أبدع الإنسان منذ فجر التاريخ بتطويع الطبيعة لصالحه، لكنه بقى ويبقى عاجزا عن الكثير.. إلا أن الحكومة الإسرائيلية وأدواتها القوية والمعروفة عجزت عن السيطرة على الحريق مما دفعها لطلب المساعدة والنجدة من جيرانها ومن دول العالم، ولسنا هنا لتحليل أسباب الحريق وحجمه، لكنه من غير المعقول أن يكون الحريق بفعل إهمال صغير مهما كان.. إذ يمكن السيطرة عليه ومحاصرته حتى لو بعد ساعة من اندلاعه، وسيبقى السبب طي الكتمان إذا كان نتيجة أخطاء لنشاطات أخرى صناعية أو كيميائية أو غيرها.. الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة كانت تهتم فقط ! بتسليح جيشها كي تستمر في احتلال أراضي الفلسطينيين، وأثبتت براعة فائقة في تهجير الفلسطينيين واحتلال أراضيهم وبتخطيط وإعداد مسبق لإنجاح ذلك، وما زالت.. وكذلك تستخدم القوة والقرصنة في الاعتداء على الأبرياء العزل كما حصل مؤخرا في عرض البحر وأدان العالم أجمع ما قامت به من قرصنة جوية وبحرية، والأمثلة كثيرة وكثيرة جدا... لكنها لم تقم مرة واحدة في التخطيط لصالح الإنسان..؟ لأنها لم تفكر بأن نواميس الطبيعة تحتاج إلى جهود كبيرة من الجميع، ومنح الحرية والإمكانية لجميع الشعوب والدول كي تصل إلى حياة أفضل.. وأنها ما زالت متعنتة بموقفها تجاه عملية السلام التي لو تحققت؛ فإنها ستؤدي إلى تطور شعوب المنطقة للنهوض والرقي والحفاظ على البيئة... وأن عجزها في السيطرة على حريق الكرمل وإخماده يكشف نوايا إسرائيل الحقيقية، ويكشف عورتها المستورة بقوة غاشمة معربدة ليس لها علاقة بالقوانين الدولية، وعلاقات حسن الجوار..؟! وليس لها علاقة بالديمقراطية التي تتغنى بها دوما؛ لأن الديمقراطية ليست في تعدد الأحزاب والصراعات السياسية بقدر ما تكون لصالح الإنسان والحفاظ عليه واحترام الآخر...
لم تتوقف إسرائيل فقط عند استخدامها للقوة المسلحة والهائلة في الاعتداء على الأرض والإنسان العربي والفلسطيني بشكل خاص، بل راحت تحيك المؤامرات وتدبرها للنيل من وحدة الشعوب من جهة، والنيل من الأنظمة العربية وغير العربية من جهة أخرى... كما اتضح ذلك ونشر في الوثائق السرية التي سربها موقع ويكيليكس التي تحتل المواقع الأولى في النشرات الإخبارية العالمية المستمرة منذ أكثر من شهر وما زالت..! كما أصبح واضحا للجميع أن لإسرائيل اليد الطولى في عدم المصالحة بين الفلسطينيين أو بين فتح وحماس، ولن نفاجأ إن كانت إسرائيل قد هددت حماس بالقضاء عليها إذا ما تمت المصالحة بينها وبين فتح، ولا نستغرب عندما منعت إسرائيل شخصيات فلسطينية من الدخول لغزة في مهمة للمصالحة، أو عودة مواطنين لغزة... ولن نفاجأ إن نشرت ويكيليكس أو لم تنشر وثائق تورط إسرائيل وجواسيسها في العالم بالإرهاب، أو دعمها لمنظمات إرهابية كي تشغل تلك الدول وشعوبها في مشاكل معقدة لتبقى هي مسيطرة وتنفذ مخططاتها العدوانية على الفلسطينيين والعرب..
ربابنة إسرائيل وشعبها مكثوا ثلاثة أيام في الصلاة إلى ربِّ العالمين كي يسقط الغيث والرحمة حتى يساعدهم في إخماد الحريق المستعر في الكرمل، وفي نفس الوقت يستخدمون كل قوتهم في محاصرة شعب أعزل منذ سنوات يحرمونه من أبسط مقومات الحياة.. أيّ تناقض غريب يعيشه ربابنة إسرائيل وشعبها الديمقراطي..؟! ألم يكن هذا درسا لهم؟ ليبتعدوا عن عنجهيتهم ويسارعوا بمنح الفلسطينيين حريتهم واستقلالهم، ويعيشوا بسلام وتعاون جنبا إلى جنب نحو التطور والرقي، بدلا من زهق الأرواح البريئة التي يمكن أن يكون من بينها ما يطور هذه المنطقة لصالح أبنائها ولصالح العالم..؟!
وأخيرا ليس شماتة.. إن صلىّ الجميع ودعوا الله أن ينزّل الغيث؛ فأنا أدعو الله وأصلي له بأن لا ينزّله.. لأنه لو نزل فسيغرق بيتي وبيوتا عدة في مخيم اللجوء المحاصر بغزة، ولن تقوم وكالة الغوث (الأنروا) باستغاثتي.. وليس بمقدوري على ترميمه، أو إعادة بنائه من جديد، وهذا ما لم يستطع ويكيليكس من كشفه والتحقق منه!!
0 comments:
إرسال تعليق