البعض منا يدرك بان الاغتيال السياسي يتمثل بقتل شخصية أو قائدا ، باستخدام السلاح أو بتفجير سيارة مفخخة.
لذا وجب علينا أن نعرف معنى الاغتيال السياسي ، وان هناك نوع آخر للاغتيال السياسي ،وان يكون هذا التعريف يتصف بتعريف معنى العنف والإرهاب السياسي وكذلك الفكري ، وان نبين حالات الاغتيالات السياسية والجهات التي تعمل على تنفذها ونبين دوافعها وأسبابها ، وأهدافها.
إن اغتيال شخصية أو قائدا هو خسارة بحد ذاتها ، ولكن هذا لا يعني أن كل شيء قد انتهى وهذا بحد ذاته لا يعد اغتيال سياسي خطير .
لاننا اليوم نقف على عتبة مؤامرة لاغتيال دولة وشعب بالغاية الاستعمارية بالمنطقة ألا وهي لبنان،
وللأسف الشديد نجد بهذا الاغتيال السياسي الذي تنظمه وتعد له إدارة البيت الأبيض ، وللأسف الأشد ألما انه ينفذ من خلال أبناء الدولة المراد اغتيالها سياسيا، وهؤلاء العملاء هم أداة تنفيذ لهذا النوع من الاغتيالات السياسية ضد أبناء شعبهم ، لأنهم يتصفون بالمعارضة السياسية، تنافسها على السلطة ولا تتفق معها في بعض المواقف، وضد قادتها الذين يقودون البلد نحو الأفضل ولا تتفق سياستهم مع أهداف البيت الأبيض بالمنطقة.
إن الإدارة الأمريكية وعلى مدار السنوات الماضية كانت تعد العدة لخلق شرق أوسط من خلال الاعتداء والحرب الإسرائيلي على لبنان ،إلا أن لبنان صمد وحقق النصر تلو النصر وفشلت ولادة الشرق الأوسط الجديد
واليوم تجدد الإدارة الأمريكية نواياها لصنع ما فشلت به وهو تحقيق الشرق أوسط جديد ، لكن هذا التجديد تسعى له من خلال الاغتيال السياسي،بان تغتال إرادة الشعوب والخصوم السياسيين والمعارضين في لبنان من خلال إبعادهم وتهميشهم وتغيبهم ، كما عهدنا سياستها بكل بلد عربي ، من اجل أن تدفع بالبد إلى حال من التوتر والفوضى، ليدعي منفذيها بأنه قد صعب تدبير الأمر ، لتستثمر الأمر بان الوضع بحاجة لتتدخل دولي ، كما حصل في قضية اغتيال الشهيد الحريري من تسييس واستثمار أمريكي وإسرائيلي للقضية للنيل من المعارضة اللبنانية .
الجميع يدرك بان لبنان وشعبه قادر على تحقيق الانتصار ولجم كل مؤامرة والأشهر القليلة الماضية التي سبقت تشكيل الحكومة المنحلة حاليا ، اكبر شاهد على أن لبنان واعيا سياسيا ويدرك المخاطر التي تحاك للبنان وأهله ، وان ما يجري من مؤامرات لا يحل مشكلة هؤلاء ولا يحقق لهم تصفية المعارضة السياسية. إن مثل هذا التأمر سوف يخلق لهم المزيد من المشاكل ، ودوافعه ونواياهم سوف تنقل بالبلد إلى حال من التوتر والفوضى .
فعلينا أن نتصف بالعقلانية والوعي السياسي ، وان نشخص مرض وألم أوطاننا التي أصيبت بفيروس النوايا الأمريكية المختلفة والمتعددة باتجاهات وأهدافها، وعلينا التعمق بالنظر إليها بجدية ومقاومتها ،حتى لا تنغمس بلادنا العربية بمستنقع الجريمة الأمريكية المظلمة ، لتخرج إلينا الإدارة الأمريكية بشعاراتها ومسمياتها، في ظل هيمنتها .
وعلينا فهم دور المسوقين للمشاريع الأمريكية ، وان ندرك بأنهم يؤدون دورًا تعجز عنه الإدارة الأمريكية بقواتها العسكرية .
لأنهم أصبحوا يقومون بالتمهيد لمشاريع الاغتيال السياسي، لان الإدارة الأمريكية فشلت ومن خلال حروبها وعملياتها العسكرية في تحقيق أهدافها . كما كانت نتائج الحرب على لبنان ، هزيمة القوة العسكرية الإسرائيلية ، ومشروع الاغتيال السياسي هذا بلا أدنى شك لا ينجم عنه إلا هزيمة لمن يعد له ، وتلاحم وتماسك وطني لإرادة المجتمع اللبناني .
الإدارة الأمريكية تركز في مشاريعها على المقومات الأساسية والمعنوية والثابتة في كل إنسان عربي ، وتشن هجوما شرسا ضد كل الحركات المقاومة على امتداد الوطن العربي. كما حصل بالعراق وأفغانستان ولبنان ،حتى وصل الأمر بهؤلاء المسوقين لمشاريع الإدارة الأمريكية وصف المقاومة العراقية بالإرهاب ، والحكومة المقبلة في لبنان حومة إيرانية، إن هؤلاء المروجين للإدارة الأمريكية وللاستسلام لها ولمشاريعها وأهدافها ونواياها ، إنهم يتصدون للإرادة اللبنانية ، وجعل لبنان بلا استقلال ، وجعل الإنسان اللبناني إنسان بلا حرية ولا هوية .
وبعد اطلاعنا وسماعنا التصريحات الأمريكية والإسرائيلية حول تشكيلة الحكومة المقبلة ، أصبحنا نفهم دور هؤلاء في تجسيد المشاريع الأمريكية نفسها لندرك مكانة الحكومة التي يرغبون بها لهم ، بأنها حكومة مشروع أمريكي و إطارها لبناني ، حكومة المشروع الأمريكي لخلق شرق أوسط جديد من خلال لبنان.. وهذا بحد ذاته انتحار لبنان شعبياً وسياسياً
لكن وكما عهدنا لبنان بتضافر جهود أبنائه ، لن ولن يسمحوا بحرمان أللبنانين من ممارسة حقوقهم السياسية.
والتمسك بالإرادة السياسية اللبنانية أكبر ضمان لسيادة لبنان وشعبه
كاتب عربي فلسطيني
0 comments:
إرسال تعليق