فى العبادة فالإسلام لم يرغم أحد على الدخول فيه إلا بمحض إرادته وبكامل إختياره ورغبته ( وهديناه النجدين ) فالإسلام ثورة تحريرية شاملة ، لقد جاء ليحررنا من كل قيد على وجه الأرض فإذا فهمنا المعنى الحقيقى للحرية كمصريين لنعمت بلادنا بكل أنواع التقدم والرقى فى شتى المجالات ، ولكن ما نراه اليوم من البعض بعد هذه الثورة المباركة من تجاوزات وخروج عن كل نظام باسم الحرية أمر خطير، فالبعض لا يفرق بين الحرية والخروج عن النظام وبل والفوضى، مع أن الفارق بينهما عظيم ، فالحرية بناء أما الفوضى فهدم ، وقد أكد أغلب العلماء إن ديننا الإسلامي يرفض الأعمال الفوضوية التي تخالف القوانين وتخل بالأمن والنظام والسلام الاجتماعي لأن ديننا هو دين يدعو إلى الخير وينهى عن الشرّ والفساد، ( وَلاَ تُفْسِدُواْ في الأرْضِ بَعْدَ إِصلاحها ) سورة الأعراف:56فالإخلال بالأمن يعتبر من الإفساد في الأرض، وأيُّ إجرام أعظم من الإفساد في الأرض؟! حيث نهى عنه ربّنا جلّ وعلا، وتتابعت رسُل الله وأنبياؤه ينهَون عن الفساد في الأرض ، إن الفسادُ في الأرض خُلُق اللئام من البشر، والله لا يحبّ المفسدين ولا يصلِح عملَهم، قال تعالى:- (وَيَسْعَوْنَ في الأرْضِ فَسَاداً وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) سورة المائدة:4 – فالحرية مفهوم خطأ لدى كثير من المصريين فالبعض يتصور أن الحرية هى ان تكون قادرا على فعل ما تشاء !!!! وقت ما تشاء وكيفما تشاء !!! الاجابة طبعا لا فهذه ليست الحرية !!!! أنها الفوضى !!! والبعض يرى أن الحرية مجرد فكرة أوحلم منشود لايمكن تطبيقة فى مصرنا الحبيبه لأن الشعوب العربية غير مؤهلة لتطبيق الحرية بمعناها الشامل ، وأختلف بالطبع مع هذا الرأى تماما فالإنسان يُمكن أن يكون حر، دون أن يخرج عن القانون والسقوط إلى هاوية الفوضى .