الخيانة عاهة إبليسية تسللت إلى فكر وعقل وممارسات الإنسان منذ أن استوطن الأرض بعد أن طرد الله أدم وحواء من جنة عدن وقد تجلت بقوة في حقد قايين الذي لم يحتمل قبول الله ذبيحة أخيه هابيل فقتله مرتكباً أول جريمة في التاريخ الإنساني. كما كانت الخيانة فاقعة في تصرف إخوة يوسف الذين وعلى خلفية الحسد والغيرة وضعوه في بئر ومن ثم باعوه للإسماعيليين بعشرين من الفضة. أما خيانة الإسخريوتي للسيد المسيح مقابل ثلاثين من فضة فقد أمست نموذجاً للخساسة ودناءة النفس.
السيد المسيح وصف بدقة هذه الآفة التي تقتلع المحبة من القلوب وتخدر الضمائر فيخون الناس بعضهم البعض: "ويرتد عن الإيمان كثير من الناس، ويخون بعضهم بعضا ويبغض واحدهم الآخر. ويظهر أنبياء كذابون كثيرون ويضللون كثيرا من الناس. ويعم الفساد، فتبرد المحبة في أكثر القلوب. ومن يثبت إلى النهاية يخلص". (24/10-13)
في القرآن الكريم آيات كثيرة عن الخيانة من بينها:
"فَإِنْ أَمِنَ بَعْضُكُم بَعْضًا فَلْيُؤَدِّ الَّذِي اؤْتُمِنَ أَمَانَتَهُ وَلْيَتَّقِ اللّهَ رَبَّهُ". (سورة البقرة آية 283)
"إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُواْ بِالْعَدْلِ إِنَّ اللّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ إِنَّ اللّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا" (سورة النساء آية 58)
"إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الخَائِنِينَ (سورة الأنفال آية 58)
التاريخ العربي مليء بالخونة ومن أشهرهم أحد الخوارج المدعو عبد الرحمن بن ملجم الذي خان علي بن أبي طالب حين ضربه بسيف مسموم على رأسه فيما كان يؤم المسلمين بصلاة الفجر في مسجد الكوفة. وصفة الطروادي التي تستعمل لنعت الخونة مستقاة من أسطورة إغريقية قديمة مفادها أن جيش إحدى مدن الإغريق أهدى أعداءهم حصاناً خشبياً كبيراً، فقبلوه وجاءوا به إلى بلدتهم، وفي الليل فُتِح الحصان فخرج منه جنود استطاعوا السيطرة على مدينتهم. وفي الشعر العربي كم كبير من الأبيات تحكي الخيانة منها قول علي بن مقرّب: "لا تركنَنَّ إلى من لا وفاءَ له الذئبُ من طبعهِ إن يقتدرْ يثبِ”.
ومن الحقبة الرومانية يستحضرنا قول يوليوس قيصر الشهير لأخلص خلصائة واصدق اصدقائة بروتس: "حتى أنت يا بروتس" وذلك عندما شارك بروتس أعضاء مجالس روما في قتله وطعنه بخنجر.
لبنان وطن القداسة والمحبة والرسالة مهدد اليوم من جراء ممارسات قادة وسياسيين ومسؤولين خونة خافوا على حياتهم ومالهم والنفوذ ولم يخافوا الله وعقابه فرضخوا صاغرين لمشيئة الإرهاب الإيراني والسوري. تجابنوا وخافوا فخانوا وكالة الناس التي مُنِحت لهم في الانتخابات النيابية وأوصلتهم إلى مجلس النواب. خانوا وعودهم ونقضوا عهودهم وغيروا مواقفهم وتحالفاتهم وماشوا الأبالسة العاملين ليلاً نهاراً على إسقاط النظام اللبناني الحضاري والتعايشي والحر لاستبداله بجمهورية ملالي أصولية على شاكلة تلك المفروضة على الشعب الإيراني بالقوة وكل وسائل الإجرام والبلطجة.
يواجه لبنان اليوم هجمة سورية وإيرانية مباشرة ومن خلال عصاباتهما المسلحة بهدف اقتلاع هويته ونحر تاريخه والتنكر لشهدائه وتعطيل الديموقراطية والحريات فيه وفرض ثقافة الموت والانتحار والتقوقع وشرعة الغاب على أهله. من المؤسف والحالة على ما هي عليه أن نرى قادة وسياسيين ونواب ومسؤولين يخونون الوطن والمواطن ويماشون قوى الشر والإرهاب التي تعمل جاهدة وبالقوة على استعباد واحتلال لبنان وتحويله ساحة ومنطلقاً لمشروع سوري وإيراني أصولي وشمولي ومذهبي وإرهابي وتوسعي هدفه الواضح والجلي إسقاط كل الأنظمة العربية لمصلحة مشروع إحياء الإمبراطورية الفارسية الخمينية ونشر الفوضى في كل أرجاء العالم.
المطلوب من الشعب اللبناني لفظ كل الخونة وسحب الوكالة النيابية منهم والوقوف بشجاعة في وجه مشروع حزب الله الجهنمي وإجهاضه. أحرار وطن الأرز سيسقطون كل الخونة والمترددين والوصوليين والصنوج والأبواق والمرتزقة. أما النصر في النهاية فلن يكون إلا للبنان الحر السيد المستقل، وللبناني الأبي المؤمن الذي لا يخاف إلا الله سبحانه تعالي ويعمل بتعاليمه ويلتزم بشرعته. لبنان عصي على كل المحتلين وجماعات الإرهاب والأصوليين.
لا لرئيس وزراء ينتعله حزب الله وقراره يأتي من سوريا وإيران،
لا لوزارة تعمل على إلغاء المحكمة الدولية وضرب أسس النظام اللبناني،
لا لسلاح حزب الله ولا لدويلته الإيرانية ولا مشروع ولاية الفقيه،
لا لنواب خانوا وكالة من أوصلهم إلى مجلس النواب،
لا لأحزاب غير لبنانية في عقيدتها وفكرها، وتمويلها ومرجعيتها، وممارساتها وثقافتها،
لا لمقاومة كاذبة ولتحرير هو دجل فاضح وتجارة رخيصة،
لا لغير لبنان التعايش والمحبة والحريات، وألف لا لكل أطماع سوريا ومشاريع إيران التوسعية،
لا للخونة والمارقين وضعفاء النفوس والطرواديين والخائفين، ونعم وألف نعم للبنان الرسالة والقداسة والعنفوان.
1 comments:
الله يهون عليك ..بسيطة.خازوق عابر ما بينحكى فيه
إرسال تعليق