صباح الوطن الجميل/ يسرية سلامة

عرفته من طيبته، صدقه، لونه، شموخه وكبريائه، من لهجته وخفة ظله..أصله ابن بلدي المصري الأسمر القدري..أيوه مصري ابن مصري، سمعتموه؟ وهو يبدأ بالتسبيح؟ ويُعلن أنه لا يخشى إلا الله؟ ويقول أنا مصريُّ موريتاني وجيبوتي وعَمَّانِ، مسيحيٌّ وسني وشيعي وكردي وعلوي ودُرزي .. أنا لا أحفظُ الأسماءَ والحكامَ إذ ترحلْ.
وبعد أن تحطم حلمه الطفولي فلم يُبحر ولم يعبُر، في صيغة رمزية بليغة رائعة، إختتم أبياته "بلاد العُرب أوطاني .. وكل العُرب إخواني".
سمعته وهو يُلقى قصيدته التأشيرة بكل جوارحه ومن أعماقه. أضحكني سخرية ثم أبكاني، رأيته يُعبر عنه وعني، "هشام كامل عباس محمود الجخ" شاعر صعيدي قناوى سوهاجي من ولادك يا مصر، ولو سمعه أيًا من كان سيعرف أنه مصري شرب من ماء النيل، عمره 32 سنة، يقول هشام (أمنية حياتي إني لما أموت .. العالم كله يعرف إن هشام الجخ مات، أعشق عيون الناس وهي تلمع، وكلمة الله من الجمهور وأنا واقف على المسرح).
أخي هشام..ما أروعك؟!
رأيتك منير والأبنودي وأحمد ذكي، ولا تُقلد بل أنت متميز، لكن الإخوان دائمًا ما يشبهون بعضهم البعض، يشتركون في قسمات الوجه، خفة الظل، جمال الروح، طيبة القلب.. لأن الأم واحدة والروح واحدة.
أنا من بنات الوجه البحري لكني إسكندرانية صعيدية فلاحة وبدوية، لأنني مثلك مصرية. حقيقة لم أزر الوجه القبلي في حياتى، ولا أعرف "هشام الجخ" عن قرب، لكنني أفتخر بكل مصري مُتميز وناجح في أي من المجالات، تغمرني السعادة وأنا أستشعر نجاحه وإرادته المتقدة، نجاحه هو نجاحًا لي ورصيدًا لتاريخي كعربية مصرية.
أخي هشام.. سافرت بكلماتك لكل مساحات الوطن العربي فلن تحتاج إلى تأشيرة، لمست قلوب الصغار قبل الكبار، النساء والرجال، لأنها جريئة صادقة مفعمة بالمشاعر النابضة، تُدعم التمرد على كل القيود، والطموح في إلغاء الحواجز والحدود، تجاوزت إرادتك كل ارتدادات الإحباط والخنوع، لتزهر حالة جميلة من الإصرار، ومزيج من مشاعر الأمل والألم البوح والكتمان، بالتأكيد صوتي وأصوات الملايين ستكون لك في مسابقة "أمير الشعراء"، لكنك قبل تتويجك فائزًا في المسابقة إنشاء الله، لقد فزت بمحبتنا وإعجابنا الشديدين بك وبأشعارك .. أصبحت أمير قلوبنا وفقك الله .
وبرغم حلكة الظلام ستبقى أنت وأمثالك نجومًا تسطع في سماء الوطن، لتنشروا الأمل والحب، التسامح والتآخي، لتشعرونا بطعم حلو للحياة، طعم الحب، حب مصر "الوطن الجميل"، وحب وطننا العربي.
عروبتنا.. أوطاننا؟!
لها الله ولنا!
إن القيد يُكبّلنا
القهر يُحاصرنا
القمع يُمزقنا
لكن..
نحن ملح الأرض ما فنينا
وأنت!
بصوت سمار الأرض
وكلمات تطعن القلب
تلعن وطن الذل
تعبر فوق الحدود
تحطم كل القيود
تعلم علم الخلود
مالنا غير الصمود
هشام
بعد اليوم لست في حيرة
فلن تحتاج إلى تأشيرة

CONVERSATION

0 comments: