لبنان وكرة النار (الحلقة2)/ شوقي مسلماني


منذ استصدار القرار 1559، بعد الغزو الأميركي الهمجي للعراق، ولبنان يشهد فصولاً عجيبة غريبة، وحتى إنّ بعضها ظهر سافراً في اصطناع الفتنة المذهبيّة، أو سافراً في تمترسه خلف خيارات إسرائيليّة، أو سافراً في إغراق لبنان بالمديونيّة، أو سافراً في اختلاق سياسيين دُمى ... وإلخ.
ولبنان لا يزال يعيش توالي هذه الفصول المجرمة من دون رؤية حكيمة جامعة، ومن دون رؤية تحديد من يكون الصديق ومن يكون العدو وما بينهما.
ولكن هذا ليس كلّ شيء لأنّ المسألة متشعِّبة والآراء متجاورة أو متنافرة.
وها هنا مداخلات جريئة:
1 ـ المستقبل بين أيدي اللبنانيين
ـ ماجد الغرباوي (باحث ورئيس تحرير مجلّة المثقّف)
الإنفراج السياسي والاجتماعي في لبنان يتوقف على مدى تماسك الداخل ومقدار وعي المسؤولين اللبنانين لإبعاد اللعبة الدولية، فلا شكّ إن استمرار التوتّر بين الاطراف السياسية سيفضي الى مزيد من التدخل الاقليمي والدولي، وسيكون البلد ضحية مواقف متشجنه، متشبعة بثقافة الثأر، ولو على حساب مصالح الشعب ومستقبله. وبقطع النظر عن مدى إنسجامنا أو اختلافنا مع السياسة الإيرانية، إنّ حثّ المسؤولين اللبنانيين وسعد الحريري لتقوية العلاقات مع حزب الله رأي صائب، بل إن توجه سعد الحريري الى طهران كان خطوة صحيحة في طريق الانفراج، فلا بد من تسوية الامر بين الاطراف السياسية والاتفاق على صيغة مدروسة تحول دون مزيد من التدخل الخارجي، والاتفاق على شروط جديدة للعمل داخل اطار الدولة الشرعية، وعدم الاحتكام الى السلاح والتصفيات الجسدية بين الاطراف المتنازعة. وفي غير ذلك ستجر المواقف المتصلبة لبنان الى هاوية سحيقة، يخسر الشعب فيها كل مستقبله.
***
2 ـ أخاف على لبنان
ـ مازن يوسف (أديب وإعلامي)
بتقديري أن الوضع في لبنان إجمالا متّجه الى الضيق، وأنا أراه كالسائر نحو حتفه، فالموضوع بالنسبة إلي لا يبدأ بالاغتيال ولا بصدور القرار 1559، وأنا أنظر لهذا البلد الجميل قبيل اندلاع حربه الاهلية، والاسباب التي أدت إليها وما خلفته من خراب عميق في بنية المجتمع اللبناني على كافة الاصعدة، بتقديري إن الاسباب التي قادت ذات يوم لتلك الحرب المجنونة مازالت هناك، وإن توارت خلف "اتكيت" سياسي يحسب لمزاولي السياسة في لبنان، فهم كما لاعبي البوكر يصعب قراءة وجوههم، وفي كل هذا وذاك لا يمكن إغفال الوضع الاقليمي والعربي، ناهيك عن الوضع العالمي وتأثيراته المتزايدة، لاسيما على بلد بحجم لبنان وهشاشته المتأتية من التناقضات والتناحرات الدينية والطائفية والمذهبية
التي يمور بها في ظل الغطرسة الاسرائيلية والعربية وتنامي التيارات الدينية والدور الايراني والسوري وانحسار دور قوى اليسار السياسي سواء في البلد أو في المنطقة والعالم. لقد عملت حرب عام 2006 والنصر الالهي الذي حققه حزب الله على تردي الوضع اللبناني أكثر مما كان عليه من تردي، وأخشى أن تكون نتائج المحكمة الدولية المكلفة بالتحقيق في اغتيال الحريري القشة التي ستقصم ظهر البلد، أرجو أن لا يكون ما قلته ضمن ما قد يتحقق في العام الجديد، وبهذا نكون قد أفسدنا بعضاً من توقعات ماغي فرح.

CONVERSATION

0 comments: