إعلام صهيوني تساندة زمرة من خونة الشعب الفلسطيني أخذت تنشر أخباراً ومواد إعلامية مفادها أن النكبة هي ( فبركة ) إعلامية عربية كانت وليدة فكر أنظمة كانت تستعد للظهور وأخذ أماكنها تحت الشمس وما كانت هجرة أولائك الفلسطينيون من قراهم وبلدانهم الفلسطينية إلا هجرة مختارة ، إختار أهالي تلك القري الفلسطينية هجر وترك قراهم وبلدانهم لما بارت أراضيهم وإنعدمت مواردهم ورحلوا بمحض إختيارهم لهثاً وراء من سبقوهم الي بلدان البترول والثراء -والذي كان لا يزال هو الآخر في طور الإشاعة- في الدول العربية المختلفة ، شجعهم علي ذلك ما كانت توعز به تلك الأنظمة التي كانت تستعد للخروج وتغيير واجهة وخارطة العالم العربي كما كنا نعرفها وكما كانت عليه.
ليس هذا كل ما في الأمر. الخطة تأخذ أبعاداً في طيها وفي محتواها قلب الشعوب العربية علي بعضها وتفعيل العصبية النائمة منذ زمن لتثأر وتثور علي الحال التي هي عليه اليوم، والأدلة علي هذا كثيرة منها ما تم تسريبه من ملفات وزراة الخارجية الأمريكية في مراسلة بين أحد السفراء الأمريكيين وأحد السفراء البريطانيين يوضح فيها السفير الأمريكي للسفير البريطاني مدي فداحة ما إرتكبته بريطانيا خلال تاريخها في المنطقة العربية، في تلك المراسلة بين السفيرين والتي تقول أن النكبة الفلسطينية ساعدت الأردن أن يكون لديه شعب من مئات الألاف من الفلسطينيين الذين لجؤوا إلي الأردن في ضمن خطة مدروسة مفادها أن عندما قامت بريطانيا بتقسيم الوطن العربي وكان نصيب الملك عبدالله الأول إمارة الأردن كان إعتراض الشريف حسين علي هذه القسمة وعلي إسناد العراق إلي أبناء أخيه وإعطاء إبنه إمارة شبه خالية من السكان علي أساس أنها إمارة بدون شعب فما كان من المبعوث البريطاني آن ذاك إلا أن يقول للشريف حسين مطمئناً : لا تقلق ( إن الشعب سيأتي فيما بعد ) وأن العراق إمارة مؤقته. وحدث فعلاً ما وعد به المندوب البريطاني وأتي الشعب الفلسطيني إلي الأردن ليكون هو التركيبة الرئيسية في تركيبة الشعب الأردني وكانت إمارة العراق والملك فيها مؤقتاً كما هو مروم له ومخطط له.
أما الدور العربي في تلك المؤامرة والإستغلال التاريخي الذي يأخذ طريقه إلي حيز الوجود هو متمثل في أن العرب وعلي رأسهم مصر والدولة العثمانية كانوا متواطئين في عملية تسهيل هجرة اليهود بالكم والكيف الذي تمت عليه هجرة هؤلاء اليهود بل أن التسليح كان تركي ويتم شرائه من مصر وصفقات السلاح التي تمت في عهد الملك فؤاد سجلاتها تملاء دائرة المخططات العثمانية في أنقرة والتي يحرص الأتراك إخفائها والإدعاء بعدم وجودها حباً وطمعاً أن يصبحوا دولة ( أوربية ) في يوم من الأيام ولهذا لو تلاحظون كم خفت الصوت التركي بعد أيام قليلة من عملية باخرتهم التي مات عليها من مات من الأتراك وذلك لأن الذراع الإعلامي الأسرائيلي أخبر الأتراك أن تاريخ الأتراك فيما صنعوه بالعرب وبالفلسطينيين بالذات يحتوي علي صفحات لا يعلمها كل العرب المهللين للأتراك هذه الأيام وأن هناك وثائق لو ظهرت إلي العلن فإنها ستقلب الصورة التركية رأساً علي عقب.
تفتق الذهن الصهيوني يسانده للأسف الشديد عدد من الخونة الفلسطينيين والعرب عن خطة جهنمية للخلاص من معضلة عودة اللاجئين والتخلص من عبارة ( المأساة الفلسطينية ) والتي أخذت تشغل الفكر الجديد لأبناء شعوب العالم الذي أخذ يتعاطف مع هذه المأساة بشكل لا تستريح له إسرائيل ولا تستريح له زمرة السلطة الفلسطينية الحاكمة.
ولا غرابة في هذا الأمر. ومن يقراء مراسلات سفير واشنطن في تل أبيب عن رفض حثالة حركة فتح وسلطة رام الله العودة إلي قطاع غزة بعد أن تفرغ إسرائيل من عملية الرصاص المنهمر قبل شن العملية بثلاثين يوماً كاملة علمت حركة فتح العار وعلمت سلطة الخيانة الفلسطينية في رام الله بموعد الموت القادم علي قطاع غزة ولم يحركوا ساكناً علموا بالموت القادم علي الأطفال والنساء ثلاثين يوماً كاملة قبل أن يقع هذا الموت، وكل هذا من أجل من أجل دولارات قليلة يقبضونها ومناصب واهية يعتلونها ، مات الشعب في قطاع غزة لكي تمضي مسيرة جريمة منظمة التحرير ولكي يعيش المجرمين ويموت الأطفال تحت القنابل.
صهاينة الفلسطينيين تكاتفوا مع صهاينة بني إسرائيل لهدم القضية الفلسطينية ومسح كل علامات المأساة الفلسطينية من علي الوجود ، قال لهم جهاز الإعلام الإسرائيلي القوي أن هذا بالإمكان وتعاون بسيط من جهات الفلسطينيين الرسمية سيجعل هذا الأمر ينتشر كما تنتشر النار في الهشيم.
برامج إعلامية كاملة أخذت تغزو الغرب وحتي دولنا العربية تتحدث عن حقيقة المأساة الفلسطينية ولكن بالشكل الذي ينفي وجود تلك المأساة أو حتي وقوعها من الأساس برامج متكاملة تتحدث عن عرب فلسطينيون تركوا أراضيهم بعد ن ضاقت بهم الأحوال وفضلوا أن يهاجروا في أرض الله طلباً للرزق ، برامج تتحدث عن فلسطينيين ( باعوا ) تلك الأراضي بملئ إرادتهم للحاق بأبنائهم في أمريكا والبرازيل وشتي بقاع الأرض، برامج كاملة تحدثت عن إذاعات عربية قامت بإفزاع العرب الفلسطينيين وتخويفهم من اليهود أدت إلي تصديق هؤلاء العرب الفلسطينيين إلي الهلع والهرب من عصابات موت كانت موجودة فقط في مخيلة وعلي ألسنة مذيعي قنوات الراديو العربية التي أثارت الفزع في قلوب الفلسطينيين عن عصابات من الإسرائيليين قادمين لقتلهم، برامج إعلامية كاملة تبرر كل موت وقع ولا يزال يقع علي الفلسطينيين من دير ياسين وصولاً إلي مذبحة قطاع غزة، برامج إعلامية كاملة تستظيف عينات من الخيانة الفلسطينية لا نعلم من أين أتوا بهم أو من أين جائوا.
والمذهل في الأمر أن الإعلام الرسمي الفلسطيني لم يجرؤ حتي علي التصدي أو حتي مجرد الرد علي تلك البرامج الإعلامية ولا نعلم إن كان هناك تواطؤ مع أجهزة الإعلام الصهيوني لأمر ما تسوله لهم نفوسهم المريضة فإن سكتوا عن موت قادم علي أطفال ونساء قبل وقوعه بثلاثين يوماً أفلا يسكتون عن تشويه ومسح كامل للقضية الفلسطينية والمأساة الفلسطينية?
نحن بحاجة إلي خلق فلسطينيون جدد ينشؤون فلسطين جديدة ويقومون بحامية تاريخ فلسطين القديمة ومأساة الشعب الفلسطيني. فلسطينيون جدد يعيدون الثقة بعدالة قضيتنا وحق هذا الشعب أن يتخلص من أثقال وأعباء الماضي وعار هذا الحاضر..
- لوس أنجليس
0 comments:
إرسال تعليق